جار التحميل...
تختلف شدّة هذه الفوبيا من شخصٍ لآخر، فقد يقتصر عند البعض على الخوف من المسطحات المائية الكبيرة كالبحار والمحيطات، بينما يخاف آخرون من المسطحات الأصغر كالمسابح وأحواض الاستحمام، وفي بعض الحالات تكون درجة الفوبيا أكثر تطوراً، بحيث يشعر الشخص بالقلق أو الذعر عند انسكاب الماء عليه أو بمجرد رؤية المياه جارية من الصنبور.
وباعتبار أنّ الماء جزءً لا يتجزأ من الحياة اليومية، فإنه من الضروري معالجة الخوف المرتبط به، وفيما يلي أهم أساليب التعامل معه وعلاجه:
من الصعب مواجهة الأشياء والتعامل معها وعلاجها طالما لم تكن واضحة ومفهومة تماماً، لذا من المهم تثقيف النفس حول فوبيا الماء، والتعمّق أكثر في فهم أسبابها وجذورها، والتي تختلف من حالةٍ لأخرى.
ومن أبرز الأسباب المحتملة للإصابة بفوبيا الماء هي المرور بتجارب سلبية سابقة في مرحلة الطفولة أو المراهقة؛ مثل النجاة من حادث غرق سواءً للشخص نفسه أو أحد أقاربه، أو حتى المرور بتجربةٍ سيئة في دروس السباحة، كما قد يكون سبب الفوبيا مرتبطاً بالاستعداد الوراثي، إذ تزداد احتمالية الإصابة به إذا كان أحد أفراد العائلة يعانون من فوبيا الماء أو اضطرابات قلق وهلع أخرى.
كما يُمكن أن تؤدي التجارب غير المباشرة مثل مشاهدة أفلام مخيفة تتعلق بالماء، كمشاهد الغرق، أو تحطّم السفن، أو افتراس الحيوانات البحرية للبشر، إلى هذا النوع من الفوبيا دون التعرّض المباشر لتلك الأحداث على أرض الواقع.
تَكمُن أهمية تقنيات التنفس بالتعامل مع الخوف من الماء في قدرتها على التحكّم باستجابات الجسم التلقائية عند مواجهة المواقف التي تحفز الخوف؛ نظراً لأنها تساعد الجسم والعقل على الاسترخاء والهدوء، وتسيطر على مشاعر القلق والتوتر، ومن أبسط تقنيات التنفس العميق؛ أخذ شهيق لمدة أربع ثوانٍ، ثم حبسه لمدة ثانيتين، يليه زفير مدته أربع ثوان، وتكرار هذه العملية عدة مرات.
كما تعد تمارين التأمّل وسيلة فعّالة للسيطرة على التفكير السلبي والتخلّص من التوتر والقلق المرتبطين بالخوف من الماء، ويُمكن ممارستها يومياً من خلال الجلوس في مكانٍ هادئ وإغلاق العينين، ثم التركيز على عملية التنفس من شهيقٍ وزفير، ومحاولة الانتباه على اللحظة الحالية فقط والتركيز على التنفس والأحاسيس الجسدية، مع السماح للأفكار والمشاعر بالظهور دون الحُكّم عليها أو تقييمها.
تؤثر العادات السلوكية الخاطئة مثل قِلة النوم ومستويات التوتر العالية سلباً على أعراض فوبيا الماء، لذا ينبغي اتباع نمط حياة صحي لتقليل هذه التأثيرات على الحياة اليومية، وتعزيز القدرة على إدارة مشاعر التوتر والقلق، ومن العادات الصحية التي يُمكن اتباعها؛ النوم الجيّد والعميق، وتناول الطعام الصحي المتوازن، وتقليل أو تجنّب تناول السكريات والكافيين، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
عندما يصل الخوف من الماء إلى مرحلة متقدمةٍ تؤثر تأثيراً كبيراً على الحياة اليومية، يُصبح من الضروري اللجوء إلى متخصصي العلاج النفسي، ومن الطرق التي تستخدم في العلاج النفسي ما يلي:
يُتيح العلاج السلوكي (CBT) التعرّف على الأنماط الفكرية والسلوكية السلبية المتعلقة بفوبيا الماء، ويُقدّم استراتيجيات للتعامل معها واستبدالها بأنماطٍ إيجابية، كما يشمل تعلّم تقنيات فعّالة ومدروسة لإدارة القلق والتوتر عند مواجهة محفزات الخوف من الماء.
يتمثل هذا النوع من العلاج بتعريض الشخص المصاب تدريجياً لمصدر الفوبيا في بيئةٍ آمنة وتحت رقابة المتخصصين، بهدف تقليل الخوف وإدارة مشاعر التوتر والقلق، وفي حالة فوبيا الماء، تبدأ العملية عادة بمراحل بسيطة مثل التفكير بالماء، أو مشاهدة صور وفيديوهات تحتوي على مشاهد مائية.
بعد ذلك، الانتقال إلى تعريض المُصاب تدريجياً للتفاعل المباشر مع الماء؛ مثل تشغيل وإيقاف صنابير الماء، أو الوقوف بالقرب من مسبحٍ أو بحيرة، ثمّ محاولة لمس الماء، إذ يعتمد ذلك على مدى تحمّل الشخص وشعوره بالراحة قرب الماء.
ختاماً، قد تسبب فوبيا الماء مضاعفات سلبية تؤثر على الحياة الاجتماعية والشخصية، خاصةَ عندما يتطور الخوف لدرجة تمنع الشخص من الاغتسال والاستحمام، مما يُؤثر على النظافة الشخصية، ويزيد مشاعر احتقار الذات وقِلة الثقة بالنفس، كما يمكن أن تسبب هذه الفوبيا العُزلة الاجتماعية في حال تجنّب الذهاب إلى أيّ رحلة جماعية مع الأصدقاء والعائلة لأماكن تحتوي على ماء؛ مثل شاطئ البحر أو المنتجعات المائية.
المراجع
[1] verywellmind.com, Understanding Aquaphobia or the Fear of Water
[2] healthline.com, Aquaphobia
[3] medicalnewstoday.com, Aquaphobia
[4] cpdonline.co.uk, What is Aquaphobia?
[5] clevelandclinic.org, Aquaphobia (Fear of Water)