جار التحميل...
على الآباء مساعدة الطفل في تسمية المشاعر، والتمييز بينها، لا سِيَّما في سنواته الأولى قبل التحاقه بالروضة والمدرسة؛ ففي هذا العمر يواجه الطفل صعوبةً في التعبير عن مشاعره؛ لعدم امتلاكه المفردات اللازمة، ولعدم قدرته على التمييز بين هذه المشاعر أساساً.
ويمكن تعليم الأطفال أسماء المشاعر مباشرةً باستخدام بطاقات تتضمَّن عدداً من الوجوه، بحيث تُعبِّر كلّ بطاقة عن شُعور مُعيَّن، مع بيان اسم كلّ شعور، وصياغة أمثلة تتعلَّق به، باستخدام لغة بسيطة ومفهومة للطفل، ومن الضروري تكرار المفردات على مَسامِعه؛ ليتمكَّن من استخدامها في التعبير عن شعوره في أيّ وقت.
ويمكن تعليمه أسماء المشاعر بوسائل غير مباشرة أيضاً؛ كتواصل أفراد العائلة معه، ووصفهم مشاعرهم في حديثهم معه بأسلوب مُبسَّط، مثل: (أنا سعيد لأنّني ألعب معك) ، أو (لماذا تبكي؟ هل تشعر بالحزن؟) أو (شعرت اليوم بالتوتُّر عندما لم أجِد مفتاح السيارة).
يؤثِّر تواصل الآباء مع أطفالهم إيجاباً في سلوكهم عموماً، وقدرتِهم على التعبير عن مشاعرهم بأريحية وبأساليب صحّية؛ لذا، من الضروري التواصل مع الطفل؛ سواء بالتحدُّث إليه، أو سرد القصص، أو اللَّعِب؛ ليشعر بالراحة والأمان، فيتمكَّن من التعبير عمّا يجول في خاطره من مشاعر، أو أفكار، أو أسئلة.
وقد يُعاني غالبيّة الآباء عدم مبادرة أطفالهم بالحديث أو التعبير عن مشاعرهم؛ ممّا يعني أنّ عليهم أن يكونوا فضوليِّين تجاههم، ويُظهروا اهتمامهم بتفاصيل حياتهم، إلى جانب اطمئنانهم عنهم وعن سَير أمورهم، ولكن دون مُبالغة؛ حتى لا يشعر الطفل بأنّه يتعرَّض للاستجواب طوال اليوم.
ولا بُدّ أيضاً من الاعتراف بمشاعر الطفل، وعدم التقليل منها، ومناقشته في تلك المشاعر، وإشعاره بأنّها طبيعيَّة؛ سواء أكانت مشاعر إيجابيَّة، أم سلبيَّة، إضافة إلى تجنُّب العبارات التي قد تُقلِّل أهمية مشاعره، أو تُظهرها وكأنَّها غير مُبرَّرة، مثل: (لا تبكِ، الأمر ليس كبيراً)، أو (لماذا أنت قلق بشأن هذا؟)؛ فمثل هذه العبارات قد تُشعِره بأنّ مشاعره غير مُهِمَّة، أو أنّه غير مقبول عندما يُعبِّر عنها.
ولا بُدّ من الابتعاد عن أساليب العقاب والتأديب لتصحيح السلوكات الخاطئة؛ كضربه، وحَبسه في الغرفة، ومقارنته بالآخرين؛ لأنَّها تُسهم في تركيزه على هذه السلوكات، وقد يُؤدّي ذلك إلى حدوث نوبات من الغضب والصراخ؛ سواء في المنزل، أم في الأمكِنة العامَّة؛ نتيجة كبت مشاعره، وتأثير ذلك في شخصيَّته وتصرُّفاته.
ولا بُدّ أيضاً من الامتناع عن توجيه بعض العبارات إليه، مثل: (لا تتصرَّف كالطفل)؛ فقد تُشعِره بأنَّ عليه إخفاء مشاعره السيِّئة؛ ممّا قد يؤدّي إلى انغلاقِه على نفسه.
التعبير الإبداعي وسيلة رائعة للأطفال؛ للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بأسلوب آمِن وغير مُباشِر؛ لذا، يمكن للوالِدَين توفير أدوات الرَّسم والتلوين للطفل، وتشجيعه على رَسم ما يشعر به، أو استخدام الألوان ليُعبِّر عن مزاجه؛ كأن يرسم الطفل مَشهداً من يومه، أو مشاعر يُواجهها؛ فما يرسمه غالبيّة الأطفال يكون نابعاً من موقف أو حالة نفسية يمرّون بها.
ويمكن أن تكون الكتابة وسيلة قوية للتعبير عن الأفكار والمشاعر؛ لذا، يُنصَح بتشجيع الطفل على كتابة قصص قصيرة، أو مُذكّرات، أو كتابة بعض الجُمَل التي تخطر في باله؛ ممّا يُرشِد الأهل إلى فهم الحالة النفسية التي يمرّ بها طفلهم؛ فيتمكَّنون من التعامل معه باستخدام الأساليب الصحيحة.
[1] eclkc.ohs.acf.hhs.gov, Teaching Your Child About Feelings
[2] extension.psu.edu, Talking with preschoolers about emotions
[3] kidsinthemiddle.org, How to help kids express their emotions
[4] foreverfamilies.byu.edu, Listening to Children with Head and Heart
[5] highspeedtraining.co.uk, How to Encourage Children to Express Feelings & Emotions