جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
عندما يصبح الطعام كابوسًا مزعجًا

رهاب الأكل أو الخوف من الطعام: الأسباب والحلول

11 ديسمبر 2024 / 3:29 AM
رهاب الأكل أو الخوف من الطعام_ الأسباب والحلول
download-img
يتَّسِم رُهاب الأكل أو الخوف من الطعام (Cibophobia) بالخوف الشديد وغير المُبرَّر من تناول الطعام، تُرافِقه أعراض قلق، مثل: ضيق التنفُّس، وزيادة ضربات القلب، وقد يشمل هذا الرُّهاب الخوف من أنواع الطعام والمشروبات جميعها، بينما يقتصر في حالات أخرى على أطعمة مُحدَّدة، مثل: الأطعمة ذات القوام اللَّزِج، أو الأطعمة المُعبَّأة والجاهزة، أو الأطعمة غير المَطهيَّة جيّداً.

ما أسباب الخوف من الطعام؟

تختلف أسباب الإصابة برُهاب الأكل، وفي ما يأتي أبرزها:

العوامل المتعلقة بالبيئة المحيطة

يُمكن اكتساب الخوف من الطعام عند النُّشوء في بيئةٍ يُظهِر أحد أفرادها؛ سواء من العائلة، أو المُقرَّبين، خوفاً شديداً من أحد أنواع الطعام، أو يُعاني مشكلات صِحِّية بسببه؛ فمثلاً، إذا نشأ الطفل مع والِدَين يُظهِران خوفاً ملحوظاً من تناول أنواع مُعيَّنة من الطعام، ويُبالغان في تحذيره من مخاطره، فإنّ الطفل قد يتبنّى هذه المخاوف، فيتطوَّر لديه رُهاب الأكل. 

العوامل البيولوجية

قد تُسبِّب بعض التغيُّرات في كيمياء الدماغ أنواعاً مُعيَّنة من الرُّهاب، ومنها رُهاب الطعام؛ فهذه التغيُّرات تُؤثِّر في طريقة استجابة الدماغ للخوف والقلق؛ ممّا يجعل الشخص أكثر عُرضة لتكوين مخاوف غير مُبرَّرة تجاه الطعام، ويُمكن أن يُسهِم الاستعداد الوراثي أيضاً في تطوُّر رُهاب الطعام؛ أي إن كان هناك تاريخ عائلي يتضمَّن أفراداً يُعانون هذا النوع من الرُّهاب، فقد تزيد احتمالية إصابة الأجيال الجديدة به.

التجارب السلبية المرتبطة بالطعام

يُمكن للتجارب السلبية السابقة مع الطعام، مثل: التسمُّم الغذائي، أو الحساسية، أو الاختناق أثناء تناول الطعام، أن تترك أثراً نفسيّاً عميقاً؛ إذ يبدأ الشخص في الابتعاد عن تناول أنواع مُعيَّنة من الطعام، أو فقدان الرغبة في تناول الطعام عُموماً.

الاضطرابات النفسية الأخرى

تزداد احتمالية الإصابة برُهاب الطعام عند المُعاناة من اضطرابات نفسية مُعيَّنة، مثل: اضطراب القلق العامّ (GAD)، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والمُعاناة من اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهيَّة العصبي (Anorexia nervosa).

المعلومات السلبية على الإنترنت

قد يُسهِم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في تكوين نظرة سلبية تجاه بعض أنواع الطعام؛ فعندما تنتشر معلومات مُتكرِّرة تُبرز مخاطر صِحِّية، أو تحذيرات من أطعمة مُعيَّنة، فتُوصَف بأنَّها ضارَّة، أو قَذِرة، فمن الممكن أن يتطوَّر لدى الشخص خوف غير مُبرَّر من تناول هذه الأطعمة. 

علاج رُهاب الأكل: حلول فعّالة للتعامل مع الخوف من الطعام

يُمكن التعامل مع رُهاب الأكل، والحَدّ من سلبيّاته، من خلال الآتي:

ممارسة العناية الذاتية

تتضمَّن الرعاية الذاتية تلبية الاحتياجات الأساسية التي يحتاج إليها الجسم والعقل؛ كالنوم الجيِّد، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والاستعانة بأخصّائي تغذية لتصميم خُطَّة غذائية آمِنة ومُتوازِنة؛ إذ تُقلِّل هذه الممارسات الصحِّية أعراض القلق المُرتبِطة برُهاب الطعام؛ ممّا يُعزِّز الشُّعور بالراحة النفسية.


ويُخفِّف التعبير عن المشاعر للأشخاص المُقرَّبين الضغطَ النفسي المُصاحِب للرُّهاب، وتُعَدّ كتابة اليوميّات وسيلة فعّالة أيضاً لفهم المشاعر؛ ممّا يُسهِّل مواجهتها وإيجاد الطرق المناسبة للتغلُّب عليها.


وتشمل الرعاية الذاتية أيضاً ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفُّس العميق، وتمارين اليَقَظة الذهنية التي تُركِّز على التنفُّس، والأحاسيس الجسدية، والوعي باللحظة الحالية؛ ممّا يُسهِم في تهدئة العقل والجسد، ومن ثَمَّ السيطرة على أعراض الخوف من الأكل مع مرور الوقت.

اللجوء إلى العلاج النفسي

عندما يبلغ رُهاب الأكل مرحلة تُؤثِّر كثيراً في الحياة اليومية، فلا بُدّ حينها من اللُّجوء إلى العلاج النفسي الذي يُوفِّر مجموعة مُتنوِّعة من الأساليب للتعامل مع هذا الخوف، وأبرزها ما يأتي:

العلاج السلوكي المعرفي

يُساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في فهم الأنماط الفكرية والسلوكية السلبية المُتعلِّقة بالخوف من الطعام، واعتماد أنماط أكثر إيجابية، وتوفير تقنيات لإدارة أعراض القلق والتوتُّر المُصاحِبة لرُهاب الطعام.

العلاج بالتعرُّض

يتمثَّل العلاج بالتعرُّض (Exposure Therapy) بتعريض الشخص تدريجيّاً لمصادر خوفه داخِل بيئة آمِنة؛ كعرض صُور عن الأطعمة، ثمّ التقدُّم إلى حين التعامل المباشر معها، ويُمكن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي (VR)؛ بوصفها وسيلة لتجربة التعرُّض للطعام افتراضيّاً قبل الانتقال إلى التجربة الفعلية.

التنويم المغناطيسي

يُساعد التنويم المغناطيسي (Hypnotherapy) على إدخال الشخص في حالة من الاسترخاء العميق؛ ممّا يُتيح الوصول إلى عقله الباطن، وتحديد مُعتقَداته السلبية تجاه الطعام؛ بهدف التغلُّب عليها.

ملاحظة: قد تستدعي الحاجة إلى استخدام الأدوية بالتوازي مع العلاجات النفسية الأخرى؛ للسيطرة على القلق والتوتُّر المُصاحِبَين لرُهاب الأكل.

وختاماً، يُمكن أن يؤدّي رُهاب الأكل إلى مُضاعَفات جسيمة تُؤثِّر سلباً في حياة المُصاب إن لم يُعالَج علاجاً مناسباً، مثل سوء التغذية؛ إذ يُؤدّي تجنُّب الأطعمة العديدة إلى نقص حادّ في العناصر الغذائية الضرورية للجسم، بالإضافة إلى ظهور سلوكات قهرية؛ كاتِّباع طقوس مُعيَّنة لتنظيم تناول الطعام، أو تخزينه؛ في محاولة للسيطرة على القلق.

ومن الناحية الاجتماعية، يُمكن أن يُؤدّي هذا الرُّهاب إلى تجنُّب المناسبات الاجتماعية والعُزلة؛ نتيجة الشُّعور بالخجل، أو الخوف من ملاحظات الآخرين، في ما يتعلَّق بالسلوكات الغذائية؛ ممّا يُعمِّق الشُّعور بالوحدة، ويزيد خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب.    

 

المراجع 


[1]  verywellmind.com, What Is Cibophobia (Fear of Food)? Symptoms, Causes, Treatment   
[2] verywellhealth.com, What Causes Cibophobia (Fear of Food)?   
[3] healthline.com, Cibophobia: Causes and Treatments for a Fear of Food   
[4] choosingtherapy.com, Cibophobia: Definition, Symptoms, & Treatments   
[5]  osmosis.org, Cibophobia: What It Is, Causes, Signs and Symptoms, Treatment  

December 11, 2024 / 3:29 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.