جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لغز اللحظات المألوفة

المقصود بحالة الديجافو أو ظاهرة سبق الرؤية

11 ديسمبر 2024 / 3:19 AM
المقصود بحالة الديجافو أو ظاهرة سبق الرؤية
download-img
يشعر العديد من الأشخاص أحياناً بأنّ اللحظة الحالية التي يعيشونها مألوفة لديهم، وبأنّ الموقف الذي يمرّون فيه الآن كانوا قد مَرُّوا به سابقاً حتى وإن كان يحدث لأوّل مرّة فعلياً، وهذا ما يُعرَف بالظاهرة النفسية "سبق الرؤية" أو "الديجافو" (Deja Vu)، وهو مصطلح فرنسي يعني "شُوهِد من قبل".

ومن الأمثلة على هذه الظاهرة: الشعور بأنّ المكان مألوف على الرَّغم من زيارته لأوّل مرَّة، أو الشُّعور بأنّ هناك معرفة مُسبَقة عن شخص ما على الرغم من الالتقاء به لأوّل مرَّة.

أبرز النظريات العلمية التي تُفسِّر حدوث حالة الديجافو

لأنّ ظاهرة سبق الرؤية تحدث فجأة وتستمِرّ فترة قصيرة، لم يتمكَّن الباحثون من دراستها بسهولة؛ ممّا جعلها حالة غير مفهومة كُلّيّاً، ومع ذلك، هناك بعض النظريات التي تُفسِّر سبب حدوث الديجافو، وفي ما يلي أبرز هذه النظريات التي لاقت تأييداً من العلماء والباحثين على نطاق واسع:

نظريات مُتعلِّقة بالانتباه والإدراك

تُشير هذه النظريات إلى أنّ ظاهرة الديجافو تحدث عند رؤية شيء ما مرَّتَين ولكن بإدراك وانتباه مُزدَوج؛ بمعنى أنّ الشيء يُشاهَد دون إدراك كامل في المرَّة الأولى؛ نتيجة تشتُّت الانتباه، أو شُرود الذهن، وعند رؤيته مرَّة أخرى بإدراك كامل، يشعر الشخص بأنَّه رآه من قبل، وهذا الإحساس ينشأ؛ لأنّ الدماغ يكون قد خَزَّن الصورة التي أدركتها الحَواسّ في المرَّة الأولى، حتى وإن كان الشخص غير واعٍ بها.


فعند رؤية منظر طبيعي من بعيد -مثلاً- دون انتباه كامل، يُمكن أن يتشكَّل في الدماغ تصوُّر أوّلي عنه، وعند مشاهدة المنظر نفسه بإدراك كامل فيما بعد، يحدث شعور بأنّ هذا المشهد قد شُوهِد مُسبَقاً، بينما يكمن ما حدث بالفعل في أنّ الدماغ استرجع الإدراك الأوّل فقط.

نظريات مُتعلِّقة بنشاط الدماغ

تُشير هذه النظريات إلى أنّ الديجافو يحدث نتيجة وجود خلل بسيط ولمُدَّة قصيرة في نشاط الدماغ؛ كأن يكون الجزء المسؤول عن متابعة الأحداث الحالية، والجزء المسؤول عن استرجاع الذكريات، نَشِطَين في الوقت نفسه؛ ممّا يؤدّي إلى الخلط بينهما، فيُسجِّل الدماغ ما يحدث في الحاضر على أنَّه ذكرى سابقة.


وهناك رأي آخر للخُبراء يرتبط بخلل نشاط الدماغ الذي قد يُسبِّب الديجافو؛ وهو أنّ المعلومات عند استيعابها، تسير عادةً عبر مَسار مُحدَّد للتخزين في الذاكرة قصيرة المدى، ثمّ في الذاكرة طويلة المدى، إلّا أنّها في بعض الأحيان، يمكن أن تأخذ مَساراً مُختصَراً إلى الذاكرة طويلة المدى مباشرة، فتُسجَّل على أنَّها ذكرى طويلة الأمد؛ ممّا يخلق الشُّعور بأنّ الذكرى قديمة رغم أنَّها حدثت للتَّوّ.

ويُمكن أيضاً أن يحدث الديجافو؛ بسبب تأخير بسيط في معالجة الدماغ للمعلومات؛ فعند ملاحظة شيء في العالَم الخارجي -مثلاً-، تمرّ المعلومات التي تستقبلها الحَواسّ المختلفة؛ كالسَّمع، والبَصَر، باتِّجاه الدماغ عبر مَسارَين مختلفين، إلّا أنّ أحد هذين المسارَين -في بعض الأحيان- يكون أسرع من الآخر بفارق زمني طفيف؛ لذا، قد يُفسِّر الدماغ الحَدَث نفسه وكأنَّه حَدَثان مختلفان؛ ممّا يُؤدّي إلى الشُّعور بالديجافو.

نظريات مُتعلِّقة باسترجاع الذكريات

قد يحدث الديجافو عندما يكون هناك تشابه بين الموقف الحالي وذكرى قديمة مرَّ بها الشخص في الماضي أو أثناء طفولته، ولكنَّه غير قادر على استرجاع تلك الذكريات، وهذا التشابه بين البيئة الحالية والذاكرة القديمة قد يُحفِّز الشُّعور بأنّ الموقف حَدَث من قبل.


فعند دخول غرفة لأوّل مرَّة -مثلاً-، قد يتكوَّن شُعور بأنّ هذا المكان مألوف؛ والسبب أنّ شكل المكتب، أو لون الخشب، أو الأثاث، يُشبه أشياء سَبَقت رؤيتها؛ ممّا يُؤدّي إلى شُعور مُحيِّر بالأُلفة لدى الشخص، وهو ما يُعرَف بظاهرة الديجافو.

ما العوامل التي تزيد احتمالية الشعور بحالة الديجافو؟

تزيد احتمالية الشعور بظاهرة الديجافو لدى فئات مُعيَّنة؛ تبعاً لعوامل مختلفة؛ فمثلاً، تكون الظاهرة أكثر شُيوعاً لدى الفئة العُمرية بين 15-25 عاماً، بينما تقِلّ فُرَص حدوثها مع التقدُّم في العُمر، أمّا الأفراد الذين يتذكَّرون أحلامهم بانتظام، أو يسافرون بصورة مُتكرِّرة، فيظهر لديهم مَيل أكبر للإحساس بالديجافو.


ويُؤدّي كلٌّ من الإرهاق والتوتُّر دوراً في زيادة احتمالية الشُّعور بهذه الظاهرة؛ لما لهما من تأثير في الذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة طويلة المدى، ويُعتقَد بأنّ ارتفاع الدوبامين في الدماغ قد يكون له دور في حدوث الديجافو، وخاصَّة لدى الأفراد الذين يتناولون أدوية تزيد مُستوَياته.


وختاماً، لا تُعَدّ حالة الديجافو أمراً خطيراً للأشخاص الأصِحّاء، إلّا أنّ تكرار حدوثها قد يكون مُرتبِطاً بحالات عصبية، مثل: نوبات الصَّرَع، والفصام، ومرض ألزهايمر؛ لذا، لا بُدّ من مراجعة طبيب أعصاب مُختَصّ، ومعرفة التشخيص الصحيح، عند الشُّعور بهذه الظاهرة مرّات عِدَّة في الأسبوع الواحد، أو أكثر من ذلك. 

 

 المراجع 


[1] verywellmind.com, Deja Vu: Its Meaning and Why We Experience It 
[2] healthline.com, What Causes Déjà Vu?
[3] webmd.com, What is Déjà Vu?
[4] pursuit.unimelb.edu.au, What is déjà vu? What is déjà vu?
[5] habs.uq.edu.au, What the health: What is déjà vu?   


December 11, 2024 / 3:19 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.