جار التحميل...
وقد يسعى بعض مَن يُعانون من عدم القدرة على تحمُّل المسؤولية إلى البحث عن حلول جدِّية، وطرق تساعدهم في تخطّي خوفهم من تحمُّل المسؤولية، والسَّعي إلى تحسين حياتهم وذواتهم، ولحُسن الحظّ، هناك طرق ونصائح عِدَّة تُساعد على ذلك، ومنها:
يُمكن تعريف تحمُّل المسؤولية بأنّه الاعتراف بالمسؤولية الكاملة تجاه الأفعال، والأقوال؛ سواء أكانت سلبية، أم إيجابية، والاستعداد لمواجهة النتائج الفِعلية للقرارات والاختيارات الشخصية، والقدرة على التفاعل مع المواقف والظروف تفاعلاً مناسباً ومسؤولاً؛ إذ يساعد فهم المعنى العميق للمسؤولية على تحمُّلها وقبولها، والسَّعي للتغلُّب على الظروف والعقبات التي تُؤثِّر في ممارستها، واتِّباعها بوصفها أسلوب حياة.
تُعَدّ مساءلة النفس حجر الأساس في تحديد الأهداف الشخصية، وتحقيقها؛ فهي تُعزِّز تحمُّل مسؤولية تنفيذها، ووضع تلك الأهداف يُساعد في ترتيب الأولويات، وتقليل التشتُّت والعَشوائية، أو إضاعة الوقت في أمور غير مُهِمّة، إضافة إلى أنّ المُساءلة ومُحاسَبة الذات تُعزِّز الدافع الداخلي؛ عبر خلق شعور داخلي بالإلحاح والمسؤولية، وضرورة الالتزام والثبات، والنظر إلى الأمور بجدِّية دون استخفاف أو لامُبالاة، ومواجهة التحدّيات والعقبات.
وعندما يُحدِّد الشخص رغباته وما يُريد تحقيقه أو تجنُّبه، سيسعى بجدٍّ وإرادة لتحقيق ذلك؛ ممّا يُحسِّن ثقته بنفسه، ويُعزِّز شعوره بالرضا والقدرة على الإنجاز، ومن ثَمَّ يزداد شُعوره بحِسّ المسؤولية، ويُصبح أكثر قدرة على تحمُّل نتائجها.
تتمثَّل الخطوة الأولى في تحمُّل الفرد المسؤولية في الاعتراف بالخطأ، وبالمسؤولية تجاه ارتكاب الأمر المَعنيّ، فإن لم يكن اقد تسبَّب في حدوث الخطأ كلّه، فلا بُدّ له من الاعتراف بالجزء المسؤول عن حدوثه، وعدم اللجوء إلى الإنكار إطلاقاً، والسَّعي إلى تصحيحه؛ بالبحث عن الأسباب التي أدَّت إليه، وتحمُّل نتائج الأفعال والأقوال دائماً، وتجنُّب عيش دور الضحية أو الضعيف، وإنَّما التحلّي بالشجاعة والقوّة؛ لتجنُّب تكرار الأخطاء، والتعلُّم منها.
لا بُدّ من التوقُّف عن إلقاء اللَّوم على الآخرين، وتحميلهم مسؤولية الأفعال، ونتيجتها، والتصرُّفات الشخصية، وتقليل الشكوى التي تُركِّز على النظر إلى النواقص والأمور السلبية عِوَضاً عن رؤية الإيجابيات؛ إذ قد يعكس إلقاء اللَّوم على الآخرين؛ كالشريك، أو الأصدقاء، أو الوالِدَين، والبحث عن الأعذار باستمرار، الشُّعورَ بالضعف، وعدم القدرة على السيطرة على مُجرَيات الحياة بصورة مِثاليّة وفاعلة، والنظر إلى المشكلات والأخطاء بسطحيَّة دون اللجوء إلى إيجاد حلول فِعلية، أو تحمُّل نتائجها.
قد يكون الشُّعور بعدم الرضا أمراً طبيعيّاً أحياناً؛ بسبب عدم القدرة على تحمُّل المسؤولية، وخاصّةً إن كان الشخص يرغب فعلاً في تحسين نفسه، ويُحاول التغلُّب على تلك المشكلة، إلّا أنّ أسلوب التعامل مع هذه المشاعر بطريقة بَنّاءة هو المُهِمّ فِعلاً؛ فبدلاً من إلقاء اللَّوم على النفس عند الشُّعور بالإحباط وعدم الرضا، يُنصَح بالتفكير في حلول لتنمية الذات، وتعزيز الثقة بالنفس.
وتُعَدّ العناية الذاتية من الأمور الضرورية للحفاظ على الصحّة العقلية والجسدية؛ فهي تُسهم في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا، ومن ثَمَّ اتِّخاذ خطوات فِعليّة لتطوير الذات، والاستمرار في تحقيقها، بما في ذلك تحمُّل المسؤولية؛ لذا، يُنصَح بممارسة الأنشطة التي تُعزِّز الاسترخاء، وتُجدِّد الطاقة؛ كوضع خُطَّة بسيطة قابلة للتطبيق بسهولة، وتحمُّل مسؤولية تنفيذها.
يُسهم تحمُّل مسؤولية اللحظات الحالية دون التفكير في الماضي أو المستقبل تفكيراً مُبالَغاً فيه في استغلال الوقت، والاستفادة من الظروف المُتاحة؛ لتحسين الذات، وتعزيز الشعور بحِسّ المسؤولية، دون تعداد أخطاء الماضي، أو استباق الأخطاء التي قد تحدث في المستقبل، والخوف من فشل تحمُّل مسؤوليتها.
وختاماً، قد يبدو تحمُّل المسؤولية أمراً صعباً، إلّا أنّ بالإمكان تحقيقه وتطويره؛ بالتدرُّب المُستَمِرّ على تحمُّل المسؤوليات حتى لو كانت بسيطة، والتحلّي بالصبر والهدوء؛ لأنّ الأمر قد يحتاج إلى بعض الوقت، والتذكُّر دائماً أنّ الشخص نفسه هو المسؤول عن تحديد مصيره، وأنّ نجاحه وفشله يعتمدان على جهوده الشخصية، وأنّ واجباته ومسؤوليّاته لن يُؤدّيها غيره بدلاً منه.
ولا بُدّ أيضاً من معرفة أنّ تحمُّل المسؤولية يزيد القدرة على التحكُّم والسيطرة على الخيارات بصورة أفضل، وتسخيرها لرَسم مستقبل واعد، ومن ثَمَّ تخفيف مستويات القلق والتوتُّر الناتجة عن كثرة التفكير.
المراجع
[1] liveyourtruestory.com, What it means to take responsibility. 7 essential requirements
[2] lifeandprogress.co.uk, Taking Responsibility and Ownership
[3] community.thriveglobal.com, 9 Ways to Take Responsibility for Your Life
[4] wikihow.com, Taking Responsibility for Your Actions: How to Do It and Why It’s Important
[5] thevectorimpact.com, How To Take Responsibility for Your Actions (and Grow in the Process)