جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
منذ نعومة أظافرهم

نصائح مهمة لتنمية ذكاء الأطفال في المنزل

15 أكتوبر 2024 / 1:20 AM
نصائح مهمة لتنمية ذكاء الأطفال في المنزل
download-img
يرتبط الذكاء المرتفع عادةً بالنجاح الأكاديمي، والمهني، والاجتماعي، وعلى الرغم من أنّ للجينات دور مهمّ في توريث نِسبَة من ذكاء الوالِدَين إلى الأبناء، فإنَّ الكثير من الآباء يطمحون إلى تنشئة أطفال أذكياء يُحقِّقون مستقبلاً مُشرِقاً مليئاً بالنجاحات.

وتُعَدّ المدرسة بيئة مهمّة لتطوير القدرات الفكرية والشخصية، إلّا أنّ لبيئة المنزل أيضاً دور أساسيّ في تنمية الذكاء لدى الأطفال، وخاصَّة في السنوات الأولى التي تُعَدّ مُهمّة لنُمُوّ الدماغ نُمُوّاً صِحِّياً، وبناء العادات الإيجابية.


لذا، تُوجَد العديد من المُمارَسات البسيطة والمفيدة التي يُمكن أن يستخدمها الآباء في المنزل؛ لمساعدة أبنائهم في تنمية ذكائهم، على النحو الآتي:

تنمية مهارة القراءة

تُعَدّ القراءة من الأنشطة المهمّة لتنمية ذكاء الأطفال، وتحسين مهاراتهم المعرفية؛ إذ تُعزِّز مهارات التواصل والاستماع، وتزيد حصيلة المفردات، بالإضافة إلى دورها في تعزيز الإبداع، والتخيُّل، والتعبير عن الأفكار بسهولةٍ وثقةٍ أكبر؛ لذا، من الضروري بدء القراءة بصوت عالٍ للأطفال في سِنٍّ صغيرة، وتشجيعهم على القراءة بأنفسهم بعد أن يكبروا قليلاً.


ومن المهمّ أيضاً اختيار كُتُب مُصوَّرة وجَذّابة ضمن مواضيع تعكس اهتمامات الطفل؛ حتى تكون تجربة القراءة ممتعة له، وتُشجِّعه على الالتزام بها.


ممارسة التمارين الرياضية           

ترتبط قوّة الدماغ بالجسد القوي والصحِّي؛ لذا، تُعَدّ التمارين الرياضية من الأنشطة والفعاليات الأساسية التي يُمكن ممارستها في المنزل لتنمية الذكاء عند الأطفال؛ لأنّها تزيد تدفُّق الدم في الدماغ، وتُحفِّز إفراز هرمونات ذات دور مهمّ في تعزيز القدرة على التعلُّم والتفكير.


وقد تكون التمارين الرياضية بسيطة، مثل التمارين الهوائية؛ كالمشي، والركض، حتى لو استمرَّت خمس دقائق في اليوم، أو يُمكن ممارسة تمارين رياضية أخرى، مثل: كرة الطائرة، وكرة القدم، في الباحة الخلفية للمنزل.


ممارسة الأنشطة والتمارين العقلية

مثلما تحتاج العضلات الجسدية إلى التمارين الرياضية؛ لتقويتها، يحتاج العقل إلى التدريب المُستمِرّ؛ لتحفيز قدراته، وزيادة قوّته؛ لذا، تُعَدّ التمارين العقلية فرصة رائعة لزيادة ذكاء الأطفال في المنزل، وتعزيز مهاراتهم في التفكير النقدي، وحلّ المشكلات، والتخطيط، بالإضافة إلى أجوائها الممتعة والمليئة بالتحدّي والتشويق؛ ممّا يزيد رغبة الأطفال بالانخراط فيها. 


ومن الأمثلة على الأنشطة والألعاب التي تُحفِّز العقل: لعبة الشطرنج، وألعاب الورق، وألعاب التركيب الليغو (Lego)، وحلّ الألغاز، ثمَّ إنّ ألعاب الكلمات تسهم في تنمية اللغة ومهارات التواصل لدى الأطفال، مثل لعبة سكرابل الشهيرة (Scrabble) التي تهدف إلى تكوين كلمات؛ عبر سَحب حروف عشوائية.


تناول طعام صحّي ومتوازن

للغذاء المتوازن دور حيوي في زيادة الذكاء لدى الأطفال، وخاصَّة الأطعمة التي تحتوي على عناصر الأوميغا 3 التي تُحسِّن بدورها نُمُوّ الدماغ، وتُقوّي الذاكرة، ومن هذه الأطعمة: الأسماك، والسبانخ، والقرنبيط (الزهرة)، بالإضافة إلى الأطعمة التي يُحبّها الأطفال عادة، مثل: التوت الأسود، وتوت العُلّيق، والفراولة، والجوز، والبندق. 


ثمّ إنّ تناول الطفل الأطعمة المُتنوّعة والمفيدة يمنحه الكمّية اللازمة من الفيتامينات والمعادن اللازمة لنُمُوّ جسمه وعقله نُمُوّاً صِحّياً؛ بما في ذلك الخضروات، والفواكه، والحليب، والدواجن، والأسماك، واللحوم الحمراء، والحبوب الكاملة.

 

الحصول على قسط كافٍ من النوم

على الآباء أن يحرصوا على حصول أطفالهم على قسط كافٍ من النوم؛ لارتباط مُدَّة النوم بمُستَويات الذكاء، حسب دراسة نُشِرَت في مجلة (Current Research in Behavioral Sciences) المُتخصِّصة في العلوم السلوكية عام 2020؛ إذ وُجِد أنّ الأطفال الذين حصلوا على عدد ساعات نوم أقلّ من مُتوسّط عدد الساعات اللازمة، كان أداؤهم أقلّ في الاختبارات التقييمية.


لذا، يتراوح عدد ساعات النوم الكافية للأطفال دون سِنّ المدرسة من 10-13 ساعة، وللأطفال في المرحلة الابتدائية من 9-12 ساعة.


ممارسة الفنون المختلفة مثل الحرف اليدوية والرسم

تساعد تجربة الأطفال مختلف أنواع الفنون؛ كالرسم، والحِرَف اليدوية، في زيادة مستويات الذكاء لديهم، لا سِيَّما في مرحلة مُبكِّرة من حياتهم؛ لأنَّها تُعزّز المهارات الحركية، واللغوية، والثقة بالنفس؛ لذا، من المهمّ إتاحة المجال للطفل لرَسم الأشكال وتلوينها.


ثمّ إنّ تعليمه بعض الحِرَف اليدَوِيّة الآمِنة، مثل: اللَّعب بالمعجون المنزلي، والأشغال الورقية، أمر بالغ الأهمّية، وعلى الرغم من بساطة هذه الأنشطة الفنّية، فإنَّها فرصة مفيدة لإشغال الأطفال، وتعزيز الإبداع لديهم.


تعلّم الاستقلالية وتحمّل المسؤولية

يتطوَّر العقل البشري بالتجربة والتفاعل مع المحيط الخارجي؛ لذا، يساعد تكليف الأطفال ببعض المسؤوليات على زيادة ذكائهم، ومن أبسط هذه المسؤوليات: المشاركة في الأعمال المنزلية؛ من تنظيف، وترتيب، وأعمال البستَنة، والمساعدة في تحضير الطعام بما يتناسب وأعمارهم، والمساعدة في الشِّراء من مَحَلّ البقالة، وتحمُّل مسؤولية الدفع وعَدّ النقود مثلاً. 


وإلى جانب تحمُّل المسؤولية، على الآباء أن يُركِّزوا على منح الأطفال الشُّعور بالاستقلالية؛ عبر ترك مساحة خاصَّة بهم للتجربة، وتجنُّب حمايتهم حماية مُفرطة؛ فارتكاب الأخطاء طريق أساسيّ للتعلُّم والنُّمُوّ المعرفي.


ويمكن منح الأطفال أيضاً حُرّية الاختيار بين خيارات مُتعدِّدة؛ لاتِّخاذ قرارات تخصُّهم؛ كسؤالهم ما إذا كانوا يُفضِّلون الطماطم أو الخيار مع وجبة العشاء، وما إلى ذلك من أسئلة مهما كانت بسيطة، وأيضاً تعليمهم كيفية كسب الأموال، وادِّخارها؛ لشراء ألعابهم وحاجاتهم، وهذه التجارب كلّها تُنظِّم عمل الدماغ، ومن ثَمَّ تزيد مُستَوَيات الذكاء.


طرح الأسئلة وتعزيز الفضول

لا توجد وسيلة أفضل لتحفيز عمل الدماغ من طرح الأسئلة والفضول بشأن المحيط الخارجي للطفل؛ فالأطفال فضوليون بطبيعتهم ويسألون كثيراً، ولكن قد تقِلّ لديهم هذه الميزة إن لم تُشجِّعهم بيئتهم عليها؛ لذا، من الضروري أن يسأل الآباء أطفالهم عن الأشياء من حولهم؛ لتنمية فضولهم تجاهها.


فعلى سبيل المثال، بدلاً من سؤال الطفل: هل أعجبك فيلم الكرتون؟، يمكن سؤاله: ما الذي أعجبك في الفيلم؟، ويمكن مثلاً تشجيعه على ملاحظة محيطه أثناء المشي معه في الخارج، وطرح أسئلة تزيد قدرته على التفكير من منظور مختلف؛ بسؤاله مثلاً: ماذا سيحدث إذا كان بإمكاننا الطيران مثل هذا العصفور؟


إمارة الشارقة: جهود مميزة لدعم الأجيال الناشئة وتنمية قدراتهم

تُعَدّ إمارة الشارقة رائدة في بناء المؤسَّسات، وإطلاق المُبادَرات المُخصَّصة لتنمية الأجيال الناشئة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك "مؤسسة أطفال الشارقة" التابعة لـ "مؤسسة ربع قرن" لصناعة القادة والمُبتكِرين الصِّغار في الشارقة؛ وهي جزء من رؤية صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وقرينته سُمُوّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.


وتُركِّز المؤسسة على تقديم برامج تعليمية وترفيهية تهدف إلى تطوير القدرات المعرفية لدى الأطفال من سِنّ 6-12 عاماً، وتعزيز روح الابتكار لديهم، وصقل مواهبهم وإمكاناتهم، وتوجيهها توجيهاً سليماً.


وختاماً، لم يَعُد مفهوم الذكاء مُقتصِراً على التحصيل الأكاديمي ودرجات الامتحانات، وإنَّما هناك أنواع مختلفة من الذكاء تسهم في تحقيق النجاح والتميُّز، مثل: الذكاء الاجتماعي، والذكاء اللغوي، والذكاء العاطفي، ومعرفة ذلك يُساعد الآباء في تطوير نوع الذكاء المناسب لشخصيّات أطفالهم؛ ممّا يُمكِّنهم من بلوغ أعلى درجات الإبداع. 

المراجع  

[1]connectionsacademy.com, How to Raise Smart Kids: 10 Secrets – Connections Academy
[2] circledna.com, 10 Everyday Activities To Stimulate Your Child’s Intelligence - CircleDNA 
[3] medicinenet.com, How Can I Make My Child Intelligent? 
[4]healthwire.pk, Find Out 8 Amazing Ways to Improve Intelligence Levels in Children - Healthwire 
[5] chalkboard.com, Tips to Develop Your Child's IQ - Chalkboard  

October 15, 2024 / 1:20 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.