جار التحميل...
وعلى الرغم من أنّ الأمر يبدو بسيطاً، وقد يظنُّه آخرون مُثيراً للسُّخرية، فإنَّها حالة نفسية مُؤذِية، وهي كفيلة بتحويل أجمل اللحظات، وأكثر الاحتفالات والمناسبات بهجةً، إلى مصدر إزعاج وضيق للمُصابين، وتجعلهم غير راغبين في حضورها، وتخلق حواجز اجتماعيَّة أمامهم، وتحرمهم الفرح بصُحبة الآخرين.
وقد يتسبَّب هذا الرُّهاب في الإصابة بنوبات الهَلَع، وتسارُع نبضات القلب، والرعشة، وضيق التنفُّس، وغيرها من الأعراض الجسدية والنفسية، وللتعامل معه يُوصَى باتِّباع النصائح الآتية:
يُمكن للوعي الشخصي، وتحديد مُسبِّبات الإصابة برُهاب البالونات ودوافعها، المساعدة في التعامل معه، والحَدّ من نوبات الذُّعر والخوف التي قد تنتج عنه؛ بتحديد المُحفِّز وشِدَّة تأثيره، ومحاولة تبرير المشاعر الخاصَّة وتقبُّلها، واحتضان المُصاب نفسَه وخوفَه، وعدم الغضب والاستياء من ذاته.
ومن ثَمَّ محاولة الحَدّ من هذه المشاعر تدريجيّاً؛ عبر طرد الأفكار السلبية، وتحدِّيها بثبات وعزم، واعتماد أفكار أكثر عقلانية ومنطقية وذات أثر إيجابيّ بدلاً منها، مثل: تخيُّل النفس في المستقبل القريب وقد تجاوزت هذه المشاعر تماماً؛ إذ يُمكن الاستمتاع بالحياة أكثر عند المشاركة في المناسبات والاحتفالات دون قلق، والالتقاء بالأصدقاء في الأماكن الترفيهية.
ومن ناحية أخرى، لا بُدّ من تذكُّر أنّ هذه المشاعر مُؤقَّتة يُمكن التغلُّب عليها بقوَّة الإرادة، وأنّه ليس للبالون القدرة على إطاحة الأذى به، وأنّ هذه المشاعر مُؤقَّتة وستزول إذا قاومها، وغيرها من الأفكار الإيجابية الجيِّدة.
يُمكن لبعض التمارين الرياضية تهدئة المُصاب، ومساعدته على التكيُّف والتعامل مع رُهاب البالونات، ومنها: تمارين التأمُّل والتنفُّس العميق التي تُعزِّز الشعور بالهدوء النفسي والاسترخاء، وتمارين اليقظة الذهنية التي تُخفِّف الذُّعر والقلق المُصاحِبَين لهذا الرُّهاب؛ عبر التركيز على اللحظة الحالية، وعدم تخيُّل أحداث مستقبلية مُؤذِية نفسيّاً؛ كأن ينفجر البالون ويُصدر صوتاً مزعجاً؛ ممّا يساعد على التحكُّم في المشاعر، ويُعزِّز العقلانية في تقييم المُحفِّز، وإدارته.
وعموماً، يُنصَح بالمُواظَبة على هذه التمارين، وإدراجها ضمن الروتين اليومي للمُصاب؛ كي يكون تأثيرها مُستمِرّاً وفعّالاً أمام المُحفِّزات، وليس مُجرَّد تأثير لَحظِي قصير قد تنعدم نتائجه؛ بسبب قِلَّة التركيز الذي يطغى عليه الخوف.
يُحدِّد الطبيب النفسي خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) طريقة تفكير المُصاب برُهاب البالونات، وسبب نفوره منها، ودوافعه السلبية وغير الواقعية التي أدَّت إلى هذا الخوف المُفرِّط، ثمّ يُعزِّز شُعور المُصاب بالثقة بقدرته على تجاوز هذه المِحنة، ويساعده في التخلُّص من الأفكار السلبية تدريجيّاً باستخدام استراتيجيات وحلول منطقية للمشكلة.
يُقصَد بالعلاج بالتعرُّض (Exposure therapy) التغلُّب على مُسبِّبات الخوف والذُّعر من خلال التعرُّض المباشر والتدريجي لها، وتحدّي مصدر الخوف بشجاعة وصلابة لتجاوزه، بعد أن يتيقَّن المريض من أنّ الخوف غير عقلاني.
ويجري ذلك بإشراف الطبيب الذي قد يتحدَّث مع المريض أوّلاً، ثمّ يبدأ الجلسة مُكتَفِياً بتعريضه لصُور مجموعة من البالونات، ودفعه تدريجيّاً إلى الإمساك بأحدها على أرض الواقع، ثمّ نفخه، وبعد مراحل عِدَّة، وفي بيئة آمِنة، وباتِّباع طرق وقائيَّة مختلفة يلجأ إليها الطبيب، يجري تفجير البالون، والتخلُّص من أيّ مُحفِّز للخوف والقلق تجاهه.
تُساعد تقنية سلّم الخوف (Fear Ladder) في مواجهة مُسبِّبات القلق والرُّعب التي تشمل مُختلف أنواع الرُّهاب، ومنها رُهاب البالونات؛ عبر فهم المشاعر التي تحدث عند رؤية البالونات أو لمسها، وتحليلها، أو مشاهدة شخص ينفخها، وغيرها، ثمّ تنظيمها على هيئة سلّم؛ بدءاً من أقلِّها تأثيراً، ووصولاً إلى أكثرها رُعباً.
ومن الأمثلة على ذلك أن يبدأ رُهاب البالونات برؤية بالون من بعيد، أو شخص ينفخه، ويزداد عند الاقتراب منه، أو التواجد في المكان نفسه؛ سواء أكان ممتلئاً بالهواء، أم مُفرَّغاً منه، ويتضاعف إذا رأى المُصاب بالوناً ينفجر على شاشة التلفاز، ويتضخَّم الشُّعور إن كان الحَدَث في مُحيطه.
ثمّ يبدأ المُصاب بتجميع أفكاره، وتحليلها، ومواجهة مخاوفه واحدة تلو الأخرى منطقياً، وبناء سُلّم وقائي يتضمَّن أنشطة وأفكاراً مُضادَّة تُعزِّز مناعته وحصانته ضدّ المُحفِّزات التي تُسبِّب الخوف، وعلى الرغم من أنّ ذلك قد يستغرق وقتاً، فإنّ المحاولة، ودمج هذه الطريقة بالطرق الأخرى، وخاصَّة العلاج بالتعرُّض، أمر ضروريّ.
وختاماً، في بعض حالات رُهاب البالونات الشديدة والمُستَعصِية التي لا يُمكن التعامل معها وعلاجها بمُختلف الطرق المذكورة مُسبَقاً، قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية مختلفة تتضمَّن مُهدِّئات تحُدّ من القلق والذُّعر الشديدَين، إضافة إلى مُضادّات الاكتئاب، وغيرها، مع التنويه إلى ضرورة الالتزام بإرشادات الطبيب، وتجنُّب تناول أيّ أدوية دون إشراف طبّي.
المراجع
[1] tranceformpsychology.com, Conquering the Fear of Balloons: Therapy for Globophobia
[2] fearof.net, Fear of Balloons Phobia – Globophobia
[3] louislaves-webb.com, All About Globophobia: The Fear of Balloons
[4] cpdonline.co.uk,What is Globophobia?
[5] webmd.com, What Are Phobias, and How Are They Treated?