جار التحميل...
في ما يأتي بعض هذه التحدِّيات:
قد يكون إنجاز المَهامّ المُحدَّدة ضمن موعد نهائي، أو بلوغ مستوى مُعيَّن من الأداء، أو العمل بنظام المُناوَبات، من الأمور الصعبة التي قد تُسبِّب ضغطاً نفسياً للشخص، وعندما يتزامن ذلك مع الدراسة، يصبح الوضع أكثر تعقيداً؛ فتوزيع الوقت بين العمل بمُتطلَّباته، والدراسة بواجباتها وامتحاناتها، يُعَدّ تحدِّياً حقيقيّاً.
ولهذا، يتطلَّب الجمع بين الدراسة والعمل في الوقت ذاته مهارات تنظيمية قوية، وإدارة فاعِلة للوقت، ومنها: إدارة جداول زمنية مُتعدِّدة، وتحديد الأولويات بدِقَّة، والاستعداد لتعديل الخُطَط والتكيُّف مع التغييرات المُفاجِئة.
بسبب مُتطلَّبات الدراسة والعمل المُتزايِدة، قد يتعرَّض هؤلاء الأشخاص إلى تراجع في تركيزهم وقدراتهم على تحقيق النتائج المَرجُوَّة في كلا المجالَين؛ ممّا يُضعِف أداءهم العامّ.
وقد يؤدّي الإرهاق المُتراكِم، والشعور بالملل من تكرار المَهامّ اليومية، إلى رغبة متزايدة في التملُّص من المسؤوليات الموكلة، ومن ثَمَّ زيادة فُرَص تراكُمها، والتأثير سلباً في مستوى الإنتاجية، وهذا ما يستدعي ضرورة التفكير في استراتيجيات فاعلة؛ لإدارة الضغوط، وتحقيق التوازن.
قد يزيد الجمع بين العمل والدراسة في الوقت نفسه الضغوطَ النفسية، بما فيها الشعور بالقلق والتوتُّر، والإرهاق الذهني؛ إذ يجد الفرد نفسه مُحاصَراً بين مُتطلَّبات الدراسة والعمل، وغالباً ما تزداد حِدَّة الإرهاق والتوتُّر أثناء الامتحانات، وخاصَّة مع وجود التزامات العمل ومَهامِّه.
وقد يُعاني الأفراد أيضاً في أحيان كثيرة تقلُّبات في مستوى الدافعية لديهم؛ نتيجة التعب والإرهاق الناجِمَين عن الجمع بين الالتزامات المُتعلِّقة بالعمل ومَهامّ المذاكرة، وهذا الإرهاق يمكن أن يُؤدّي إلى الفتور، وفقدان الرغبة في الاستمرار، وفي النهاية، قد يتسبَّب ذلك في الشعور بالإحباط، وعدم القدرة على التقدُّم.
قد تؤدّي الضغوط المتزايدة الناتجة عن الجمع بين العمل والدراسة إلى إهمال العلاقات الاجتماعية والعائلية؛ ممّا قد يُسبِّب الشعور بالعُزلة الاجتماعية والوحدة عن البيئة المُحيطة؛ إذ يضطرّ الشخص غالباً عند دمجه الدراسة بالعمل في الوقت نفسه إلى التضحية بوقته الاجتماعي؛ للالتزام بواجباته الدراسية، والعملية؛ ممّا قد يؤثِّر سلباً في صِحَّته النفسية.
مع ضيق الوقت، قد يُواجه الشخص مجموعة من المشكلات الصحِّية أثناء محاولته تحقيق التوازن بين حياته الأكاديمية والمهنية، والتي تنتج غالباً من إهمال الصحَّة الجسدية، مثل: عدم تناول وجبات الطعام في أوقاتها المُحدَّدة، أو عدم النوم لساعات كافية، أو قِلَّة الحركة وممارسة الرياضة، وعدم الحصول على الراحة الكافية.
وختاماً، على الرغم من الصعوبات والتحدِّيات السابقة جميعها، فإنّ التخطيط الجيِّد، وتحديد الأولويات، بالإضافة إلى الاهتمام بالصحَّة النفسية والجسدية، يمكن أن يُسهِم في تحقيق النجاح الأكاديمي والمهني، وعُموماً، يمكن تحسين الأداء عبر تطوير مهارات إدارة الوقت، وتحديد بيئة دراسية مناسبة، مع التركيز على تخصيص وقت كافٍ للراحة والاسترخاء.
المراجع
[1] unitar.my, 3 Common Challenges of Working Students (and Solutions)
[2] grabjobs.co, The Pros And Cons of Working and Studying At The Same Time
[3] fuzu.com, 5 Struggles People Face When Working While Studying and How to Balance Work and School
[4] uc.edu, Working and Studying at the Same Time
[5] ncchomelearning.co, Working And Studying At The Same Time: Is It Possible?