جار التحميل...
سَنَّت السُّلُطات المُختَصَّة في دولة الإمارات، بالتنسيق مع الهيئة الاتِّحادية للبيئة، تشريعات تتعلَّق بمنع قطع الأشجار، في سِياق قوانين حماية البيئة وتنميتها؛ إذ قرَّرت حَظر قطع الأشجار أو الأعشاب، أو اقتلاعها، أو الإضرار بها بأيّ شكل، دون الحصول على إذن من السُّلُطات المُختَصَّة، فضلاً عن حَظر قطع الأشجار، أو تعرية التربة في المناطق المحميّة، والتي يترتّب عليها إتلاف البيئة الطبيعية، أو إلحاق الضرر بها، أو بالحياة البَرِّية، أو المَساس بجماليَّتها.
ويجدر التنويه إلى أنّ المحميات الطبيعية هنا هي الأرض التي تتميَّز نباتاتها بطبيعتها البيئية الخاصَّة، والتي تحمل قيمة ثقافية أو جمالية أو بيئية مُعيَّنة، ويجري تحديد هذه المناطق من قِبَل السُّلُطات المُختَصَّة، أو مجلس الوزراء.
ووفقاً للقانون ذاته، تُحظَر ممارسة أيّ نشاط يُمكن أن يُلحِق الضرر بالغطاء النباتيّ؛ كمّاً، أو نوعاً، بما يُؤدّي إلى التصحُّر، أو تشوُّه البيئة الطبيعية.
وفي هذا السِّياق؛ تعتمد الدولة أيضاً لوحات إرشادية وتحذيرية تُفيد بمَنع قطع الأشجار البَرِّية، أو اقتلاعها، وتُوضَع عادة عند مداخل المناطق الجبلية، والصحراوية، والطرقات الخارجية المُؤدِّية إليها، فضلاً عن وضع رقابة من قِبَل السُّلُطات المحلّية في الأماكن ذاتها، وفرض العقوبات بحَقّ المُخالِفين.
تتبنَّى دولة الإمارات؛ عبر مجلس الإمارات للتغيُّر المُناخي والبيئة وغيره من الهيئات والجهات المَعنيَّة، برامج تثقيفية وتوعوية تصِل إلى أفراد المجتمع كافَّة في مختلف الإمارات، بأهمِّية الحفاظ على الأشجار، والأخطار المُترتِّبة على الاحتطاب الجائر، وأثره السلبيّ في البيئة والتنوُّع الحيويّ، مثل خسارة أنواع من الحيوانات البَرِّية؛ نتيجة الإضرار بالبيئة النباتيَّة التي تُعَدّ موئلاً لها.
بالإضافة إلى بيان التأثير السلبيّ لقطع الأشجار في المناخ؛ بوصف الأشجار مُنظِّمة لدرجات الحرارة؛ إذ تحجب أشعَّة الشمس المباشرة عن سطح الأرض، وتُسهم أيضاً -أثناء عملية البناء الضوئي- في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجويّ، وهو من الغازات الضارَّة المُسبِّبة للانحباس الحراريّ العالميّ.
أصدرت الدولة قرار مجلس الوزراء رقم (18) لسنة 2018 بشأن زراعة النباتات المحلِّية، والمحافظة على الطبيعة؛ للتشجيع على زراعة الأشجار بوصفها أُسلوباً مُناهِضاً لقَطعها، ويهدف القرار إلى تنمية الموائل الطبيعية للنباتات المحلّية في الدولة، وإعادة تأهيلها، وتعزيز مشاركة فئات المجتمع كافَّة في تحسين البيئة النباتية، والحفاظ على التنوُّع البيولوجي.
وكانت قد أصدرت أيضاً قانوناً يتعلَّق بالزراعة المجتمعية، والتي تُمثِّل النشاط الزراعيّ الذي يُمكن استغلاله عبر الموارد المجتمعية؛ كالزراعة ضمن مساحات في المؤسسات التعليمية، والأماكن السكنية، وغيرها؛ بهدف تنويع الإنتاج النباتيّ، وزيادة المساحات الخضراء في الدولة، وتعزيز الاستدامة، ونشر ثقافة الزراعة، وإنتاج الغذاء، وسَدّ جزء من الاحتياجات اليوميَّة للأُسَر من المُنتَجات الزراعية النباتية، وغيرها.
تتبنّى الدولة مبادرات ومشاريع عِدَّة، ومنها زراعة أشجار القرم بأساليب مُبتكَرة وصديقة للبيئة، مثل: الزراعة باستخدام الطائرات بدون طيّار؛ لتقليل الانبعاثات الكربونية الضارَّة، ومن ثَمَّ مُواجَهة التغيُّر المُناخي، وكانت قد حدَّدَت زراعة 100 مليون شجرة قرم هدفاً لها بحلول عام 2030.
وتُطلق الدولة، من خلال وزارة التغيُّر المناخي والبيئة، في يوم البيئة الوطنيّ الذي يُصادف الرابع من فبراير كلّ عام، مبادرات عِدَّة، ومنها: زراعة شتلات من الأشجار المحلِّية؛ كالغاف، والسمر، والسدر، والنخيل، وتتضمَّن هذه المُبادرات فعاليات؛ للتأكيد على أهمِّية زراعة الأشجار.
بالإضافة إلى مبادرات عِدَّة أطلقتها الدولة؛ لتعزيز القطاع الزراعي، ومنها: النظام الوطنيّ للزراعة المُستَدامة عام 2020؛ بهدف زيادة الاكتفاء الذاتيّ للدولة من المحاصيل الزراعية، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا؛ لتعزيز الإنتاج الغذائيّ للقطاع الزراعيّ.
تُعِدّ وزارة التغيُّر المُناخيّ والبيئة، والجِهات المُختَصَّة، التقاريرَ والدراسات دوريّاً؛ للاطِّلاع على الوضع الحالي لمشكلة قطع الأشجار، ومدى فاعلية الحلول المُتَّخذة في مواجهتها لغايات التحسين والتطوير، مثل: تقرير حالة البيئة 2020، وتقرير موجز عن تأثير أشجار الداماس على البيئة، ودراسة مسح التربة في الإمارات الشمالية، وغيرها.
بالإضافة إلى إصدار الوزارة مجموعة من النشرات والأدِلَّة الإرشادية المُتعلِّقة بالزراعة؛ عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، مثل دليل موارد ومُستَلزَمات الإنتاج الزراعيّ ودور الوزارة في تشجيع المشاريع في الإنتاج الزراعي.
المراجع
[1] uaelegislation.gov.ae, قرار مجلس الوزراء بشأن زراعة النباتات المحلية والمحافظة على الطبيعة
[2] moccae.gov.ae, التغير المناخي والبيئة تنظم فعالية "رسالة الإمارات للعالم – العمل من أجل المناخ" لزراعة الأشجار المحلية
[3] atlas.fgic.gov.ae, أشجار القرم والغاف والنخيل في دولة الإمارات العربية المتحدة
[4] u.ae, الزراعة
[5] mofa.gov.ae, دولة الإمارات وإندونيسيا توقعان مذكرة تفاهم في مجال الإدارة الزراعة | البوابة الرسمية لحكومة الإمارات العربية المتحدةتدامة لأشجار القرم