جار التحميل...
ومن الأمثلة على التمييز بين الطلّاب: حرمان طالب من المشاركة في نشاط ما؛ أو عدم قبول طلّاب من ذوي الإعاقة في المدرسة، أو عدم تقديم المساعدة اللازمة لهم عند قبولهم.
وسواء كان التمييز بين الطلّاب بوعي، أو بغير وعي، فإنّ ذلك ينعكس سلباً على الطلّاب، ويُحدِث أضراراً نفسية وأكاديمية واجتماعية مختلفة، وفي ما يأتي أبرزها:
قد يشعر بعض الطلبة أنَّهم أقلّ ذكاءً من غيرهم؛ بسبب التمييز الواضح الذي يظهر في تعامل المُعلِّم معهم داخل الفصل، أو بسبب تقييمهم غير العادل؛ فلا يجدون أيّ دعم أو تشجيع؛ ممّا يجعلهم أقلّ مثابرة واجتهاد، فضلاً عن غياب فضولهم في الحصول على المعلومات الجديدة؛ بسبب فقدان الشغف.
ويؤدّي التمييز بين الطلّاب أيضاً إلى شعور الطالب بانعدام الثقة بإمكاناته ومهاراته في الجانب الأكاديمي، وهذا الإحباط يدفعه إلى عدم استغلال قدراته الاستغلال الأمثل.
كما أنَّ تَعرُّض الطالب المُتكرِّر للتمييز قد يجعله دائم التفكير في التغيُّب عن المدرسة؛ ممّا يُؤثِّر سلباً في نفسيَّته، ويجعله مُشوَّشاً غير قادر على التركيز، أو حتى التفكير بطريقة سليمة؛ الأمر الذي يتسبَّب في حصوله على نتائج أكاديمية غير مقبولة قد تنعكس سلباً على حياته المهنية المستقبلية، ونجاحه في الجانب العملي أيضاً، وخاصَّة مع زيادة احتمالية تركه المدرسة قبل إنهاء المرحلة الثانوية؛ بسبب بُغضه لأسلوب المعاملة الذي يتلقّاه داخل حدودها.
يُحدِث التمييز في المدارس انقسامات بين الطلّاب، وقد يزرع مشاعر سلبية لدى كلٍّ منهم تجاه الآخر، وقد يفقد الطالب المنبوذ على وجه الخصوص ثقته بمَن حوله؛ لشعوره بأفضلية الآخرين دائماً؛ ممّا يُؤثِّر في علاقاته بزملائه في الفصل؛ فلا يتمكَّن من الانخراط والتفاعل معهم بصورة طبيعية، فضلاً عن احتمالية رفضه أساساً من قِبَل المجموعات الأقوى؛ ممّا يمنعه من تكوين الصداقات، وقد تصل الأضرار الأكثر سوءاً إلى انعزاله عن الآخرين، وشُعوره بالوحدة.
بالإضافة إلى أنّ أثر التمييز المُتكرِّر بين الطلبة قد ينعكس على العلاقات الاجتماعية للطلّاب مع أُسَرهم والمُحيطين بهم خارج نطاق البيئة المدرسية؛ ممّا يعني ضعف العلاقات والمهارات الاجتماعية بصورة عامَّة.
معاملة الطلّاب معاملةً غير عادلة ولا مُتكافِئة، والتحيُّز لبعضهم بوضوح، من الأسباب الأساسية التي تدفع بعض الطلّاب إلى تغيير سلوكاتهم؛ إذ قد يجعل التمييز العلاقة بينهم وبين مُعلِّميهم مُتوتِّرة غالباً، فتنعدم راحتهم أثناء وجودهم في الفصل، وتزيد احتماليَّة تصرُّفهم بعُدوانيَّة تجاه زملائهم وأقرانهم، ويقِلّ تفاعُلهم في الحِصَص، ومشاركتهم في الأنشطة المدرسية المختلفة.
وفي بعض الحالات، قد تكون هذه التغيُّرات أسوأ ممّا يعتقد بعض الأشخاص، وخاصَّة إن كان الطلّاب في مرحلة المراهقة؛ إذ قد تصل الأضرار الخطرة إلى ممارستهم بعض السلوكات الخاطئة؛ كالتدخين، وغيره.
تتولَّد مشاعر سلبيَّة لدى الطلّاب الذين يُعانون التمييز، وخاصَّةً إن كان صادراً ممَّن هم أعلى سُلطة؛ ممّا يُشعرهم بالرفض، والقلق، والتوتُّر، وقد يُقلِّل ثقتهم بنفسهم، ورضاهم عن ذواتهم وحياتهم أحياناً، وقد تصل الأضرار الأكثر سوءاً إلى حدوث بعض التغييرات النفسية في بعض الحالات، مثل: الإصابة بالوحدة والاكتئاب؛ ممّا قد يُؤثِّر في تنمية القدرات الشخصية المختلفة بطريقة صِحِّية.
وفي الختام، لا بُدّ من أن تحرص المدارس على حلّ مشكلة التمييز بين الطلّاب، وأن تُشجِّع الطلبة على إبلاغ الإدارة عند تعرُّضهم لها؛ بالتأكيد على ضرورة اندماج الطلّاب جميعهم في العملية التعليمية دون فروق بينهم، وينبغي تقديم الدعم النفسي للطلبة الذين تعرَّضوا للتمييز من قِبَل أخصّائِيِّين؛ لتجنُّب أضراره طويلة المدى؛ الأمر الذي يُسهِم في حصولهم على حقوقهم في التعليم والرفاهية بالتساوي، ويزيد ثقتهم بالبيئة المدرسية.
المراجع
[1] fairfaxcounty.gov, Human Rights and Equity Programs
[2] digitalcommons.colby.edu, The Impacts of Discrimination on Mental and Physical Health
[3] files.eric.ed.gov, Perceived Discrimination and Students’ Behavioural Changes: The Role of Cultural Background and Societal Influence
[4] mentallyhealthyschools.org.uk, Preventing and tackling discrimination in primary schools
[5] coe.int, Tackling discrimination