كتب عن السعادة: قراءة تغير حياتك نحو الأفضل

ويمكن بقراءة هذه الكتب تعلُّم استراتيجيات عملية لتحسين جودة الحياة اليومية، وتبنّي التفكير الإيجابي الذي يساعد على مواجهة التحدّيات بثقة ومرونة، وهي تُتيح أيضاً الفرصة لتقليل التوتُّر والقلق؛ عبر تطبيق تقنيات مُجرَّبة لتعزيز السلام الداخلي. 

وفي ما يأتي قائمة بمجموعة من الكتب التي تتحدَّث عن السعادة لكُتّاب من مختلف الثقافات:

كتاب مشروع السعادة 

يعود كتاب مشروع السعادة "The Happiness Project" إلى المُؤلِّفة غريتشين روبين، وكانت فكرته قد ظهرت إلى النور بعد أن تبادر إلى ذهنها سؤال عشوائي عمّا تريده من الحياة، فكانت إجابتها لنفسها تتمحور حول السعادة؛ إذ أرادت الحصول على السعادة ولا شيء آخر، وحاولت بجِدّ البحث عن الطرق المُؤدِّية إليها؛ لإرشاد الآخرين، ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب.

وأكَّدَت الكاتبة على أنّ السعادة ليست شيئاً ثابتاً، بل تختلف من شخص إلى آخر؛ ممّا يعني ضرورة البحث عن أسباب السعادة الشخصية، والتركيز عليها، وأشارت أيضاً إلى وجود تغييرات بسيطة ومُمارَسات مُعيَّنة من شأنها أن تُسهِم في الشُّعور بالسعادة؛ كممارسة الرياضة، وقضاء الوقت مع العائلة.

تقول الكاتبة في إحدى صفحات الكتاب: "عندما أجد نفسي أُركِّز بصورة مُفرِطة على السعادة المُتوقَّعة التي سأحصل عليها عند تحقيق هدف مُعيَّن، أُذكِّر نفسي بضرورة الاستمتاع باللحظة الحالية، فإذا استطعت الاستمتاع بالحاضر، فلن أحتاج إلى الاعتماد على السعادة التي قد تكون (أو قد لا تكون) في انتظاري مستقبلاً".

كتاب السعادة الحقيقية

ألَّف مارتن سليغمان كتاب السعادة الحقيقية "Authentic Happiness"؛ بهدف تطبيق علم النفس الإيجابي؛ للوصول إلى درجات عالية من الرضا والسعادة الداخلية، وهو أيضاً مُؤلِّف كتاب "تعلّم التفاؤل"؛ ممّا يعطي انطباعاً عن رغبته الحقيقية في جعل الناس سُعداء. 

ويتكوَّن الكتاب عموماً من ثلاثة أجزاء؛ الأوّل ينفرد بالحديث عن المشاعر الإيجابية بما تتضمَّنها من قناعة بالواقع الملموس، وتفاؤل بالمستقبل المنشود، بالإضافة إلى الإشارة إلى بعض الأمور التي تُشجِّع الفرد على البحث عن السعادة.

ويُحاول الكاتب تطوير مفهوم السعادة لدى القارئ في الجزء الثاني من الكتاب؛ فيُذكِّر بضرورة تحديد نقاط القوَّة التي تجعله مُتفرِّداً؛ كالشجاعة وأثرها في شُعوره بالرضا، وبعدها يُشير إلى دور الفرد في تحديد الطريقة التي سيُوظِّف فيها هذه القوَّة، وكيف ستجعله أكثر سعادة، أمّا الجزء الأخير من الكتاب، فقد قسَّمه المُؤلِّف تبعاً لمصادر السعادة من وجهة نظره؛ فالسعادة موجودة في العمل، وفي الحُبّ، وحتى في المُمارَسات البسيطة، مثل تربية الأطفال.

وقال الكاتب في إحدى صفحات الكتاب: "لا بُدّ وأن أقول إنَّك لا تحتاج إلى خبير يُوجِّهك وينصحك بشأن المُتَع في حياتك، إنَّك تعرف تماماً ما قد يُؤثِّر فيك، وكيف تحصل عليه، أفضل من أيّ عالِم نَفْس".

كتاب التعثُّر في السعادة

يُسهم كتاب التعثُّر في السعادة "Stumbling on Happiness" للمُؤلِّف دانييل غيلبرت في تحديد الاعتقادات المغلوطة المُتداوَلة بين الناس حول مفهوم السعادة؛ بالاستناد إلى الأبحاث العلمية؛ ممّا يساعدهم في التعرُّف إلى الأسباب الأكثر منطقية لبلوغ هذا الشُّعور، ويتميَّز هذا الكتاب بسَرده المُمتِع؛ ممّا يجذب القارئ إلى إكماله حتى الصفحة الأخيرة.

ويُسلِّط هذا الكتاب الضوء على الطريقة التي يراها الكاتب مناسبة للتعامل مع الحياة؛ إذ يُرشِد القارئ إلى أهمّية عدم الشُّعور بالإحباط لمُجرَّد توقُّع أمر سيّئ؛ لأنّ نتائجه قد تكون أفضل ممّا يعتقد بكثير.

ويشرح الكاتب في كتابه أيضاً الفجوة بين السعادة المُتوقَّعة (كيف نظنّ أنّنا سنشعر في المستقبل)، والسعادة الفِعلية (كيف نشعر بالفعل عندما يحدث الشيء)؛ إذ يُظهر غيلبرت كيف أنّ هذه الفجوة يمكن أن تُؤدّي بنا إلى "التعثُّر" في سعادتنا؛ أي إنّ توقُّعاتنا غالباً ما تكون غير دقيقة؛ ممّا يُؤدّي إلى خيبة أمل، أو عدم تحقيق الرضا الذي كنّا نتوقَّعه.

وقال الكاتب في إحدى صفحات الكتاب: "عندما لا نعرف ما ينقصنا، قد يعني ذلك أنّنا حقّاً سُعَداء في وضعنا الحالي، وقد لا يبدو الأمر كذلك لو فكرنا بما نفتقده"

كتاب ميزة السعادة

يُعَدّ كتاب ميزة السعادة "The Happiness Advantage" نتاج جُهد المؤلف شون آكور بعد إعداد مجموعة من الأبحاث والمحاضرات المتعلِّقة بمواضيع مختلفة، وخاصَّة السعادة، وقد حاول عبر كتابه هذا التأكيد على أهمّية إعادة ترتيب الأفكار الموجودة في الدماغ؛ ليصبح الفرد سعيداً، وأكثر إيجابية في التعامل مع ظروف الحياة.

وتتمثَّل الفكرة المحورية للكتاب بأنّ السعادة لا تأتي نتيجة للنجاح، وإنَّما هي التي تُؤدّي إلى النجاح؛ فأولئك الذين يعيشون مُتفائلين وسُعداء يُحقِّقون نتائج أفضل في حياتهم، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر إنتاجية، وأكثر إبداعاً، وأكثر نجاحاً في حياتهم المهنية والشخصية.

ويقول آكور في هذا الكتاب: "عندما نكون سُعداء -أي عندما تكون عقليّاتنا وأمزجتنا إيجابيَّة-، نكون أكثر ذكاءً وتحفيزاً، ومن ثَمَّ أكثر نجاحاً؛ فالسعادة هي المركز، والنجاح يدور حولها".

المراجع

[1] huffpost.com, In Search of Happiness
[2] ddl-storage-server.sgp1.digitaloceanspaces.com, ميزة السعادة.
[3] ia800301.us.archive.org, مئة سر بسيط من أسرار السعداء
[4] shawnachor.com, THE HAPPINESS ADVANTAGE
[5] wellsquire.com, Authentic Happiness