جار التحميل...
وجديرٌ بالذكر أنّ العنف الأكثر شيوعاً هو الذي يحدث بين الطلّاب أنفسهم، وقد أشار تقرير نُشر في العام 2023م لمنظمة اليونسكو، أنّ ما يزيد عن 30% من الطلّاب في جميع أنحاء العالم كانوا ضحايا للتنمّر.
تتضمّن أشكال العنف استخدام القوّة البدنية للقيام بسلوك مؤذٍ ضدّ شخص آخر أو مجموعة أخرى، ويشمل أحد هذه الأشكال أو أكثر: الضرب، والدفع، والركل، وسحب الشعر، والصفع، واللكم، واستخدام الأسلحة، والسرقة، وغيرها، أمّا العنف النفسي فيشمل الإساءة العاطفية، واللفظية، ومنها: الإهانة، والتهديد، والتجاهل، والعزل، والشتائم، والسخرية، والرفض، ونشر الشائعات، أو الكذب.
أمّا التنمّر فيُمكن أن يأخذ أي شكل من هذه الأشكال الثلاثة، أو يجمع بينها، وهو عبارة عن فعل عدواني متكرر تجاه شخص آخر، ويُمكن أن يكون التنمّر إلكترونياً، وذلك عند إشاعة معلومات كاذبة عن طريق الإنترنت، أو نشر تعليقات، أو صور، أو مقاطع فيديو مؤذية، أو عند استبعاد شخص من المجموعات التي تنشأ على شبكات الإنترنت.
كما يشمل العنف المدرسي العنف الموجّه نحو الممتلكات المدرسية، ويشمل تخريب الأجهزة، والطاولات، والمقاعد، وتمزيق كتب المدرسة، ومجلّاتها، وتشويه جدران المدرسة، وكسر النوافذ الزجاجية، وإتلاف شبكات المياه، وأسلاك الكهرباء. 585ص
يتضمّن العنف المدرسي كذلك العنف الموجّه من قبل الهيئة التدريسية ضدّ الطلبة، من استعمال الألفاظ السيئة مع الطلبة، والمعاقبة بالوقوف عند اللوح، وتوجيه الإهانات، والتشهير بالطالب، والإساءة لسمعته، والضرب على الرأس، والصفع على الوجه، أمّا العنف الموجّه من الطلبة إلى الهيئة التدريسية فيشمل: شتم المعلم، والاستهزاء به، ورميه بالحجارة، وضربه، والبصق عليه، واستعمال أدوات حادّة ضده. 585ص
قد تنتج ظاهرة العنف المدرسي عن العيش في بيئة فقيرة، أو مجتمعٍ ترتفع فيه معدّلات الجريمة، أو نتيجة المعاناة من العنف المنزلي، أو العيش في منزل يتعامل أفراده مع بعضهم البعض بشكلٍ مسيء، أو العيش في مجتمع يتسامح مع العنف ويقبله.
كما قد ينشأ نتيجة المعاناة من بعض المشكلات النفسية، مثل: الخجل الذي يُشعر الطالب بعدم الانتماء، ومن ثمّ توليد رغبة لديه في التمرّد، أو محاولة لفت الانتباه باستخدام طرق مؤذية، إلى جانب وجود مشاعر أخرى سلبية، كالقلق، والكراهية، والنقص، والغضب، وغيرها من الاضطرابات التي يُمكن أن تولّد سلوكاً عنيفاً، وغالباً ما تنتج مثل هذه المشاعر عن أخطاء في التربية، أو عن عدم قدرة الطفل على التعامل مع بعض المشكلات التي يواجهها، كتدنّي التحصيل الأكاديمي.
من جهةٍ أخرى تلعب وسائل الإعلام، والبرامج التلفزيونية، وألعاب الفيديو المحتوية على مشاهد عنف دوراً بارزاً في تحفيز الأطفال والمراهقين على تقليدها، على شكل سلوكٍ عنيف في المدرسة، كما يُمكن للطالب أن يُقلّد أقرانه العنيفين ليُمارس بالتالي السلوك ذاته مع الآخرين.
إلى جانب ذلك قد يعود سبب العنف المدرسي إلى التفرقة في معاملة الطلاب من قبل المدرسين، والهروب المتكرر من المدرسة، وعدم استثمار أوقات الفراغ بالشكل الصحيح، والطبيعة التي تنطوي عليها مرحلة المراهقة من رغبةٍ غير متوازنة في التمرّد والاستقلالية. ص 586
كما أنّ غياب القوانين المجتمعية والمدرسية الرادعة، وعدم تقديم حلول فعّالة لظاهرة العنف، وعدم وجود رقابة كافية على وصول المراهقين للأدوات الحادّة أو الأسلحة، من شأنها المساهمة في انتشار العنف.
ختاماً، تجرّم قوانين دولة الإمارات الأفعال التي تُعرّض الأطفال للتعذيب، أو الاعتداء الذي يمسّ سلامتهم البدنية، أو ينطوي على قسوة من شأنها الإضرار بصحّتهم العاطفية، أو النفسية، أو العقلية، أو الأخلاقية، ويشمل مصطلح الطفل: (الفتية، والشباب حتّى سن الثامنة عشر)، أي طوال المراحل المدرسية، كما تسعى الدولة باستمرار إلى سنّ القوانين التي تضمن توفير بيئة مدرسية آمنة لكلّ من فيها.
المراجع
[1] cdc.gov, About School Violence
[2] teachtrauma.com, What is school violence?
[3] saferspaces.org.za, School-based violence: the context and impacts
[4] rachelschallenge.org, 11 Causes of School Violence
[5] verywellmind.com, How to Identify and Prevent School Violence