جار التحميل...
وتشمل الخصائص المرتبطة بالمرونة النفسية إلى جانب اتِّخاذ إجراءات وخطوات استباقية واعية، والقدرة على تنظيم المشاعر، التعرُّض لمستويات أقلّ من القلق والاكتئاب، وزيادة الترابط مع العائلة والمجتمع المحيط، علماً بأنّ الفرد غير المَرِن نفسياً قد يعاني القلق والهَمّ، وعدم القدرة على تكوين رؤية مستقبلية واضحة.
ويساعد تحسين المرونة النفسية وتطويرها في تحسين الصحة النفسية عامَّة، وتقليل التوتُّر، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات ما بعد الصدمة، وغيرها من مشكلات الصحَّة النفسية، وجعل الحياة أكثر إيجابية.
وفي ما يأتي بعض الاستراتيجيات التي يُوصى باتِّباعها لتطوير المرونة النفسية:
لا بُدّ من تعزيز اليقظة الذهنية أو الوعي الذهني؛ ليكون الشخص أكثر وعياً بمشاعره وأفكاره؛ بالتركيز على ممارسة أنشطة، مثل: ممارسة التأمُّل، وتمارين التنفُّس العميق؛ إذ تساعد هذه الممارسات على الاسترخاء، وتُعزِّز القدرة على التكيُّف مع البيئة والظروف المُحيطة.
ينبغي تذكير النفس دائماً بأنّ الشعور بالانزعاج والضيق أحياناً أمر طبيعيّ؛ فالمشاعر السلبية جزء لا يتجزَّأ من الحياة التي تتغيَّر ظروفها باستمرار، ومهما كانت هذه المشاعر صعبة، فهي مُؤقَّتة وستزول مع مرور الوقت.
لذا، ينبغي على المرء أن يعترف بمشاعره السلبية، ويتقبَّلها بدل أن يُقاومها أو يُنكرها؛ إذ يُسهِم هذا التقبُّل في فهم الذات فهماً أفضل، ويُعزِّز القدرة على مواجهة التحدِّيات، ومن ثَمَّ نُمُوّ الشخصية، وتطوير المرونة النفسية على المدى الطويل.
لا بُدّ أن يحمل كلّ يوم معنى وأهمّية؛ لذا، على الفرد وضع أهداف يومية يسعى إلى تحقيقها، مع التركيز على إنجاز هدف واحد على الأقلّ يومياً؛ ممّا يُشعِره بالإنجاز والرضا عن النفس، ويُعزِّز رغبته في تحقيق المزيد في المستقبل؛ فهو عندما يشعر أنّ يومه لم يمرّ مرور الكرام، فإنّه يكتسب حافزاً إضافياً لدفع نفسه نحو تحقيق طموحاته، ومن ثَمّ بناء حياة مليئة بالنجاحات والتقدُّم.
ليس بغرض التذكُّر فحسب، وإنَّما لمراجعة سِجِلّ الإنجازات السابقة أيضاً؛ فعندما يتأمَّل الشخص الطريقة التي تغلَّب بها على مشكلاته سابقاً، وكيف تجاوز لحظاته الصعبة، فإنّه يكتسب إرادة أقوى، وإيماناً بقدرته على مواجهة أيّ مواقف صعبة قد تعترض طريقه في المستقبل؛ إذ يصبح أكثر إدراكاً لإمكاناته، ويتمكَّن من توظيف دروس الماضي في بناء مستقبل أفضل.
يُعَدّ الانفتاح على التجارب والأفكار الجديدة ووجهات النظر المختلفة جزءاً لا يتجزّأ من المرونة النفسية؛ إذ ينبغي على الفرد أن يحاول الخروج قليلاً من منطقة الراحة الخاصَّة به، وقراءة كتب عن مواضيع جديدة، ومشاهدة أفلام عن أمور خارج نطاق الاهتمامات المُعتادة، وإجراء محادثات مع أشخاص يحملون أفكاراً ومُعتقَدات مختلفة؛ ممّا يزيد القدرة على تقبُّل الآخرين، وتنمية الانفتاح الذهني.
بدلاً من إنكار المشكلات، أو محاولة تجاوزها، أو تجاهلها، لا بُدّ من وضع خُطَّة واضحة تهدف إلى إيجاد حُلول للمشكلات؛ فجزء من المرونة النفسية يكمن في القدرة على التعامل مع المشكلات تعاملاً عمليّاً وعقلانيّاً، والتفكير في الإجراءات المناسبة لمعالجتها يُسهِم في تخطّي التحدِّيات بفاعلية، ومن ثَمَّ تحقيق نتائج إيجابية.
المراجع
[1] betterup.com, Developing psychological flexibility
[2] verywellmind.com, Psychological Flexibility
[3] mayoclinic.org, Resilience: Build skills to endure hardship