جار التحميل...
وتتفاوت نسبة مشاركة الجهات المسؤولة في عملية صنع القرار مقارنةً بمشاركة أعضاء المجتمع، وفقاً للظروف المحددة لكل حالة، ومع ذلك تهدف جميع مستويات المشاركة الاجتماعية إلى تحقيق أقصى فائدة ممكنة للمجتمع.
تختلف القضايا المُراد مناقشتها في نوعها وطبيعتها، لذا فإنّ هناك عدّة أشكال من المشاركة المجتمعية التي تضمن تحقيق الهدف بأعلى كفاءة، ويُمكن تقسيمها من حيث نسبة مشاركة المجتمع المحلّي فيها كما يأتي:
يتمثّل هذا النوع من المشاركة باطّلاع أفراد المجتمع على القضايا التي حدثت أو سوف تحدث، إذ عادةً ما يجري في هذا الشكل توجيه المعلومات من قبل السلطات أو الجهات الإدارية، دون أن يكون هناك تفاعل متبادل بين تلك السلطات وأفراد المجتمع، لأسباب عدّة مثل عدم وجود حاجة للتفاعل، أو تلبية لتفضيلات الجمهور، ومن الأمثلة عليها: النشرات الإخبارية، التي تُستخدم لنقل المعلومات، دون إتاحة الفرصة لتقديم التعليقات من قبل المشاهدين.
ومع ذلك يمكن استخدام هذا الشكل كفرصة لعرض وجهات نظر أفراد المجتمع، مثل إجراء السلطات المعنيّة استطلاعات للرأي، وجمع المعلومات، أو التعليقات التي قدّمها الأفراد كردّ فعلٍ حول القضية المعروضة.
تُعدّ المشاركة في تقديم المعلومات واحدة من أشكال المشاركة المجتمعية، والتي تتضمّن إجابة الناس عن الأسئلة التي يطرحها عليهم الباحثون أو المسؤولون، والتي غالباً ما تكون على شكل استبيانات أو ما يُشابهها، وكذلك هناك المشاركة عن طريق الاستشارة، والتي تتضمّن استماع الجهات المعنية إلى وجهات نظر أفراد المجتمع، في كافة المسائل التي تهمهم.
ويهدف هذا الشكل من المشاركة الاجتماعية إلى فهم وجهات نظر أفراد المجتمع، واحتياجاتهم، ممّا يساعد الجهات المسؤولة في تحسين القرارات والتخطيط المستقبلي، حتى إذا لم يكن أفراد المجتمع جزءاً من عملية اتخاذ القرار بشكل مباشر.
وكمثال بارز على هذا الشكل من المشاركة المجتمعية، تتيح حكومة دولة الإمارات عبر موقعها الإلكتروني الرسمي منصة المشاركة الإلكترونية، والتي تسمح للجهات الحكومية المختلفة بطرح مشوراتها للجمهور، بهدف جمع آرائهم وتحليلها، ومشاركتهم في اتخاذ القرارات حول الخدمات والقضايا التي تهمهم.
في هذا النوع من المشاركة، يحوز أفراد المجتمع على مستويات أعلى من المشاركة في عملية صنع القرار، إذ يُشاركون في عملية تحليل وفهم المشاريع أو القضايا المستهدفة، وإنشاء خطط العمل وتطويرها، كما قد يُشاركون في تشكيل المؤسسات المحلية، أو دعم المؤسسات القائمة بالفعل.
ومن المبادرات البارزة للمشاركة المجتمعية في دولة الإمارات، مبادرة 50X50، والتي أطلقتها وزارة التربية والتعليم، وهيئات التعليم المحلية في عام 2020، لإتاحة الفرصة لـيُبدي 50 ألف طالب وطالبة من المدارس آراءهم للمساهمة في إعداد الخطة التنموية للدولة للخمسين عاماً المقبلة وتطويرها.
لتطبيق مفهوم المشاركة الإلكترونية، تسعى الجهات المسؤولة إلى إشراك المواطنين بشكل فعّال في صياغة السياسات والاستراتيجيات، ويمكن ذلك من خلال توفير المنصات الإلكترونية، مثل المنتديات، والمشورات، واستطلاعات الرأي، كوسيلة لتعبير المواطنين عن آرائهم ومقترحاتهم، وإتاحة الفرصة لهم للتأثير بشكل مباشر في عملية اتخاذ القرار، بالإضافة إلى ضمان تماشي السياسات والاستراتيجيات المُتّخذة مع احتياجات وتطلعات المجتمع.
المراجع
[1] u.ae, Community and public engagement
[2] middlepatheco.com, Understanding Community Participation
[3] planningtank.com, Community Participation | Types, Process & Facilitation
[4] socialcapitalresearch.com, Definition of Participation
[5] fao.org, Introducing Participatory Approaches, Methods and Tools