جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لبناء حياتهم الاجتماعية

تشجيع الطفل على اللعب الجماعي والتفاعل مع الأقران

04 ديسمبر 2024 / 2:50 PM
تشجيع الطفل على اللعب الجماعي والتفاعل مع الأقران
download-img
يُعَدّ التفاعل الاجتماعي من المهارات الضرورية التي ينبغي صقلها لدى الطفل منذ بداية نشأته؛ بتشجيعه على التواصل مع الأقران، والتعرُّف إلى أصدقاء جُدد، وممارسة الأنشطة الجماعية معاً باستمرار؛ فهذا يُؤثِّر مباشرة في نُمُوّ شخصيته وتطوُّرها تطوُّراً صِحِّياً.

كيفية تشجيع الطفل على اللعب والتفاعل مع غيره

تقع على عاتق الوالدين مسؤولية دمج الطفل من الناحية الاجتماعية بغيره من الأطفال، وتمكينه من اللعب والتواصل معهم، وفي ما يأتي بعض النصائح والأفكار التي قد تساعد في ذلك:

اختيار الألعاب المناسبة 

اللعب الجماعي من الأمور الممتعة والمفيدة للطفل، إلّا أنّ الأطفال عادة ما يُواجهون بعض الصعوبات أثناء ذلك؛ ممّا يعني ضرورة البقاء بجانبهم أحياناً، ولا بُدّ أيضاً من اختيار الألعاب الجماعية الحماسية التي تُشجِّع الأطفال على تجربتها.


فعلى سبيل المثال، يمكن اختيار لعبة تركيب القِطَع، مع توجيههم إلى أنّ الهدف هو بناء بيت صغير، ومراقبة الأوضاع عن بُعد، والتدخُّل وقت الحاجة لحلّ المشكلات التي تحول دون تعاون الأطفال معاً بطريقة مناسبة؛ ممّا يُعزِّز مهاراتهم مع مرور الوقت؛ باستفادة كلّ طفل من الآخر.

توفير البيئات المناسبة لتكوين الصداقات

على الوالدين تشجيع أطفالهم باستمرار على تكوين الصداقات؛ بتعريضهم لمواقف تتطلَّب منهم التفاعل مع مَن حولهم من الأطفال، ويمكن أن يكون تسجيلهم في الأندية المختلفة خلال العطلة خياراً جيِّداً أيضاً؛ ممّا يُتيح لهم ممارسة الأنشطة الترفيهية والتعليمية المختلفة جماعيّاً، وتبعاً لهواياتهم وتفضيلاتهم.

تشجيع الأطفال على تبادل الأدوار

يُعَدّ تبادل الأدوار أحد أشكال اللَّعِب التعاوني الذي يُمكِّن الأطفال من اللعب معاً للوصول إلى هدف مُشترِك في النهاية؛ فمثلاً يمكن تشجيع الأطفال على اختيار قائد لبدء لعبة تتضمَّن أداءه حركات مُعيَّنة، وتقليد بقية الأطفال لهذه الحركات بدِقَّة، وهنا، لا بُدّ من مراعاة حصول الأطفال جميعهم على الفرصة نفسها لتمثيل دور القائد بالتناوُب.

التعامل مع عدم رغبة الطفل في المشاركة بطريقة صحيحة

يُعَدّ موضوع التعامل مع الطفل -عند رفضه اللعب مع الأطفال أو التفاعل معهم- أمراً بالغ الحساسية، وهنا، لا بُدّ من الصبر والحكمة لتشجيعه على تغيير رأيه؛ فعلى الرغم من أنّ بعض الأطفال يميلون إلى المراقبة دون المشاركة في البداية -ولا بأس في ذلك-، فإنَّه لا بُدّ من مساعدته للشعور براحة أكبر عند تواجُده برفقة الأطفال الآخرين.


وقد يكون الوصول إلى مكان اللعب مُبكِّراً خطوة أوَّلية جيِّدة؛ فبها يضمن الوالدان تعرُّف الطفل إلى المكان، وفتح المجال أمامه لتفحُّص التفاصيل المحيطة به كلِّها، والتعبير عن مشاعره تجاهها، ثمّ يُمكن توجيهه ومساعدته لممارسة الأنشطة المُتاحة، وتركه بعدها يشارك بالطريقة التي يراها جيِّدة دون فرض المَهامّ المُعقَّدة عليه؛ فالمُهِمّ هو كسر الحاجز والمشاركة أيّاً كان شكلها.

تعزيز الأطفال أثناء اللعب الجماعي

ينبغي الاهتمام بجانب التعزيز والإطراء على سلوك الأطفال أثناء اللَّعِب الجماعي؛ الأمر الذي يزيد من رغبتهم في الاستمرار على هذا النهج، ويرفع درجة انسجامهم معاً، ومن الأمثلة على ذلك مدح المنزل الناتج من العمل الجماعي في لعبة تركيب المُكعَّبات، والتأكيد على أنّ مواصفاته المُميَّزة لم تكن ستظهر لولا إبداعات الأطراف جميعها ومشاركتهم معاً في البناء.

أهمية تشجيع الطفل على اللعب والتفاعل مع الأقران

على الوالدين أن يُحاولا توجيه الطفل إلى التفاعل الاجتماعي، وتعزيز مهاراته في التواصل مع غيره من الأطفال، وهذا لا يعني التواصل اللفظي فقط، وإنَّما لا بُدّ من التفاعل في اللعب الجماعي أيضاً، وفي ما يأتي توضيح أبرز الأسباب التي تجعل التفاعل الاجتماعي مهماً للأطفال:

تحسين القدرة على التواصل 

يحتاج الطفل إلى التفاعل والتواصل مع الأطفال الآخرين أثناء اللعب معهم؛ الأمر الذي يُحسِّن قدرته على التعبير عن مشاعره وأفكاره تعبيراً أكثر وضوحاً ودِقَّة، بالإضافة إلى تحسين قدرته على الإصغاء إلى الآخرين، والتفاهم معهم أيضاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطفال قد يميلون إلى التواصل اللفظي، بينما يميل أطفال آخرون إلى التواصل بالإيماءات فقط، وهذا اختلاف طبيعي، وليس مدعاة للقلق على الإطلاق.

تنمية المشاركة والتعاون

يُسهِم تفاعل الطفل في سنّ مُبكِّرة مع أقرانه مباشرة في تنمية الجانب العاطفي لديه، وهذه نقطة مُهِمَّة للغاية؛ إذ لا بُدّ من التركيز على تنشئة الطفل تنشئة تجعله أقلّ أنانية، وأكثر اهتماماً بغيره من الأطفال، إلى جانب تشجيعه على احترامهم، ومشاركة ألعابه الخاصَّة معهم، والتعاون معهم؛ فالطفل بطبعه لا يُفكِّر إلّا في نفسه أحياناً؛ لذا، لا بُدّ من توجيه مشاعره توجيهاً صحيحاً.

رفع مستوى الاستقلالية والثقة بالنفس

كُلَّما بدأ الطفل في التفاعل مع الآخرين مُبكِّراً، كانت ثقته في نفسه أكبر لاحقاً؛ إذ إنّ ذلك يُجنِّبه الرُّهاب الاجتماعي الذي قد يُعانيه بعض الأطفال عند التعامل مع أشخاص جُدد؛ فيكون الطفل مَرِناً يستطيع الاعتماد على نفسه، وسيجني الآباء ثمار التربية الاجتماعية ابتداءً من اليوم الأوّل الذي ينتقل فيه الطفل إلى الحياة المدرسية؛ إذ سيكون الأمر عاديّاً بالنسبة إليه، وستنمو لديه الثقة بالنفس في مراحل حياته المستقبلية كلِّها.

 

المراجع


[1] childsplayelc.com.au, The Importance of Socialising for Kids
[2] educomics.org, The Importance of Building Social Skills for Children
[3] cwlcnc.com, The Benefits of Socialization for Young Children
[4] mppfc.org, THE IMPORTANCE OF SOCIALIZATION IN EARLY CHILDHOOD
[5] lumierechild.com, Playing Together: Encouraging Children to Engage in Cooperative Play

December 04, 2024 / 2:50 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.