جار التحميل...
يعد حل المشكلات جزءاً من الحياة اليومية، سواءً في المنزل أو العمل أو أي مكانٍ آخر، ولكن عندما يفشل التفكير التقليدي في حل المشكلات والوصول إلى الأهداف، هنا يأتي دور الحلول الإبداعية لتقديم بدائل فعّالة ومبتكرة.
إنّ إيجاد الحلول الإبداعية لا يقتصر على القيام بعصف ذهني فقط كما يظن البعض؛ فحل المشكلات بإبداع هي عملية محدّدة بخطوات، تبدأ بالتعرف على المشكلة، وتصل إلى إيجاد الحلول.
إنّ الحل الإبداعي للمشكلات هو أسلوب يساعد في إطلاق العنان للخيال، واستكشاف وجهات نظر متنوعة، وإنشاء حلول مبتكرة للمشكلات المعقدة، كما أنّ حل المشكلات بطريقة إبداعية، لا يعني فقط إصلاح ما انكسر، بل الأمر يتطلب الابتكار والخروج بشيء جديد، وكما قال ألبرت أينشتاين: "في منتصف الصعوبة تكمن الفرصة".
الإبداع في إيجاد الحلول؛ فطرةٌ أم مهارة؟
مهارة حل المشكلات هي مهارة يمكن تعلّمها وتطويرها بشكل كبير، ولا يتطلب ذلك سوى فهم الخطوات المحددة لحل المشكلات والتفكير في كيفية تحسينها بشكل دائم من أجل تحقيق التقدّم والنجاح في مختلف المجالات.
فيما يلي خطوات حل المشكلات بمهارة وإبداع:
الخطوة الأولى: تحديد المشكلة
"المُشكلة المحدّدة بشكل دقيق هي مشكلة تمّ حلّها بنسبة 50%"، المخترع الأميركي تشارلز كيترينج.
الخطوة الأولى والأكثر أهمية لحل المشكلات بإبداع هي تحديد المشكلة بدقّة، ومعرفة ما هي حدودها، فكثيراً ما تكون المشكلة التي تم تحديدها ليست المشكلة الحقيقة، فتأخذ الحلول اتجاهاً آخر، لذا يجب أخذ الوقت الكافي لفهم المشكلة، والتخلص من أي شكوك حول حقيقتها.
على سبيل المثال، قد يتم التركيز على البحث عن وظيفة جديدة كحلٍ لمشكلة الدخل غير الكافي، ليتم إدراك أنّ المشكلة الحقيقية تكمن في أنّ الدخل لا يغطي تكاليف المعيشة بشكل كافٍ، في هذه الحالة، من المفترض أن يتحول التفكير إلى استكشاف خيارات أخرى لحل المشكلة؛ مثل تعديل النفقات، أو تنظيم الأمور المالية، أو تطوير المهارات لتحسين فرص الحصول على دخل أعلى، إلى جانب البحث عن فرص عمل جديدة.
لمعرفة المشكلة الحقيقية، يجب طرح الأسئلة أولاً، مثلاً؛ "ما سبب هذه المشكلة؟"، "لمَ يجب حلّها؟"، وعدم الاكتفاء بطرح هذه الأسئلة مرةً واحدة، بل إعادتها مرة ومرتين وأكثر، للوصول إلى المشكلة الحقيقة، والحل الإبداعي لها.
الخطوة الثانية: التعرّف أكثر على المشكلة
بعد تحديد المشكلة، من المهم فهمها أكثر؛ من خلال البحث عنها في مصادر موثوقة من المواقع المختلفة على الإنترنت، أو الكتب القيّمة، ويمكن أيضاً طلب مشاركة أفكار إضافية حول المشكلة من الأصدقاء أو الزملاء أو أفراد العائلة، مع ضرورة التنويه إلى أن الوسيلة التي سيتم اختيارها في البحث تعتمد على نوع المشكلة، كما يجب التذكّر أنّ هناك مشكلات قد تحتاج إلى استشارة مختصّين، كالمشكلات النفسية مثلاً.
نصيحة: يجب محاولة جمع العديد من المعلومات عن المشكلة من أكثر من مصدر، فهذا يساعد في تكوين صورة شاملة عنها.
الخطوة الثالثة: طرح الأسئلة
بعد البحث في المشكلة جيداً، وجمع كافة التفاصيل المتعلقة بها، يجب صياغة أسئلة تحفّز التحدي والإبداع، والإجابة عليها؛ مثلاً؛ "كيف يمكن فعل ذلك؟"، "ما هي الطريقة المثلى لحل المشكلة؟"، فهذا سيجعل الأفكار تصبّ في قضية واحدة فقط، وهي حل المشكلة الحقيقة.
من المهم البدء بتحديد هدف واحد في كل مرة، لتجنّب التشتّت والتشعّب في الأفكار، على سبيل المثال، يجب تركيز الجهود على مهمة واحدة مثل اكتساب مهارة جديدة أو البحث عن وظيفة في مكان محدد، بدلاً من محاولة الجمع بين أهداف متعددة، لتفادي عدم التوازن وتشتّت الجهد، لذا يفضل معالجة كل هدف بشكل منفصل لتحقيق النجاح بشكل أكبر.
الخطوة الرابعة: العصف الذهني للأفكار
يمكن إيجاد حلول إبداعية لمشكلة معينة من خلال كتابة ما لا يقل عن 50 فكرة مختلفة لحل هذه المشكلة، ويمكن الاستعانة بالأصدقاء أو أفراد العائلة، واستخدام أساليب مثل العصف الذهني والاسترخاء والبحث عبر الإنترنت للحصول على أكبر قدر من الحلول.
يمكن للعديد من الطرق المساعدة في عملية العصف الذهني، سواءً عن طريق القيام بنشاط هادئ مثل الخروج في نزهة أو شرب القهوة، أو من خلال البحث عن مصادر تساعد في إثارة الأفكار الإبداعية عبر الإنترنت، ومن الضروري أيضاً فهم أنه ليس من الضروري إيجاد كل الأفكار في نفس اليوم، خاصةً إذا لم يكن هناك ضغط زمني مُلحّ لتحقيق ذلك.
من المهم تسجيل الأفكار على وسائل مختلفة، مثل الكتابة على الورق، أو إدخالها في مستندات الكمبيوتر، أو تصميمها في خريطة ذهنية، وذلك لتثبيت الأفكار وتوثيقها، كما ينبغي تسجيل كل فكرة تخطر في الذهن، بغض النظر عن مدى ملاءمتها أو واقعيتها، دون الاعتماد على الذاكرة البشرية المحدودة.
الخطوة الخامسة: جمع الأفكار وتقييمها
بعد الانتهاء من كتابة الأفكار، ينبغي أخذ استراحة قصيرة لمدة ساعة أو يوم حسب الحاجة، وبعد ذلك، يمكن العودة إلى قائمة الأفكار، والبدء في ترتيبها وتقييمها وفقاً للمعايير والقيود المحددة سلفاً.
يجب الأخذ بعين الاعتبار جميع القيود الموجودة، مثل الميزانية المحدودة أو الوقت المحدد لحل المشكلة، كما ينبغي اختيار الأفكار التي تتوافق مع هذه المعايير والتركيز على الأفضل منها، ثم تحديدها في قائمة الأولويات.
يمكن تقييم كل فكرة بناءً على مدى ملاءمتها مع المعايير المحددة، والتفكير في كيفية تحسين الأفكار التي لم تحصل على تقييمٍ عالٍ.
الخطوة السادسة: تطبيق الحلول
والآن، بعد الحصول على قائمة بأفضل الأفكار وأكثرها إبداعاً، من المهم وضع خطة عمل تحتوي على خطوات يمكن اتباعها لحل المشكلة المطروحة.
يمكن تقسيم هذه الخطوات إلى مهام صغيرة لتسهيل التنفيذ، وجعل العملية أكثر واقعية، كما ينبغي التحلّي بالشجاعة والإصرار للبدء في تنفيذ الخطة، وفي حال ابتعاد هذا الحل عن علاج المشكلة، يجب إعادة كتابة خطة العمل وفقاً لذلك.
المراجع
[1] innovationmanagement.se, The Basics of Creative Problem Solving – CPS
[2] entrepreneur.com, 5 Steps to Creatively Solving Business Problems
[3] masterclass.com, Creative Problem Solving: 5 Tips for Creative Problem-Solving
[4] logiclike.com, Creative problem solving: basics, techniques, activities
[5] mindtools.com, Creative Problem Solving