جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
اكتشف نفسك والآخرين

شرح لتقنية نافذة جوهاري وأهميتها

08 ديسمبر 2024 / 7:53 PM
شرح لتقنية نافذة جوهاري وأهميتها
download-img
تُمثّل نافذة جوهاري نموذجاً للتفاعل البشري يُظهر مقدار وعي الفرد بنفسه وقدرته على فهمها، كما يخلق تصوّراً أكثر دقة حول نظرة الآخرين له، وقد سُمّيت التقنية بهذا الاسم نسبة لعالمَي النفس اللذين ابتكراها، وهما: جو جوزيف لوفت (Joseph Luft)، وهاري إنغهام (Harry Ingham).

التعريف بتقنية جوهاري

نافذة جوهاري (Johari window) هي أداة نفسية تتضمن نموذجاً أو رسماً تخطيطياً مُقسَّماً إلى أربعة أرباع -على شكل نافذة-، تجتمع معاً لخلق إطار بصري أكثر وضوحاً للميزات الشخصية التي يعرفها المرء عن نفسه، والصفات الأخرى التي يراها الآخرون فيه، سواءً كانوا أصدقاء، أو زملاء، أو أقارب، حيث يلاحظون هذه الصفات أثناء التعامل والاتصال المباشر بالشخص.


وتهدف التقنية إلى تعزيز الوعي الذاتي للفرد، وتحسين علاقته بالآخرين، وطريقة اتصاله بهم، بالإضافة إلى جعل علاقات المجموعات المختلفة تفاعلية وديناميكية أكثر، من خلال إنشاء حوارٍ فعّال وتبادل الملاحظات بينهم.

آلية تطبيق نافذة جوهاري وجوانبها الأربعة

يُمكن تطبيق تقنية نافذة جوهاري من خلال اختيار الشخص لمجموعة من الصفات التي يرى بأنّها تصفه وتُمثله، ويضع كل صفة في الجانب الذي يراه مناسباً من النافذة، ثمّ يأتي دور أفراد المجموعة لاحقاً بتقييم الصفات أيّها أكثر واقعية، وتُعبّر عن الزميل بدقة، ويُعيدون فرزها وتصنيفها ضمن الأرباع ذاتها، ومن ثمّ يجري نقاش بين المجموعة حول تلك الجوانب والصفات التي تضمّنها كل ربع؛ لجعل الشخص أكثر وعياً بذاته، ولديه صورة أكثر واقعية عن ذاته تتخطى نظرته الشخصية المحدودة.


وتشمل جوانب نافذة جوهاري ما يأتي:

الجانب المفتوح (Open)

وهو الجزء العام والمُتاح بشكلٍ واضح للآخرين، والصفات التي يعرفها الشخص جيداً عن نفسه، والسلوكات التي يُظهرها أثناء التعامل مع غيره في علاقاته، وعادةً يكون الفرد واثقاً ولا مشكلة لديه في عرضها، ومنها: المهارات الشخصية، والقيم والمبادئ الشخصية، ووجهات النظر العامّة، وغيرها من الصفات والمعلومات الظاهرة في الحياة اليومية.

الجانب الأعمى (Blind)

يضم الجانب الأعمى الصفات التي يعرفها الآخرون عن الشخص، من خلال علاقتهم به والسلوكات التي تَصدر عنه، ولكن لا يعرفها هو عن نفسه، وقد تكون هذه الصفات إيجابية ونقاط قوة، مثل التواصل البصريّ الفعّال، أو صفات سلبية، مثل لغة الجسد العفوية التي قد تزعج الآخرين دون الشعور بذلك. 

الجانب المخفيّ (Hidden)

يُشير الجانب المخفي إلى الصفات التي يعرفها الشخص عن نفسه، ولكنّه لا يرغب في إظهارها لغيره، أي الوجه الآخر الداخلي والخفيّ له، ويختار عدم إظهاره نتيجة أسباب عدة، من بينها الخجل، أو الانطوائية، أو الشعور بالخوف من الرفض، وقد يتضمن هذا الجانب العيوب الشخصية، والمخاوف الخاصة، والسلوكات السلبية التي يمارسها دون أن يراها أحد.

الجانب المجهول (Unknown)

لا يظهر الجانب المجهول للآخرين، ويكون مجهولاً بالنسبة للشخص نفسه أيضاً، بحيث لا يعرف الشخص عن نفسه الكثير، وبالمقابل لا يعرف من حوله عنه شيئاً، وقد يكون طاقات مكبوتة أو قدرات غير مكتشفة بعد، أو احتياجات مهملة وغير ذلك، ولكنها غير ظاهرة بسبب الشعور بعدم الثقة، أو انعدام الأمن، أو الإهمال والسطحية في العلاقات، وأحياناً بسبب نقص الخبرات وقِلة التجارب.

أهمية تقنية نافذة جوهاري

يَنتُج عن تقنية نافذة جوهاري العديد من الفوائد التي تصب في مصلحة الفرد نفسه، وتنعكس أيضاً على أفراد مجموعته، وتكمن أهميتها فيما يأتي:

تعزيز الوعي الذاتي للفرد

تُعد نافذة جوهاري وسيلة فعّالة لتعزيز الوعي الذاتي، والذي يُمثل مهارة فردية مهمّة ترتبط بشكلٍ أساسي بسلوك الشخص وأفكاره، وتنعكس على علاقاته بغيره، فالشخص الواعي قادر على إجراء حوارٍ متزن، واتباع أنماط سلوكية منطقية وسليمة أكثر، وتَبَنّي أفكار وخطط مدروسة بعناية تنبثق عن وعيه بالحقائق، وإدراكه للآثار والعواقب الناتجة عنها، وهو من سمات القائد الناجح والشخصية القيادية. 

تحسين التواصل ودعم العلاقات

يُعزز تطبيق تقنية جوهاري في العمل العلاقات المهنية ويجعلها فعّالة أكثر، خاصةً علاقة القائد بفريقه، فكلما كان القائد أكثر نضجاً ووعياً من الداخل تجلى ذلك بوضوح من خلال أسلوبه في التواصل الإيجابي، وحسه الذاتي بالمسؤولية، وقدرته على التعاطف مع باقي الأعضاء، وتقديم الملاحظات المفيدة والداعمة لهم، وإشراكهم في صنع القرار، ومراعاة قدراتهم والفروقات بينهم.


وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية يكون الشخص الواعي قادراً على إدراك احتياجات الآخرين، والشعور بظروفهم، واحترام مشاعرهم وعواطفهم، وهو ما ينعكس على جودة علاقاته بهم، وجعلها صحية أكثر.

التشجيع على العمل الجماعي

تسهم نافذة جوهاري في فهم الاختلافات بين الأفراد ضمن المجموعة الواحدة، ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لدى كل فرد، وكذلك معرفة إمكانياته، وقدراته، ومواهبه، وبالتالي توجيهها بشكلٍ أفضل لخدمة فريق العمل، وهذا كلّه يُسهّل التعامل والتعاون بين الأفراد وإنجاز المهام الموكلة لكلٍّ منهم.



ختاماً، يتضمن تطبيق نافذة جوهاري بعض التحديات والآثار السلبية أحياناً، فقد يتعرض الشخص للانتقاد والتعليقات غير اللطيفة، خاصة عندما يدور النقاش حول سلوكه وتقييم الآخرين له ولصفاته، وهو أمر يعتمد على طبيعة وشخصية هؤلاء الأفراد ومصداقيتهم، وليس بالضرورة أن تكون النتائج مُنصفة وعادلة دوماً، وقد تكون مؤذية نفسياً إذا تضمنت وصفاً ظالماً وتقييماً غير حقيقي، ونقداً سلبياً غير واقعي.  

 

المراجع 


[1] thedecisionlab.com, Johari Window
[2] pelagohealth.com, Johari Window
[3] study.com, Johari Window Model | Overview, Theory & Examples
[4] mindshift.zone, Johari Window Model: Understanding the Four Quadrants
[5] positivepsychology.com, How to Use the Johari Window to Improve Leadership

 
December 08, 2024 / 7:53 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.