جار التحميل...
وتبرز أهمية الإتيكيت في المناسبات الاجتماعية والمهنية، وتعد الحفلات من المناسبات الاجتماعية التي تتطلب سلوكاً محترفاً وفهماً لقواعد الإتيكيت، وفيما يلي أبرز هذه القواعد:
عند تلقي دعوة لحضور إحدى الحفلات، ينبغي الرّد عليها في غضون أيام قليلة من استلامها؛ لأنّ ذلك يتيح المُضيف الوقت الكافي للتخطيط واستيعاب العدد النهائي للضيوف، ويكون الرّد بالتعبير عن الامتنان للمُضيف على الدعوة أولاً، ثم تأكيد الحضور أو الاعتذار عنه، ووفقاً لقواعد الإتيكيت يجب عدم سؤال المُضيف عن قائمة الضيوف، إلّا في بعض الحالات الاستئنائية.
يدل الالتزام بموعد الحضور المذكور في الدعوة على احترام المُضيف، لذا من المهم الوصول في الوقت المحدد أو بعد ذلك بـ 15 دقيقة كحدٍّ أقصى، مع تجنّب الحضور في وقتٍ مبكر لتفادي إرباك المُضيف الذي قد يكون غير مستعد بعد لاستقبال الحضور، أمّا في حال توقع التأخير، يفضل الاتصال بالمضيف وإبلاغه حتى لا يشعر بالقلق.
يتطلب كلّ حفل نوعاً معيناً من اللباس يُفضّل الالتزام به؛ لأنّ ذلك يُظهر الاحترام والتقدير للحفل، ويضمن التوافق مع أجوائه العامّة، على سبيل المثال، في الحفلات الرسمية يفضل ارتداء البدلات الرسمية والفساتين الطويلة، بينما تكون الخيارات في الحفلات غير الرسمية أكثر مرونة، وفي حال التردد بشأن نوعية الملابس المناسبة، يُفضل استشارة المُضيف مسبقاً لاختيار الزي الملائم والمتوافق مع موضوع الحفل.
من غير المناسب اصطحاب أفراد غير مدعوين إلى الحفل، خاصةً في الحفلات الرسمية أو تلك التي تتطلب ترتيبات خاصة بعددٍ محدد من الضيوف، كما يعد طلب الإذن المُسبق لإحضار شخص غير مدعوّ أمراً غير لائق؛ لأن المضيف قد يشعر بالإحراج من رفض الطلب، لكن في الوقت نفسه لديه خطة عليه الالتزام بها، مما يسبب له الإرباك.
تعد الهدية من قواعد الإتيكيت الهامة، والتي تعبر عن التقدير والامتنان لجهود المُضيف، لذا يُفضل أن يُحضر الضيف هدية بسيطة ومناسبة لتقاليد المُضيف؛ مثل علبة شوكولاتة أو باقة أزهار، مع تجنب إحضار أطباق الطعام، خاصةً إذا كان الحفل يتضمن تناول وجبة معينة.
تساهم المشاركة والتفاعل الاجتماعي في تحسين الجوّ العام للحفل، كما تُظهِر التقدير للمُضيف، وتتضمن المشاركة الانضمام بحماس إلى أنشطة الحفل؛ مثل التصفيق، والرقص بطريقةٍ متناسقة ومناسبة لطبيعة الحفل، أو التوجه مباشرة إلى طاولة الطعام عند الإعلان عنها، كما تتضمن عرض المساعدة على المضيف؛ مثل تحضير الطعام أو التنظيف بعد انتهاء الحفل، وحتى إذا رفض المضيف هذه المساعدة، فإن عرضها يُعد تصرفاً لطيفاً يُقدّره الآخرون.
ومن قواعد الإتيكيت الهامة في الحفلات؛ إجراء محادثات وديّة وفعّالة مع الحضور، مع وتجنب الخوض في مواضيع حساسة أو جدلية مثل السياسة، والانتقادات السلبية أو غير المهذبة عن الحضور أو المُضيف أو الطعام، كما يفضل الاستماع للآخرين أكثر من التحدّث، وإظهار الاهتمام بما يقولونه، مع الحرص على إنهاء المحادثة بطريقةٍ لبقة، مثل قول: "لقد استمتعت حقاً بالحديث معك، سأتركك الآن لتستمتع ببقية الحفل".
يعتمد الوقت المناسب لمغادرة الحفل على الموعد المذكور في الدعوة، لذا يفضل الالتزام به وتجنب البقاء لفترةٍ طويلة، إلّا إذا كان الشخص من الأصدقاء المقربين جداً، الذين يمكنهم البقاء للمساعدة في الترتيب بعد انتهاء الحفل، أمّا إذا لم يذكر المُضيف موعداً محدداً لانتهاء الحفل، فيمكن مراقبة حركة المدعوين، إذ إنّ مغادرة نصفهم تقريباً يشير إلى موعد الرحيل.
كما يُعد شكر المُضيف مرتين من قواعد الإتيكيت الأساسية، بحيث يتم شكره مرة أثناء المغادرة، ومرةً أخرى عبر الهاتف أو الرسائل في اليوم التالي، مما يعكس الاحترام والامتنان للطرف المُضيف، ويعزز من العلاقات الطيبة معه، أمّا إذا كان الحفل مقاماً على شرف الضيف، فيفضل إرسال ملاحظة شكر مكتوبة بخط اليد، إذ ما تزال هذه القاعدة في الإتيكيت معتمدة في الحفلات الرسمية.
ختاماً، لا تقتصر قواعد الإتيكيت في الحفلات على الحضور، وإنّما هناك قواعد مهمة للإتيكيت يجب على المُضيف الالتزام بها إذا كان يريد إقامة حفل على مستوى عالٍ من الرقيّ، ومن هذه القواعد؛ الالتزام بكتابة دعوات تضم جميع التفاصيل الضرورية المتعلقة بالحفل، وتقديم خيارات غذائية متنوعة تلبي الاحتياجات المختلفة للضيوف.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المُضيف استقبال الحضور بنفسه، والترحيب بهم بحرارة، والتواصل معهم بفتح محادثات ودّية، فضلاً عن تعريف الضيوف ببعضهم البعض، والتأكد من سير أنشطة الحفل بسلاسةٍ، وضمان راحة الجميع، وأخيراً شكر كل فرد من الحضور بطريقة لائقة عند مغادرته.