جار التحميل...
تعتمد صناعة المحتوى الناجحة على القدرة على إيصال الأفكار بمهارة وأساليب بسيطة تجذب المتلقي، وتُحفّزه للعودة مرة أخرى للاطلاع على المزيد من المحتوى المعروض، لذا لا بدّ من تطوير مهارات صانع المحتوى ليتمكن من تعزيز ثقة الجمهور، وتقديم الأفضل في محتواه.
يجدر بكاتب المحتوى امتلاك قدرات تُمكّنه من التعبير عن محتواه بأسلوب مقنع وواضح، فهذه الخطوة الأهم في صناعة المحتوى، وبغض النظر عن المحتوى المراد مشاركته مع الآخرين سواء أكان مرئياً أم مسموعاً أم مقروءاً فإنه يتطلب تجهيزه مسبقاً وكتابته، ليُقدَّم بأفضل صورة، ومعرفة كيفية تقديمه بعد ذلك، وكلما حرص صانع المحتوى على تطوير هذه المهارة وصقلها زادت حرفيته في المهنة، وهذا يتطلب التدريب المستمر.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة تنويع الأشكال الكتابية، ما بين القدرة على كتابة مقالات، أو تقارير، أو نصوص إعلانية، أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو نصوص فيديو، إلى جانب ضرورة فهم كيفية كتابة محتوى يناسب المنصات المختلفة، مثل المدونات، والمواقع الإخبارية، ووسائل التواصل الاجتماعي.
تعدّ مهارة البحث والتحليل من المهارات الجوهريّة التي تجعل المحتوى يظهر بمصداقية وبجودة عالية، وهذا يعتمد على حرص صانع المحتوى على البحث المستمر؛ للحصول على المعلومات الدقيقة والموثوق بها لمحتواه من مصادر معتمدة، وتحليله للبيانات لفهم سياق المحتوى المطلوب، وما يحتاجه الجمهور بالفعل، وهذا ما يجعل محتواه حصرياً وليس تكراراً لأعمال الآخرين، وكلما زُوِّد المحتوى بحقائق وإثباتات كان أكثر إقناعاً للآخرين، فالبحث المستمر يُتيح فهم الفئة الموجّه لها المحتوى، وبالتالي تحفيزهم على متابعته.
تعد مهارة التواصل واحدة من أهم المهارات التي يحتاجها صانع المحتوى، وهي تتمثل بالقدرة على نقل الأفكار والمعلومات بوضوح وفعالية إلى الجمهور المستهدف، وكذلك التفاعل معهم بطريقة تٌعزّز المشاركة، واستخدام لغة بسيطة، تتناسب مع فهم الجمهور، وتجنّب استخدام المصطلحات المعقدة أو اللغة الصعبة.
إلى جانب ذلك يؤدي الجمهور المستهدف دوراً رئيسياً في تنمية موهبة صانع المحتوى، إذ إنّ النقد البناء، وإبداء الملاحظات عن المحتوى المقدم، وتفاعله معها، واستقبالها بصدر رحب، يُمكّنه من وضع يده على نقاط الضعف، والعمل على معالجتها لضمان نيل رضا الجمهور.
وقد اتجه العديد من صانعي المحتوى في الآونة الأخيرة إلى إتاحة طرق للتواصل بينهم وبين الجمهور، من خلال البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو طرح الأسئلة، أو عمل استطلاعات رأي، مع متابعتها باستمرار، ومتابعة التعليقات، والرسائل، والاستجابة لها بفعاليّة.
ولا بأس أيضاً في التواصل مع ذوي الخبرات في مجال صناعة المحتوى؛ للتعاون معهم والحصول على الدعم لتحقيق النجاح، وبالتالي القدرة على إقناع الجمهور المستهدف، ويتمثّل ذلك في حضور المؤتمرات المتخصصة في صناعة المحتوى، والمشاركة في ورشات العمل للوصول إلى الاحترافيّة في العمل.
صانع المحتوى الناجح يضع خطة مسبقة للعمل قبل البدء به، فالعشوائية في التقديم تُشتته هو والجمهور المستهدف، لذا فإنّ مهارة تنظيم العمل لتقديم المحتوى أساسية، ويمكن توثيق آلية العمل من خلال التقويم الأسبوعي أو الشهري، وتوزيع المهام المرتبطة بتجهيز المحتوى، ومراجعته، ونشره على أيام الأسبوع، بحيث يضمن الاستمرارية في الطرح، والتفاعل مع المتلقي بشكل متناسق، وهذه المهارة تحقق الاستقرار والموازنة ما بين الحياة المهنية والحياة الشخصية لصانع المحتوى.
في صناعة المحتوى أصبحت مواكبة التحول الرقمي الكبير والتطور الذي يشهده العالم أمراً لا بدّ منه، إذ ينبغي اكتساب مهارات المشاركة التقنية للمحتوى، فهذا حتماً يُساعد في البقاء ضمن وتيرة التقنيات والمنصات الإلكترونية الحديثة، ولا يمكن حصر المهارات التقنية في الوقت الحالي، فهي متغيّرة وبشكل سريع جداً، لذا فإنّ صانع المحتوى المحترف يتماشى مع عجلة التطور؛ ليبقى على تواصل دائم مع الجمهور، ويُقدّم محتواه بأفضل التقنيات.
تتمثل المهارات التقنية في الاطلاع على أحدث الأدوات المستخدمة في طرح المحتوى، والعمل بجدّ للتمكن من استخدامها بحرفية مثل أدوات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، وتقديم المحتوى باستخدام الوسائط المتعددة، كالصور، والفيديو، بالإضافة إلى ضرورة فهم خوارزميات العمل الرقمي ومواكبتها، ولا بأس في أخذ برامج تدريبية للتمكن من هذه المهارات باحترافية.
الإبداع مهارة أساسية لتحقيق النجاح في صناعة المحتوى، فهي نقطة التواصل ما بين صانع المحتوى والجمهور، فهذه المهارة تُساعد على تقديم أفكار جديدة ومبتكرة تجعل المحتوى جذاباً وفريداً من نوعه، والإبداع يكون في عدّة محاور، مثل الأسلوب في الطرح، وإضفاء الطابع الشخصي على المحتوى، وكذلك البحث عن التحديات التي تُواجه الجمهور المستهدف، والعمل على حلها.
يُساعد فضول صانع المحتوى على تنمية مهارة الإبداع، فبحثه الدائم ما وراء السطور وما وراء الصورة الظاهرة يُغذّي أفكاره، ويمنحه القدرة على تحفيز فكره الإبداعي، وبالتالي تقديم محتوى بأدوات وأساليب مختلفة ومتنوعة، ولا بدّ من المزج ما بين الفضول والشغف والانفتاح على التكنولوجيا، ولا بأس في التجربة الدائمة لمعرفة الصحيح من الخاطئ.
إنّ الفهم الواضح لآلية تسويق المحتوى من المهارات التي تُعزز عمل صانع المحتوى، فالترويج المبني على أسس سليمة حتماً يجلب النجاح، وهذا يتطلب التفكير والبحث لطرح المحتوى في الموقع الصحيح، فالمكان يُؤدي دوراً أساسياً في إيصال الأفكار للجمهور، ومن الطرق المستخدمة مؤخراً في تسويق المحتوى منصات التواصل الاجتماعي، والإعلانات الإلكترونية المدفوعة التي تظهر في كل مكان على الإنترنت، والبعض يُفضّل التسويق بالتواصل مباشرةً مع الجمهور.
تؤدي مؤشرات الأداء والتحليلات الرقمية دوراً أساسياً أيضاً في تسويق المحتوى، وتنمية هذه المهارة تتطلب من صانع المحتوى الفهم الصحيح لطرق تتبع الأداء، ومدى إمكانية وصوله للجمهور المستهدف، وهذا يعتمد كلياً على فهم خوارزميات البحث، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق هذه الغاية، بالإضافة إلى التركيز على الكلمات الرئيسية والمفتاحية.
المراجع
[1] pce.uw.edu, 5 Must-Have Content Creator Skills to Help Kickstart Your Career
[2] thinkremote.com, 9 Skills Every Content Creator Should Have in 2024
[3] thinkific.com, How To Become a Content Creator in 2024
[4] tealhq.com, Digital Creator Skills
[5] indeed.com, What Do You Need to Become a Content Creator? (Plus Skills)