جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تصرَّف بذكاء

نصائح في كيفية التعامل مع الشائعات

13 أكتوبر 2024 / 10:40 PM
نصائح في كيفية التعامل مع الشائعات
download-img
يكثر تداول المعلومات الخاطئة بين الناس عند انتشار الأمراض الجديدة، أو أثناء التوتُّرات الاقتصادية العالمية، أو حتى عند حدوث كارثة طبيعية في منطقةٍ ما، بالإضافة إلى تداول الأخبار المُفَبرَكة عن حياة المشاهير والشخصيات العامّة، ولا يسلم من ذلك الناس العاديون ضمن دائرة العائلة، والأصدقاء، والعمل، وتُسمَّى هذه المعلومات عادةً بالشائعات.

وتُعرف الشائعة بأنّها معلومات أو قصص غير مُؤكَّدة، تنتقل بين الناس دون التأكُّد من صحّتها، وقد تُسبّب أضراراً كبيرة على مستوى الأفراد والمجتمعات، باعثةً الكثير من الفوضى، ومشاعر القلق، لذا من الضروري معرفة كيفية التعامل مع الشائعات بوعي وحكمة، والحَدّ من عواقبها السلبية؛ سواء كانت تخصّ الآخرين والمجتمع، أو تخصّ الأشخاص أنفسهم.

التعامل مع الشائعات عندما تخص الآخرين والمجتمع

عندما تنتشر شائعة أو معلومة كاذبة تخصّ قضية معيّنة، أو تتعلّق بأحد الأشخاص، يمكن اتِّباع بعض النصائح؛ لتقييم المعلومات بدِقّة، والحدّ من انتشارها، كما هو مُوضَّح فيما يأتي:

التفكير بطريقة نقدية ومنطقية

يُعرف التفكير النقدي بأنّه وسيلة لتحليل المعلومات بموضوعية واستقلالية دون التأثّر بالعاطفة والتحيُّزات الشخصية، مُتضمِّناً طرح الأسئلة، والتفكير الدقيق في الأدلّة وتحليلها قبل تقديم أيّ استنتاجات، لذا يساعد التفكير النقدي عند سماع الشائعة في تحديد المعلومات الكاذبة، وبالتالي اتِّخاذ القرارات السليمة والصحيحة بشأنها.    


فعلى سبيل المثال، لو ظهرت شائعة تتعلّق بوجود علاجٍ جديد لأحد الأمراض، فإنّ التفكير النقدي يتضمّن طرح أسئلة حول ما إذا كانت المعلومة من مصدر موثوق؛ كموقع طبّي مشهور، أو مُنظّمة صحّية معروفة، أو من مصدر غير معروف، أو حتى من شخص عاديّ على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشمل أيضاً البحث عمّا إذا كانت هناك أدلّة تدعم صحّة هذه المعلومات أو تنفيها، مثل الدراسات والأبحاث العلمية.          

التحقق من المعلومات بالعودة إلى المصادر الموثوقة

تنتشر الشائعات بسرعة كبيرة، وقد أسهم العصر الرقمي الذي سَهّل الوصول إلى الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تداول الكثير من المعلومات والأخبار أسرع من أيّ وقتٍ مضى، وغالبيّة هذه المعلومات هي شائعات كاذبة من شأنها تغييب الحقائق والأخبار الصحيحة، لذا لا بُدّ من العودة دائماً إلى المصادر الموثوقة، مثل المواقع العلمية والطبّية، والجهات الحكومية، وإن كانت الشائعة تتعلّق بشخص ما، فلا بُدّ من العودة إلى الشخص نفسه؛ للتحقُّق من صحّة المعلومات المُتداولة عنه.

تجنُّب نشر الشائعات والتصرّف بمسؤوليةٍ وأمانة

يقع معظم الأشخاص عادةً في فخّ الخوض في الشائعات ونقلها؛ لاعتقادهم أنّ ذلك نوع من أنواع المشاركة الاجتماعية، إلّا أنّ الوعي بضرورة مقاومة هذه الرغبة هو الخطوة الأولى لتجنُّب نشر أيّ معلومات دون التأكُّد من صحّتها؛ سواء على أرض الواقع، أو على مواقع الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي.


كما يمكن تجنُّب نشر الشائعات من خلال إيقاف مُرَوِّجي الشائعات عن نقلها، لا سِيّما تلك التي تخصّ سُمعة الآخرين، وتختلف الطريقة باختلاف موضوع الشائعة؛ إذ يُمكن التحدُّث إلى مُروِّجيها مباشرة، أو محاولة نشر المعلومات الصحيحة بين الأصدقاء، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى إبلاغ الجهات المُختَصّة، أو يُمكن الاكتفاء بتجاهل الحديث عن الشائعة مع ابتسامة لطيفة ومحاولة تغيير الموضوع، أو التحدُّث بصدق عن عدم الرغبة في الحديث عن هذا الأمر، أو ترك المحادثة بلُطف بحُجّة ضرورة إنجاز أمور أخرى.

التعامل مع الشائعات عندما تخص الشخص نفسه

يزيد تأثير الشائعات صعوبة عندما تتعلّق بالشخص نفسه وسُمعته، إلّا أنّ التعامل معها أمر ممكن باتِّباع بعض الإرشادات والنصائح؛ للتخفيف من أثرها السلبي في النفس، والحَدّ من عواقبها، على النحو الآتي:

السيطرة على المشاعر السلبية

تُمثِّل السيطرة على المشاعر السلبية، مثل الغضب، والقلق، والخوف، الخطوة الأولى للتعامل مع الشائعة؛ فعلى الرغم من أنّ السيطرة على الأحداث السلبية بعد وقوعها أمر صعب،  إلّا أنّه يُمكن السيطرة على رُدود الأفعال تجاهها، لذا من المُفيد جدّاً التأنّي وتحديد المشاعر السلبية وتصنيفها، ممّا يساعد على الهدوء والتفكير السليم؛ لاتِّخاذ رَدّ الفعل المناسب.

طلب المساعدة والدعم

يشعر الكثير من الأشخاص بالوحدة والمعاناة بسبب الشائعات التي تتعلّق بهم، لذا من المهمّ جدّاً التحدُّث إلى الأصدقاء والأشخاص الموثوقين، وطلب المساعدة منهم؛ لمواجهة آثار الشائعة السلبية، كما يمكن التوجُّه إلى شخص مسؤول أو ذي سُلطة، مثل مدير الشركة، أو مُعلّم المدرسة، إن نُشِرت الشائعة من قِبَل أشخاص في مكان العمل، ويُمكن أيضاً اللجوء إلى القانون إن كان ضرر الشائعة كبيراً، أو تسبَّب في نوع من أنواع التشهير على صفحات الإنترنت.

المواجهة والدفاع عن النفس

قد يوحي تجاهل الشائعات للآخرين بصحّتها أحياناً، لذا لا بُدّ من مواجهة الشائعة وتكذيبها؛ بسَرد الحقائق، وتقديم الأدلّة المادّية -إن وُجِدت-، كما ينبغي التصرُّف بثقة عند الدفاع عن النفس، وسَرد الأحداث الحقيقية من جانب الضحيّة؛ لأنّ الثقة بالنفس تسلب الشائعة قوّتها، وتدفع الآخرين إلى إعادة التفكير في أنّ المعلومات التي سمعوها قد تكون خاطئة.

ممارسة الرعاية الذاتية

قد يؤثّر سماع الشائعات السلبية في الثقة بالنفس واحترام الذات، لذا لا بُدّ من ممارسة التعاطف، والرعاية الذاتية؛ بممارسة أنشطة تبعث الشعور بالراحة والسكينة والسعادة، مثل: ممارسة تمارين الاسترخاء، أو قراءة الكتب المُسلِّية والمفيدة، أو الفضفضة بكتابة المُذكّرات، أو حتى الخروج في رحلة أو نزهة مع أفراد العائلة أو الأصدقاء.

التركيز على الأمور الإيجابية

يميل العقل البشري إلى التركيز على الأحداث السلبية أكثر من الأحداث الإيجابية، على الرغم من أنّ الإيجابية منها عادة ما تحدث أكثر من تلك السلبية في الحياة، لذا يجب التعامل مع هذا التحيُّز السلبي؛ بالتركيز على كلّ ما هو إيجابيّ، والامتنان لوجوده في الحياة عند التعرُّض للشائعات؛ كوجود أهل داعمِين وأصدقاء مُقرَّبين يُعتَمد عليهم في الأوقات الصعبة، بالإضافة إلى تذكير النفس بأنّ الشائعات تحتاج إلى بعض الوقت حتى ينساها الآخرون، فلا شائعةَ تدوم إلى الأبد، ولا يتطلّب الأمر سوى بعض الصبر حتى تختفي الشائعة من تلقاء ذاتها.

التسامح وعدم السعي إلى الانتقام من مروّجي الشائعة

قد تسبِّب المشاعر السلبية لمَن يتعرَّض لشائعةٍ ما إشعال الرغبة في الانتقام من مُروِّجيها؛ سواء بالاعتداء عليهم بالضرب، أو إطلاق شائعات سلبية عنهم، وهذه السلوكات لن تزيد الموقف إلّا تعقيداً وسوءاً، لذا يجب التراجع عن أيّ سلوكات انتقامية، والاكتفاء بالدفاع عن النفس بالطرق الصحيحة، وعلى الرغم من صعوبة التسامح مع الشائعات ومُروِّجيها في بعض الأحيان، إلّا أنّ التسامح يهدف بالدرجة الأولى إلى تحرير ضحيّة الشائعة من المشاعر السلبية، وتُعَدّ ممارسة أنشطة، مثل اليوغا، وتمارين التنفس، وسائل تساعد على تحقيق الصفاء الذهني الذي يقود إلى الغفران والتسامح.

وختاماً، تُعَدّ الشائعات جزءاً لا يتجزّأ من حياة البشر، ولا يُمكن التخلُّص منها جذرياً في كافة المجتمعات، إلّا أنّه يُمكن نشر التوعية والتثقيف حول مخاطرها الحقيقية على الصعيدَين؛ الفردي، والجماعي، بالإضافة إلى توضيح كيفية التعامل معها، والحَدّ من آثارها النفسية والاجتماعية، لا سِيَّما على الأفراد المُتضرِّرين منها، كما ينبغي تفعيل قوانين صارمة لمُحاسَبة مُروِّجي الشائعات، وعدم التهاون مع كلّ مَن يتداول معلومات غير دقيقة تهدف إلى إلحاق الضرر بالفرد أو المجتمع.

المراجع  

[1] www.britannica.com, Rumor Definition & Meaning | Britannica Dictionary 
[2] www.fastercapital.com,  Rumors: Busting Myths and Rumors: How to Navigate Negative Information - FasterCapital
[3] www.the counseling teacher.com, 4 Ways to Stop Rumors and Gossip - The Counseling Teacher 
[4] www.haven of tioga county.org, Dealing with Rumors 
[5] www.wikihow.com ,How to Stop Rumors: 10 Steps (with Pictures) - wikiHow   

October 13, 2024 / 10:40 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.