جار التحميل...
رغم أنّ اكتشاف فعل السرقة والكذب عند المراهق يترك شعوراً سيئاً وخيبة أمل كبيرة، إلّا أنّ من المهم الحفاظ على الهدوء، وتجنُّب أخذ فعله على محمَل شخصيّ، أو الاعتقاد بأنّ المراهق يتعمَّد إيذاء الآخرين بسلوكه السلبي، وهذا أمر بالغ الأهمية؛ إذ يُؤثّر على نحو كبير في معالجة المشكلة، لذا يجب الحرص على ضبط الانفعالات، وتجنُّب إيذاء المراهق نفسياً أو جسدياً، والتفكير في المشكلة بعقلانية وتَرَوٍّ؛ فالهدوء يُتيح الفرصة للتفكير بوضوح أكبر، واتِّخاذ قرارات صحيحة ومدروسة؛ لمساعدة المراهق، وتوجيهه نحو الطريق الصحيح.
لدى اكتشاف فعل السرقة أو الكذب عند المراهق، ينبغي إظهار المعرفة بهذا الفعل، ولفت انتباهه إلى ذلك، وهي خطوة مهمّة في التعامل مع المراهق الذي يمارس هذه السلوكات السلبية، مع الحرص على فعل ذلك بأسلوب ودّي هادئ ومناسب؛ لتجنُّب إثارة العدوانية لديه، ولجعله أكثر انفتاحاً وقابلية للتحدُّث في الأمر على نحو واضح وصريح؛ لمعرفة أسبابه ودوافعه، ومعالجة المشكلة من جذورها؛ فإظهار المعرفة يُبيّن للمراهق أنّ والِدَيه مُهتَمّان، ويتابعان تصرُّفاته وأفعاله، ممّا يُمهِّد الطريق لفتح باب الحِوار الصريح معه، ويسمح له بالتعبير عن مخاوفه ومشاعره، ويساعد على تعزيز حِسّ المسؤولية لديه.
لا بُدّ من إجراء محادثة واضحة وصريحة مع المراهق الذي يسرق ويكذب؛ لمساعدته في التخلّص من هذه السلوكات، ومع بدء الحوار، يجب توضيح أنّ سلوكه غير مقبول مطلقاً، وأنّه يتعارض مع المبادئ والقِيَم الدينية والأخلاقية والمجتمعية، وشرح عواقب السرقة والكذب، مع الحرص على الحديث بطريقة محترمة وهادئة تُظهِر أنّ الهدف من الحِوار هو دَعمه، ومعرفة سبب المشكلة، ومساعدته في إيجاد حلّ لها، مع التنويه إلى ضرورة حَثّه على إرجاع الأشياء المسروقة إلى أصحابها.
لتسهيل حلّ أيّ مشكلة وتسريعه، ينبغي البحث عن الدافع أو السبب الرئيس الذي أدّى إليها، ومعالجته؛ فكلّ سلوك سلبيّ يكون ناشئاً عن مشكلة أساسية أدَّت إلى ظهوره، ومن أبرز الأسباب التي قد تدفع المراهقين إلى السرقة والكذب: شعورهم بعدم الكفاءة، أو حاجتهم إلى المال، أو الرغبة في لفت الانتباه والحصول على الاهتمام، أو وجود أصدقاء سوء في حياتهم، وغيرها من الأسباب التي يمكن معرفتها وتحديدها؛ بالحوار الواضح الصريح مع المراهق، ومراقبته عن كثب، والاهتمام به أكثر.
مدح السلوك الجيّد والثناء عليه من أهمّ الأساليب التي يجب اتِّباعها عند التعامل مع المراهق السارق والكاذب؛ إذ لا بُدّ من ملاحظة سلوكات المراهق الإيجابيّة عندما يظهرها، حتى وإن كانت صغيرة، ومدحها، والثناء عليها، والبحث عن المواقف التي كان فيها صادقاً وأميناً، وتقديرها، والاعتراف بالجُهد الذي يبذله في محاولاته لممارسة السلوكات الإيجابية والحَسَنة بدلاً من ممارسة السلوكات السلبية.
المراجع
[1] keyhealthcare.com, How to Deal with Your Teenager Stealing and Lying
[2] familylives.org.uk, What to do if your teen is lying to you or stealing
[3] patch.com, What do I do? My Teenager is Lying and Stealing
[4] creatingafamily.org, 8 Tried & True Tips for Handling Lying, Stealing, & Cheating