مهارات التحدث أمام الجمهور ونصائح لإتقانها

مهارات التحدُّث أمام الجمهور

تُمثِّل مهارات التحدُّث أمام الجمهور الاستراتيجيات التي يستخدمها المُتحدِّث لإيصال أفكاره ورسائله بفعاليّة إلى الجمهور، وفي ما يلي توضيح أهمّ هذه المهارات:

مهارة كتابة الخطاب

تعني كتابة الخطاب إعداد الرسالة التي سيقدِّمها المُتحدِّث أمام الجمهور شفهياً، وامتلاك هذه المهارة أمر مهمّ لإعداد خطاب فعّال؛ كي يُحقِّق الأهداف، ويجذب الجمهور، ويتضمَّن الخطاب الفعّال ثلاثة أمور أساسية؛ أوّلها تحديد هيكل الخطاب وتنظيمه؛ فمن خلال كتابته بعناية، وتحديد الفكرة الرئيسية، والنقاط المهمّة يضمن المتحدِّث أمام الجمهور أن يسرد أفكاره بترتيب منطقي.

ويتمثَّل ثانيها باستخدام لغة واضحة ومُوجزة تُوضِّح الفكرة بأقلّ الكلمات، وبلغة بسيطة وسهلة تضمن أن يفهمها الجمهور من كافّة الفئات، وثالثها بدء الخطاب بافتتاحية تضمن إثارة اهتمام الجمهور، وإنهائه بخاتمة قويّة تُلخِّص الخطاب.

مهارة التنوُّع الصوتي

تُمثِّل هذه المهارة قدرة المُتحدِّث على تغيير مستوى صوته ونبرته وسرعته حسب الحاجة أثناء التحدُّث أمام الجمهور؛ للحفاظ على جذب اهتمامهم، وإيصال المشاعر، والتركيز على النِّقاط المهمّة؛ فالتحدُّث أمام الجمهور تجربة سمعيّة، والتنوُّع الصوتي فيها أساس مهمّ في توفير تجربة مُميّزة للجمهور.

التحكُّم في لغة الجسد

يُعَدّ استخدام مهارات التواصل غير اللفظية، وأهمّها وضعيّة الجسم والإيماءات عند التحدُّث أمام الجمهور، أمراً مهمّاً؛ فذلك دور مهمّ في جذب الجمهور؛ ومن ذلك الوقوف باعتدال واستقامة، ممّا يُعطي انطباعاً للجمهور بأنّ المُتحدِّث يتمتَّع بالثقة العالية بالنفس، كما أنّ حركات اليد والجسم والملامح أثناء تقديم الخطاب تساعد على إيصال المشاعر، ولفت انتباه الجمهور، والتركيز على بعض النِّقاط، مع الحرص على استخدامها بعناية؛ حتى لا يتشتَّت انتباه الجمهور بحركات لا فائدة منها.

مهارة التأثير والإقناع

لا بُدّ من التمتُّع بمهارة الإقناع والتأثير عند التحدُّث أمام الجمهور، وخاصَّة في الخطابات التي تتطلَّب ذلك عبر تقديم الحُجج والبراهين المُقنِعة التي تُؤثِّر في آراء الآخرين أو أفكارهم أو مشاعرهم لتحقيق النتائج المَرجُوّة.

التمتّع بالحضور الجيد

يشير الحضور الجيّد إلى امتلاك الشخص عِدَّة صفات، ومنها: الثقة بالنفس، والقدرة على التواصل البصري، والمظهر الاحترافي، وهذه الصفات من شأنها جذب انتباه الجمهور إلى المُتحدِّث وتأكيد حضوره؛ فالثقة أساس النجاح في التحدُّث أمام الجمهور، والتواصل البصري يؤكِّد حضور المُتحدِّث.

مهارة إعداد وسائل المساعدة البصرية

تتضمَّن هذه المهارة القدرة على استخدام مقاطع الفيديو، والعروض التقديمية، أو أيّ وسيلة بصرية أخرى بشكل استراتيجيّ؛ لتساعد الجمهور على فهم الخطاب بصورة أفضل، وتبسيط المعلومات المُعقَّدة من خلال التأثير البصري؛ إذ يُقدِّم المُتحدِّث خلالها صوراً توضيحية، أو رسوماً بيانية مع الحرص على عدم تقديم نصوص كثيرة أو طويلة للقراءة؛ لأنَّها تُشتِّت انتباه الجمهور.

نصائح لإتقان مهارات التحدُّث أمام الجمهور

على الرغم من أنّ البعض قد يجِد صعوبة في تطبيق مهارات التحدُّث أمام الجمهور، إلّا أنّ من المهمّ معرفة أنّ إتقان هذه المهارات ممكن للجميع، وفي ما يأتي بعض النصائح:

التدريب والممارسة

لإتقان التحدُّث أمام الجمهور، يجب التدرُّب جيّداً على الخطاب، فحتى أكبر المُحترِفين في هذا المجال من ذوي الكاريزما يتدرَّبون على خطاباتهم قبل إلقائها أمام الجمهور؛ إذ يهدف هذا التدريب إلى تنظيم المعلومات بوضوح وتماسُك، وتحسين أسلوب الإلقاء والجوانب المرتبطة به جميعها.

يمكن أن يتدرَّب المُتحدِّث وحده مع تخيُّله وجود جمهور وهمي، كما يمكن الاستعانة بصديق، أو فرد من العائلة؛ ليشاهد التدريبات، ويُقدِّم الملاحظات المفيدة، كما يمكن تسجيل التدريب بمقطع فيديو، أو مقطع صوتي؛ لمراجعتها لاحقاً، ممّا يساعد في التركيز على نقاط الضعف.

معرفة الجمهور ونوع الحدث

قبل التحدُّث أمام الجمهور، لا بُدّ من معرفة الجمهور المُستهدَف جيّداً؛ لتصميم الخطاب بما يتناسب معه، مثل: اختيار المعلومات التي تُفيده، ومستوى الكلمات المناسب، ومعرفة نوع الحَدَث؛ إذ إنّ ذلك يُؤثّر في أسلوب كتابة الخطاب، وفي وسائل المساعدة البصريّة المُستخدَمة؛ فالتحدُّث أمام جمهور في حفل تكريم رسمي يختلف عن التحدُّث أمام الزملاء في القاعة الصفّية.

التعلم من المُتحدِّثين المحترفين

تساعد مشاهدة مقاطع الفيديو أو حضور الندوات والدورات الخاصَّة بالمُتحدِّثين المحترفين في إتقان مهارات التحدُّث أمام الجمهور؛ إذ من خلال ذلك، يمكن ملاحظة لغة أجسادهم ومحاولة محاكاتها، أو كيفية ضبطهم تنوُّع إيقاع أصواتهم، ومتى يمكن إدخال الفُكاهة في صلب الحديث بأسلوب مناسب وفَعّال يجذب الجمهور، وغيرها من الأمور التي يمكن تعلُّمها منهم.

ممارسة التنفس 

يؤثّر القلق والتوتُّر الزائدَين سلباً في طريقة التحدُّث أمام الجمهور، حتى لو كان المُتحدِّث مُتمرِّساً في المهارات اللازمة جميعها، وللمساعدة على تقليل الشعور بهما، يمكن ممارسة التنفُّس العميق قبل إلقاء الخطاب بعِدَّة دقائق؛ بإغلاق العينَين، واستنشاق الهواء بعُمق وإخراجه أكثر من مرّة إلى أن يشعر المُتحدِّث بالهدوء، وأنّ بإمكانه الخروج والتحدُّث إلى الجمهور.

وفي الختام، يجدر بالذِّكر أنّ مهارات التحدُّث أمام الجمهور مفيدة كثيراً في تقوية الشخصية، فهي تدخل ضمن نطاق تطوير الذات، كما وتُحسِّن مهارات التواصل عند الفرد، وتُعزِّز ثقته بنفسه، وتزيد قدرته على التأثير والإقناع، وتفتح له فرصاً وظيفية واسعة. 

المراجع

[1] unbiasys.com, 11 Public Speaking Skills For Students
[2] theknowledgeacademy.com, What are Public Speaking Skills?
[3] coursera.org, 10 Tips to Improve Your Public Speaking Skills
[4] bestcolleges.com, 10 Ways to Improve Your Public Speaking Skills
[5] saintleo.edu, 9 Tips to Improve Your Public Speaking Skills