جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لا تستهن بتأثيرها

مدة مشاهدة التلفاز وأثرها في الأطفال وسلوكهم

23 أكتوبر 2024 / 2:51 PM
مدة مشاهدة التلفاز وأثرها في الأطفال وسلوكهم
download-img
يرغب الأطفال في مشاهدة التلفاز لأوقاتٍ طويلة؛ بفضل تنوع البرامج المحببة لهم وتوفرها، إلّا أنّ نوعية البرامج ومقدار وقت المشاهدة له تأثير مباشر في أفكارهم وتصرفاتهم وصحتهم الجسدية والنفسية.

الأثر السلبي لمشاهدة التلفاز في الصحة الجسدية للأطفال

السمنة

ترتبط قِلة الحركة الناتجة عن جلوس الأطفال لفتراتٍ طويلة أمام التلفاز بزيادة خطر الإصابة بالسمنة المرضية، والتي تُسبب مع مرور الوقت الإصابة بأمراضٍ أخرى، مثل مرض السكري، وانقطاع النفس أثناء النوم، وغيرها.


ووفقاً لمنظمة (Healthy Children) التابعة للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP)، فإنّ مشاهدة التلفاز أكثر من ساعة ونصف يومياً للأطفال بعمر 4-9 سنوات يُعد من أهم أسباب الإصابة بالسمنة، أمّا بالنسبة للمراهقين فإنّ احتمالية إصابتهم بالسمنة تتضاعف 5 مرات، في حال مشاهدتهم للتلفاز أكثر من خمس ساعات يومياً، مقارنةً بأقرانهم الذين يشاهدونه ساعتين فقط.

مشاكل في العينين

قد تُصاب عينا الأطفال بمشاكل عديدة، كالجفاف، والتهيّج الناتج عن قِلة رمش العينين أثناء التركيز على الشاشة، هذا بجانب ارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض العين، مثل قصر النظر (Myopia)، وإجهاد العينين (Asthenopia) المرتبط بالشعور بعدم الراحة، والصداع، وآلام في العينين، وعدم وضوح الرؤية، لذا يُنصَح بترك مسافة بين الأطفال وشاشة التلفاز لا تقل عن ثلاثة أمتار.

اضطرابات النوم والأرق

تتزايد اضطرابات النوم والأرق عند الأطفال، في حال مشاهدتهم للتلفاز، وعدم حصولهم على القسط الكافي من الراحة، والضروري لنموّهم الجسمي في هذه المرحلة، فضوء جهاز التلفاز ككل الأجهزة الإلكترونية يؤثر سلبياً في دورة الاستيقاظ والنوم؛ أو ما يُسمى بالساعة البيولوجية، ويؤثر بشكلٍ أكبر في الأطفال قبل سن البلوغ.

الأثر السلبي لمشاهدة التلفاز في التطوّر الذهني للأطفال

يؤثر التلفاز في قدرة الأطفال الذهنية والاستيعابية خاصةً في السنوات الأولى، إذ أشارت دراسة في مجلة جاما لطب الأطفال (JAMA Pediatrics) الصادرة عن الجمعية الطبية الأميركية عام 2023، أنّه كلما زادت عدد ساعات مشاهدة التلفاز في عمر السنة تأخر تطور قدرات الطفل في التواصل مع الآخرين، وحل المشكلات التي تواجهه على أرض الواقع في عمر السنتين والأربع سنوات.


هذا بجانب دور التلفاز عند تشغيله أثناء الدراسة وإنجاز الواجبات في زيادة التشتت، وقِلة التركيز للأطفال، بالإضافة إلى قدرة التلفاز على توصيل المعلومات بطريقةٍ سريعة وآنية، مما يقلل من قدرة انتباه الطلبة في الحصص الدراسية، التي ستكون مملة مقارنةً به، وبذلك يرتبط هبوط الأداء الأكاديمي بزيادة مدة مشاهدة التلفاز.


الأثر السلبي لمشاهدة التلفاز في سلوك الأطفال

زيادة العدوانية والعنف

تنتشر مشاهد العنف في برامج التلفاز حتى الطفولية منها، وهذا يؤدي إلى زيادة قلق الأطفال، والتأثير في جودة النوم بسبب الكوابيس، إضافةً إلى رغبتهم بالاقتداء بها، وتقليدها، والجرأة على ممارستها، وتعريض أنفسهم للخطر، أو الشعور بالخوف من الآخرين، وممارسة العنف كوسيلة للدفاع عن أنفسهم، فمشاهد العنف لا تعكس عواقبه الحقيقية عند تطبيقه في الواقع، مما يجعل الأطفال يتصرفون بشكلٍ غير لائق.


يُنصَح الوالدان بمراجعة البرامج التي ستُعرَض على أطفالهم واختيار المناسب منها، ومناقشة أطفالهم فيما يُعرَض على التلفاز؛ لمساعدتهم في تمييز السلوك الخاطئ من الصحيح.

العُزلة الاجتماعية والتأخر في اكتساب اللغة

قد يؤدي الإفراط في مشاهدة التلفاز إلى عزلة الطفل اجتماعياً، وتقليل تفاعله مع أقرانه وعائلته، لا سيما في السنوات الأولى من عمره، كما يؤدي إلى ضعف في قدرة الطفل على التواصل، واستخدام اللغة، والتعبير عن الذات بفعالية؛ لأنّه يتعلم الكلمات وطريقة النطق بها من خلال التحدّث مع الآخرين.

ما هي المدّة المناسبة لمشاهدة الأطفال للتلفاز؟

في بعض الأحيان، تساعد مشاهدة التلفاز الأطفال بالحدّ المناسب في تفريغ الطاقة السلبية لديهم، وتحسين مزاجهم، لا سيما في حال التعرّض لضغوطات في بيئة المدرسة أو البيت، كحدوث تغيير مفاجئ فيها مثل الانتقال إلى بيتٍ جديد، أو الشعور بالقلق بسبب الابتعاد عن الوالدين عند الذهاب للمدرسة.


يختلف الوقت المناسب لمشاهدة التلفاز حسب الفئة العمرية، فالأطفال بعمر سنتين وأصغر ينبغي منعهم من الجلوس على التلفاز أو مشاهدته لأقل وقتٍ ممكن بمرافقة الوالدين، ويُسمح للأطفال من عمر 2-5 سنوات بمشاهدة ساعة يومياً على الأكثر خلال الأسبوع، وثلاث ساعات خلال العطلة، أمّا بالنسبة للأطفال من 6 سنوات فأكبر فيُسمح لهم بساعتين يومياً كحدٍ أعلى لحمايتهم من الآثار التي ذُكرت سابقاً، ويُنصح بإبعاد الطفل عن التلفاز كل 30 دقيقة لممارسة النشاطات الأخرى.



ختاماً، يؤدي الأهالي دوراً أساسياً في حماية أطفالهم من أضرار مشاهدة التلفاز، وذلك من خلال توعيتهم بالأضرار، وإغلاقه في حال بدء عرض برامج غير مناسبة، مع تجنّب السماح لهم بمشاهدة برامج الكبار، وإنشاء قواعد حازمة تُقلل من ساعات الجلوس عليه، كما يجب اختيار البرامج التعليمية المسلية والمفيدة لهم في الوقت ذاته، فمنها ما يُعلّم الحِرَف الفنية، والتجارب المخبرية البسيطة، والثقافات واللغات المختلفة، بالإضافة إلى البرامج الرياضية التي تجعل الأطفال أكثر اهتماماً بالنشاطات الحركية.

 

المراجع


[1] startingblocks.gov.au, Pros and cons of letting your child watch tv
[2] urmc.rochester.edu, Screen Time and Children
[3] kidshealth.org, How Media Use Can Affect Kids
[4] ncbi.nlm.nih.gov, Effects of Excessive Screen Time on Child Development: An Updated Review and Strategies for Management
[5] healthychildren.org, Constantly Connected: How Media Use Can Affect Your Child

October 23, 2024 / 2:51 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.