جار التحميل...
وقد يُلاحظ الوالدان تغيرات مفاجئة في سلوكيات الطفل؛ مثل مص الإصبع، أو التبول اللاإرادي، بالإضافة إلى تغيّر عادات نوم الطفل، وانخفاض شهيته، وأحياناً تظهر تصرفات عدوانية لم تكن موجودة مسبقاً.
ولعلاج هذه الغيرة، من المهم اتباع بعض النصائح والإرشادات التي تساعد الطفل على الانسجام أكثر مع المولود الجديد، ومنها:
إنّ تخصيص بعض الوقت للطفل الأكبر بعيداً عن الرضيع قد يقلّل من مشاعر الغيرة لديه، ويعزّز شعوره بالأمان والحب والأهمية وسط التغيرات التي يمرّ بها، فخلال الوقت المخصّص له، لن يشعر الطفل بالحاجة إلى التنافس على الاهتمام مع أخيه الجديد.
وليس بالضرورة أن تكون هذه الفترة طويلة، بل الأهم أن تكون مليئة بالتفاعل مع الطفل، إذ يعزّز ذلك شعوره الاهتمام والرعاية، على سبيل المثال، يمكن اصطحاب الطفل في نزهة قصيرة حول المنزل أثناء نوم الرضيع، أو تحضير الأطعمة المفضلة لديه سوياً، أو حتى قراءة قصة ممتعة له قبل النوم.
يمكن تكليف الطفل ببعض المهام البسيطة المتعلّقة بالرضيع والثناء عليه بعد أدائها، مثل؛ تحضير الحفاضة لتغييرها، أو البحث عن اللعبة الخاصة بأخيه، أو المشاركة في تحضير وجباته، أو حتى الغناء له قبل النوم أو اختيار ملابسه، بهذه الطريقة يمكن أن يشعر بمدى أهميته ودوره الفعّال في المنزل، وفي الوقت ذاته، من المهم أن تكون هذه المهام اختيارية للطفل لتجنّب شعوره بالعبء والضغط.
على الرغم من حاجة الرضيع للكثير من الاهتمام من الوالدين، إلا أنّه من الضروري عدم جعل الطفل الأكبر يشعر بالتهميش، وإعطائه الأولوية بين الحين والآخر، وتقديمه على الرضيع في بعض الحالات؛ ليشعر بأهميته، ولتعزيز علاقته بوالديه، وبالتالي تقليل مشاعر الغيرة لديه.
ويمكن تحقيق ذلك بالتواصل مع الطفل بانتظام، والتحدث معه عن مشاعره تجاه أخيه، والاستماع له جيداً، ومن المهم أيضاً مراعاة احتياجات الطفل الأكبر، وقضاء وقت كافِ معه، ومشاركته أنشطته المفضلة.
تؤدّي مقارنة الطفل الأكبر بأخيه الرضيع إلى تولّد مشاعر سلبية لديه؛ كأن يشعر بأنه غير كافٍ أو لا يلبي توقعات والديه، حتى وإن كان هدف الوالدين من المقارنة تعزيز سلوك إيجابي، وبدلاً من المقارنة، على الوالدين تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتقدير إنجازاته دون ربطها مع أخيه الرضيع.
على الرغم من صعوبة الالتزام بروتين الطفل خاصة في الأسابيع الأولى بعد الولادة، إلا أنّ المحافظة الأنشطة المعتادة تشعر الطفل الأكبر بالاستقرار والأمان، على سبيل المثال، إن كان الطفل معتاداً على قراءة قصة قبل النوم أو تناول وجبة الإفطار مع والديه، فإنّ الاستمرار بهذه الأنشطة يُعزّز شعوره بالاستقرار العاطفي، وبالتالي تقليل مشاعر غيرته من أخيه الجديد.
عندما يتطلب الأمر إجراء أي تعديل على الروتين المنزلي بسبب قدوم المولود الجديد، فمن المهم التحدّث مع الطفل عن هذه التغييرات ببساطة، وشرح الأسباب له، كما يُفضل تحضير الطفل مسبقاً، وإجراء التعديلات تدريجياً.
عندما يشعر الطفل الأكبر بالغيرة من الرضيع، فقد تظهر هذه المشاعر على شكل سلوكيات عدوانية، لذا يجب على الوالدين معرفة سبب هذه المشاعر ومحاولة معالجتها، إضافةً إلى مراقبة سلوكيات الطفل مع أخيه، والتدخل بسرعة عند الحاجة للحفاظ على سلامة الرضيع، مع الحرص على عدم توجيه الاتهامات له.
ومن المهم إدارة مشاعر العدوانية لدى الطفل بتوجيهه نحو الأنشطة الإيجابية بدلاً من السلوكيات العدوانية، مثلاً؛ في حال أظهر الطفل علامات عدوانية، يمكن تشجيعه في اللحظة نفسها على تحضير وجبة خفيفة أو لعب لعبة مفضلة لديه.
ختاماً، لا داعٍ للقلق من غيرة الطفل تجاه المولود الجديد، حتى وإن تضمنت سلوكيات غير مرغوبة، فهذه طريقته الطبيعية للتعبير عن مشاعره، وغالباً ما ستنتهي تدريجياً عندما يعتاد على وجود أخيه الرضيع، ويبدأ بالتكيّف مع دوره كأخ أكبر.
لكن إذا استمرت سلوكيات الغيرة لدى الطفل بالتزايد أو لم تتحسن مع مرور الوقت، يفضل طلب المساعدة من أخصائي نفسي أو أسري لتقييم وضع الطفل بدقة، وتقديم أدوات فعّالة لدعمه في تحسين حالته العاطفية.
المراجع
[1] profiles.health.ny.gov, Welcome to Parenthood A Family Guide
[2] nct.org.uk, How to handle sibling jealousy with a newborn baby: 10 tips
[3] familylives.org.uk, Managing sibling jealousy
[4] petitjourney.com, New Baby: How To Avoid Sibling Jealousy
[5] babysensemonitors.com, 10 Empathetic Strategies for Managing New Baby Jealousy