جار التحميل...
ويمثّل التعليم في دولة الإمارات أولوية قُصوى؛ إذ تُولي قيادتها الحكيمة عبر تشريعاتها، واستراتيجياتها، ومؤسساتها، دعماً كبيراً لهذا القطاع؛ لضمان تقدّمه على الساحة العالَميّة، وبما يتماشى مع رؤية الإمارات 2071 في إعداد جيل قادر على مواجهة تحدّيات المستقبل، كما سَعَت الدولة منذ سنواتٍ لتقديم مفهومٍ متقدّم للتميّز والابتكار في التعليم، ممّا جعلها رمزاً للجودة والتميُّز في القطاعات جميعها.
من أبرز جهود دولة الإمارات في تطوير قطاع التعليم الاستثمار في البنية التحتية التعليمية؛ إذ بنَت الحكومة مدارسَ وجامعاتٍ حديثةً مُجهَّزةً بأحدث المرافق والتقنيات، ومن أبرز الإنجازات التعليمية الوطنية إنشاء "مجمّعات زايد التعليمية" التي تضمّ مجمّعات بمَرافق تعليمية وترفيهية وفق أرقى المواصفات والمعايير العالَمية؛ بهدف توفير أفضل بيئة تعليمية إبداعية لعدد كبير من الطلّاب.
تُخصّص حكومة دولة الإمارات نسبة كبيرة من ميزانيّتها السنوية التي تبلغ نحو 20% من الميزانية العامّة لتطوير قطاع التعليم؛ لتقديم خدمات تعليمية عالية الجودة تُلبّي احتياجات المُواطنين، وتدعم مسيرة الدولة نحو اقتصاد معرفيّ متطوّر، كما يشمل دعم الدولة المالي لقطاع التعليم جوانب مهمة لتعزيز التعليم وتطويره، ومنها: تقديم مِنَح دراسية للطلاب، وتمويل الأبحاث العلمية، والتطوير التكنولوجي، وإنشاء البنية التحتية التعليمية، وتحديثها.
مع التطوّر التكنولوجي السريع، تُولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للتعليم الرقمي؛ إذ أطلقت العديد من المُبادَرات والبرامج؛ لتعزيز التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، ومن أبرز هذه المُبادرات "برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي"؛ وهي مبادرة تهدف إلى تحويل الفصول الدراسية من تقليدية إلى ذكية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.
كما وقَّعت اتِّفاقية استراتيجية مع شركة مايكروسوفت "Microsoft"؛ لاعتماد أفضل المُمارَسات في برامج التعليم الذكي في الدولة، وتهدف هذه الشراكة إلى تطوير مناهج دراسية مُبتكَرة تستفيد من تقنيات الشركة؛ لتعزيز جودة التعليم.
تحرص وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات باستمرار على تطوير المناهج الدراسية؛ لتتماشى مع المتطلّبات الحديثة وسوق العمل؛ إذ يجري تحديث المناهج بانتظامٍ لتشمل موادّ جديدة وتطبيقات عملية تُعزّز مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى الطلّاب، وقد اعتمدت خُطّةً لتطوير المناهج الدراسية لمراحل التعليم جميعها، بحيث تُركّز على تعزيز معايير التعليم الوطنية، وتطوير مناهج رِياض الأطفال، والعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، إلى جانب مناهج التربية الإسلامية، والوطنية، واللغة العربية؛ بهدف تحقيق التكامل المعرفي، وتطوير مهارات الطلاب في مختلف المجالات الأكاديمية والثقافية.
إدراكاً من دولة الإمارات لأهمية الكفاءات التعليمية في تحقيق التعليم المُتميّز، أطلقت مؤسّسات الدولة التعليمية (مثل مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي) العديد من البرامج التدريبية والمبادرات؛ لتطوير مهارات المعلّمين والإداريين في قطاع التعليم؛ بهدف تأهيل القادة التربويين وتدريبهم على أحدث الأساليب التعليمية والإدارية، ممّا يسهم في رفع مستوى التعليم.
كما تُطبِّق دولة الإمارات نظاماً خاصّاً لقبول المعلّمين، ومنحهم تراخيص التعليم؛ من خلال تحديد معايير تُركّز على السلوك المهني والأخلاقي، والمعرفة المهنية، والممارسات المهنية، والتطوير المهني، وتُركّز في قبولها للإداريين والتربويين في المدارس على معايير القيادة المهنية والأخلاقية، والقيادة التربوية، والقيادة الاستراتيجية، والقيادة التشغيلية؛ بهدف تحسين جودة الإدارة والتعليم في المدارس، وتحقيق التميّز في قطاع التعليم في الدولة.
ويُشار في هذا الصَّدد إلى أنّ دولة الإمارات كانت قد طوَّرت إطار معايير الرقابة والتقييم المدرسية الذي يتضمّن معايير الجودة الأساسية، وتوجيهات شاملة للرقابة في المدارس؛ لضمان جودة التعليم، وتُنفِّذ كذلك عمليات رقابة دقيقة وموثوقة على المدارس جميعها؛ للتحقُّق من التزامها بأهداف التعليم وتحقيقها لها.
وفي الختام، تعكس جهود دولة الإمارات المبذولة في تطوير قطاع التعليم رؤية الحكومة في تحقيق تعليمٍ عالي الجودة، وإعداد جيل مُؤهَّل قادر على قيادة المستقبل، ومن خلال الاستثمار في البنية التحتية، والتعليم الرقمي، وتطوير المناهج، وتعزيز الكفاءات، والدعم المالي، وغيرها الكثير، تُواصِل دولة الإمارات مسيرتها نحو تحقيق التميّز التعليمي.
المراجع
[1] u.ae, التعليم الجيد
[2] u.ae, التعليم
[3] moe.gov.ae, جودة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة
[4] uaecabinet.ae, مئوية الإمارات 2071
[5] atlas.fgic.gov.ae, نظرة عامة على تطور التعليم في دولة الإمارات