جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
الانخراط في بيئة مختلفة

صعوبات يواجهها الطالب عند الانتقال لمدرسة جديدة

13 ديسمبر 2024 / 2:17 AM
صعوبات يواجهها الطالب عند الانتقال لمدرسة جديدة
download-img
تختلف الأسباب التي تدعو الطالب للانتقال إلى مدرسة جديدة، ومنها: تغيير مكان الإقامة، أو المستوى المعيشي، أو الحصول على بيئة أكاديمية أفضل تُوفِّر جَوّاً مدرسياً آمِناً ومُناسباً للطالب، ورغم إيجابيات تغيير الطالب مدرسته، فإنّها مرحلة انتقاليَّة تؤدّي إلى مواجهة الطالب مجموعة من التحدِّيات والصعوبات التي يمُكن تجاوزها بمساعدة الأهل والمدرسة، وفي ما يأتي أبرزها:

تغيُّرات نفسية وعاطفية

ترك الطالب بيئته التعليمية المُعتادة، وانتقاله إلى بيئة جديدة غير مألوفة، تُشعِره بالتوتُّر والقلق من مقابلة زملاء ومُعلِّمين جُدد، ومن الحاجة إلى اعتياد بيئة دراسية مختلفة، وقد يشعر بالخوف من التغيير، إلى جانب شعوره بالحزن والوحدة؛ نتيجة بُعده عن الأصدقاء والمُعلِّمين السابقين، والاشتياق لهم، وفي بعض الحالات، تُسبِّب مشاعر القلق اضطرابات في النوم، وفقدان الشهيَّة أحياناً، وجميعها مشاعر طبيعية ومُتوقَّعة تزول بمُجرَّد التعوُّد على البيئة الجديدة. 


وهنا، يبرز دور الأهل في مساعدة طفلهم على التأقلُم مع البيئة الجديدة؛ بتنظيم زيارات مُسبَقة إلى المدرسة الجديدة قبل دوامه فيها، والحفاظ على تواصله وعلاقاته مع أصدقائه في المدرسة القديمة، إلى جانب تشجيعه على الحوار، ومساعدته في التعبير عن مشاعر القلق والتوتُّر والخوف التي قد تواجهه، وتوجيهه إلى طرق التعامل معها، وتجاوزها.


إلى جانب دور المدرسة الجديدة بالإجابة عن الأسئلة التي تدور في ذهنه كافَّة، علماً بأنّها قد تكون أسئلة بسيطة؛ كمكان شراء الطعام في المدرسة، وقد تتعلَّق بالخُطّة الدراسية، وينبغي على المدرسة الترحيب بالطلاب الجُدد أيضاً؛ بتعريفهم على الزملاء، والمُعلِّمين، والمَرافق المدرسية، وغيرها.

صعوبة في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية جديدة

تكمُن التحدِّيات الاجتماعية عند انتقال الطالب إلى مدرسة جديدة في أمرَين؛ أوّلهما فقدان الصداقات مع الزملاء، والعلاقات الاجتماعية مع المُعلِّمين في المدرسة القديمة، والتي تُشكِّل جزءاً مهماً من شعور الطالب بالانتماء إلى البيئة الدراسية، وثانيهما صعوبة تكوين صداقات جديدة، والاندماج في البيئة المدرسية الجديدة؛ فقد يشعر الطالب بالغربة والخوف من رفض الزملاء الجُدد له، إلى جانب احتمالية تعرُّضه للتنمُّر أحياناً؛ ممّا قد يُؤثِّر في ثقته بنفسه. 


وتختلف هذه التحدِّيات الاجتماعية عادةً باختلاف الفئة العُمرية؛ فالطلّاب الأصغر سِنّاً عادة ما تنقصهم المهارات الاجتماعية اللازمة للتفاعل مع الزملاء؛ ممّا يُصعِّب عليهم تكوين صداقات جديدة، كما وتختلف اعتماداً على شخصيَّة الطفل ومهاراته الاجتماعية أيضاً؛ فالطالب الخجول مثلاً، قد يواجه صعوبة أكبر في التواصل مع الغرباء.


ويُسهِم دور المدرسة بتنظيم الأنشطة الاجتماعية والتفاعلية؛ كالألعاب الرياضية والمسابقات، وتشجيع الطلاب الجُدد على المشاركة بها، في تقليل هذه التحدِّيات؛ إذ تُساعد الطلاب على تكوين علاقات وصداقات مع ذوي الاهتمامات المشتركة، وتعزيز الانتماء إلى المدرسة الجديدة.

التأثير على التحصيل الأكاديمي

تكمُن التحدِّيات الأكاديمية عند الانتقال إلى مدرسة جديدة في اختلاف البيئات الصفّية، والخُطَط والبرامج الدراسية؛ إذ قد يحتاج الطالب وقتاً للتأقلم والتكيُّف معها، وتلبية مُتطلّباتها، إلى جانب أنّ تغيُّر طرق تدريس المعلمين وأساليبه قد يُصعِّب على بعض الطلاب استيعاب الموادّ أيضاً، فضلاً عن احتمالية فقدانهم وتفويتهم بعض الدروس والموضوعات المهمّة التي لم تجرِ تغطيتها في المدرسة القديمة؛ ممّا يُشكِّل فجوة تعليمية.


وعُموماً، يُؤثِّر ذلك في التحصيل الأكاديمي للطلبة الجُدد؛ إذ قد تنخفض علاماتهم؛ نتيجة ضعف فهم الموادّ، أو عدم المشاركة في الغرفة الصفّية، إلى جانب احتمالية فقدان البيانات الأكاديمية السابقة عند الانتقال بين المدارس، وخاصّةً في منتصف السنة الدراسية؛ ممّا يُصعِّب على المعلمين الجُدد تقييم الطلاب المُنتقِلين بعدالة.


ويُمكن بمساعدة الأهل والمعلمين، وبذل الطلاب مزيداً من الجهد والوقت لفهم الدروس الفائتة، والمشاركة النَّشِطة داخل الصفوف، المساهمة في تأقلُم الطالب مع الأساليب الجديدة، ومواكبة التغيُّر والتكيُّف معه، ومن ثَمَّ تحسين التحصيل الأكاديمي.

ختاماً: نصائح لتقليل صعوبات انتقال الطالب إلى مدرسة جديدة

يُمكن للأهالي تخفيف صعوبة الانتقال إلى مدرسة جديدة؛ باستكشاف خيارات المدارس المُتوفِّرة التي يمكن الانتقال إليها، واختيار الأنسب منها للطفل، والتعرُّف إلى المدرسة، وبيئتها، وثقافتها، وبرامجها الأكاديمية؛ بالبحث عنها عبر الإنترنت، والتواصل مع أهالي الطلاب في هذه المدرسة، والاستماع لتجاربهم، ويُساعد نقل الطالب في بداية السنة الدراسية في تقليل الصعوبات أيضاً.


ولتواصل الوالِدَين مع المعلمين، والإداريين، والمشرفين التربويين في المدرسة الجديدة أهمّية كبرى؛ لمتابعة المشكلات التي قد يواجهها الطفل، والتعاون معهم في حَلّها، وينبغي أيضاً مراقبة الطفل خلال فترة الانتقال، والانتباه إلى حدوث بعض التغيُّرات السلوكية والمزاجية، مثل: قلّة التركيز، واضطرابات النوم، والعصبية المُفرِطة، والرغبة في الانعزال عن الآخرين، والتي تدلّ على مواجهته صعوبات في التأقلم والتكيُّف؛ لمساعدته في تجاوزها.   

 

المراجع


[1] unishanoi.org, How Moving Schools Can Affect A Child's Development
[2] mycleschool.org, Are there negative impacts on children who change schools during K-12 education?
[3] overcomewithus.com, Common Psychological Effects of Moving Schools
[4] childpsychologist.com.au, CHANGING SCHOOLS: WHAT PARENTS NEED TO KNOW
[5] andidschools.com, Is it Good to Change schools? 5 pros and cons you need to know

December 13, 2024 / 2:17 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.