جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لغة غير مسموعة

مفهوم التواصل غير اللفظي وأهم أدواته: وسيلة لتعزيز فهم الآخرين

21 أكتوبر 2024 / 12:23 PM
مفهوم التواصل غير اللفظي وأهم أدواته_ وسيلة لتعزيز فهم الآخرين
download-img
يُعَدّ التواصل الفَعّال بين الأفراد وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وهو يسهم في بناء العلاقات المتينة على المُستوَيَين؛ الشخصي، والمهني، وتنقسم أساليب التواصل عموماً إلى تواصُل لفظي؛ وهو المنطوق المُتعارَف عليه، وتواصُل غير لفظي؛ وهو التواصُل غير المنطوق.

ما المقصود بالتواصل غير اللفظي؟ وكيف يُجرَى؟


ما المقصود بالتواصل غير اللفظي؟

يمكن تعريف التواصل غير اللفظي "Nonverbal Communication" بأنَّه وسيلة يستخدمها الأفراد لتبادل المعلومات فيما بينهم دون استعمال كلمات منطوقة، ويُقسَم هذا النوع من التواصل إلى أقسام عِدَّة؛ تبعاً للطريقة التي يعتمد عليها الشخص في إيصال رسالته أو معلومته؛ فقد يكون التواصل بصرياً، أو سمعياً، أو باللَّمس، ومن أمثلته التعابير التي تظهر على الوجه، والإيماءات، والتواصُل بالعيون، وغيرها.


ويمكن القول إنّ أيّ سلوك يجري من خلاله إيصال فكرة مُحدَّدة دون التفوُّه بلفظ من الألفاظ بغضّ النظر عن كونه مقصوداً أم لا، يندرج تحت ما يُعرَف بالتواصُل غير اللفظي، وهو مهارة لا بُدّ من تطويرها جيّداً، والتحكُّم فيها؛ بإظهارها في الموقف المناسب، إلى جانب تطوير مهارة استقبالها أيضاً؛ لفهم مشاعر الآخرين، أو المعلومات التي يرغبون في إيصالها.


ويسهم التواصل غير اللفظي الفعّال في تحقيق عدد من الفوائد، ومنها: تعزيز فهم الرسائل اللفظية وتوضيحها، وتعزيز الشعور بامتلاك بعض الصِّفات الشخصية؛ كإظهار الثِّقة العالية بالنفس عبر هيئة الجلوس بدلاً من إخبار الناس بذلك مُباشَرة، إضافة إلى التمكُّن من قراءة أفكار الآخرين، وتحديد مشاعرهم؛ ممّا يجعل الشخص أكثر ذكاء من الناحية الاجتماعية.


ما هي أهم أدوات التواصل غير اللفظي؟

تَنُصّ القاعدة التي تُعرَف بقاعدة (7- 38- 55)، والتي وضعها ألبرت محرابيان أستاذ علم النفس، على أنَّ التواصل يعتمد على الألفاظ والكلمات بنِسبة لا تتجاوز 7%، وعلى نبرة الصوت بنسبة 38%، بينما تُشكِّل نسبة الاعتماد على أدوات التواصل غير اللفظي؛ كلغة الجسد، والإيماءات ما نسبته 55%، وهي النِّسبة الأعلى؛ ممّا يُعطي إشارة واضحة إلى ضرورة الاهتمام بهذا الجانب، والتعرُّف إلى أدواته المُتعدِّدة، وهي على النحو الآتي:


تعابير الوجه: تُخبر بالكثير

تُعَدّ ملامح الوجه وتعبيراته أوّل ما يلفت الانتباه عند التواصل بين الأشخاص، ولا شكّ في أنّ التعابير التي تظهر عليه تكون مُحمَّلة بالكثير من الرسائل والمشاعر؛ فقد تُشير إلى الرِّضا، أو الرفض، أو الفرح، أو الحزن، وغيرها من المشاعر؛ فرفع الشخص حاجبه مثلاً أثناء حواره مع غيره يوصِل رسالة مفادها أنَّه مُندهِش من حديثه، أو أنَّه اكتشف محاولاته لإخفاء حقيقة ما.


التواصل البصري: يعني الاهتمام

تُعَدّ العيون مفاتيح التواصل غير اللفظي الفَعّال؛ فمن خلالها يمكن إرسال العديد من الرسائل، ويمكن أيضاً قراءة العديد من الأفكار، وعموماً، يعكس التواصل البصري مدى الاهتمام بالطرف المقابل والانتباه إليه؛ فكُلّما كان الشخص مُهتَمّاً بالحديث ومُنتبِهاً إليه، كان أكثر مَيلاً إلى النظر في عينَي الطرف الآخر لمُدَّة أطول.


ويمكن أيضاً تمييز الابتسامة المُزيَّفة بالتواصل البصري، إضافة إلى إمكانيَّة إثارة الشخص المُقابل، أو إرسال إشارات مليئة بالتهديد؛ عبر التحديق المُباشر إلى عينَيه؛ ممّا قد يُشعِره بالخوف، أو الانزعاج.


نبرة الصوت: تكشف خبايا النفس

لا تُعَدّ الكلمات بحَدّ ذاتها مُهِمّة في هذا السِّياق؛ فليس ما يُنطَق هو المهمّ هنا، بل كيف يُنطَق؛ لأنّ من شأن نبرة الصوت أن تكشف خبايا النفس أحياناً، كما أنّ الجملة ذاتها يمكن أن تُنطَق بأكثر من طريقة لتُعطي أكثر من معنى؛ إذ قد تدلّ على الحماس إذا نُطِقَت بنبرة عالية، بينما قد تدلّ على انعدام الاهتمام إن نُطِقت بنبرة منخفضة، علماً بأنّ هناك بعض الأصوات التي تُسهم في إيصال مشاعر مُحدَّدة؛ كالسُّخرية، أو الانبهار، مثل: "آآه"، أو "أوه".


الإيماءات: بديل جيّد للكلمات

تؤدّي الإيماءات دوراً كبيراً في التواصل بين الأشخاص، والتعبير عن مجموعة من المشاعر تعبيراً أكثر دِقَّة وفاعلية، وتعزيز التفاعل مع الآخرين؛ إذ يمكن من خلال حركة لا إرادية سريعة باليَد مثلاً إيصال رسالة مُحدَّدة، ويمكن لإيماءة بالرأس أن تدلّ على الموافقة أو الرفض بما يُمثِّل بديلاً للكلمات: "نعم"، أو "لا".


وتجدر الإشارة إلى انّه لا بُدّ من الحذر عند استخدام الإيماءات؛ فمعانيها تختلف أحياناً باختلاف الثقافات، ومن أمثلة ذلك حركة قبضة اليد مع رفع الإبهام المُتعارَف عليها بأنّها تعني الموافقة أو التأييد، والتي تُعَدّ حركة مُسيئة في مناطق مُعيَّنة.


لغة الجسد: مليئة بالرسائل

تُعَدّ لغة الجسد شكلاً من أشكال التواصل غير اللفظي، وواحدة من أدواته، تعتمد على الحركات ووضعيات الجسم المختلفة؛ للتعبير عن المشاعر والأفكار والمواقف دون استخدام الكلمات؛ كتحريك الرأس، أو هيئة الوقوف، أو المَشي، وهي تُعَدّ وسيلة فعّالة في التواصل؛ لأنَّها تُسهم في نقل المعلومات فوراً وبدِقَّة، وتُعبّر عن النوايا والمشاعر بصورة غير مُباشِرة.


وفهم هذه اللغة من المهارات التي تُمكِّن صاحبها من اكتشاف المشاعر التي يحاول شخص ما إقناع الآخرين بها مع مشاعره الحقيقية؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تُحدِّد وضعية الجلوس درجة الثقة بالنفس؛ فالجلوس بيدَين وقدمَين مُتشابِكتَين قد يعكس مشاعر القلق وعدم الراحة.


ومن الحركات الشائعة أيضاً لدى الرؤساء والمدراء، مُلامَسة كلّ إصبع من أصابع اليد لنظيره في اليد الأخرى مع إبعاد باطن الكفَّين بعضهما عن بعض؛ ممّا يدلّ على السُّلطة، وتحمُّل المسؤولية.


التواصل باللمس: سحر مُؤثِّر أحياناً

التواصل باللَّمس سلوك مُهِمّ في التواصل غير اللفظي؛ إذ يمكن استخدامه للتعبير عن المَودَّة، والأُلفة، والتعاطف، وغيرها؛ تبعاً لطبيعة الموقف، والأسلوب الذي يجري به؛ فعلى سبيل المثال، يُعَدّ التربيت على الكتف من طُرُق إظهار الحُبّ والتعاطُف الوجداني، بينما يُعَدّ الصَّفع دليلاً على الغضب والاستياء.


الشكل والمظهر: يعكس الجوهر أحياناً

يؤدّي المظهر الخارجي للشخص وشكله دوراً كبيراً في إعطاء انطباع أوّلي عنه، وكيفية تلقّي الرسائل والمعلومات عنه، والتفاعُل معه؛ فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى إصدار الأحكام السريعة عادةً بناءً على أمور بسيطة ودقيقة، بما في ذلك الملابس، وتسريحة الشَّعر، واختيار الإكسسوارات، وغيرها.


فعلى سبيل المثال، قد يُوصَف الشخص الذي يرتدي ملابس رسميَّة أو أنيقة بأنَّه مُنظَّم ومُرتَّب في حياته بصورة عامَّة، بينما قد يُوصَف عكسه بأنَّه أقلّ تنظيماً.


التواصل الرقمي: يُلغي الكثير

اجتاح التواصل الرقمي العالم بصورة كبيرة في الوقت الحالي، وعلى الرغم من فوائده الجَمَّة، فإنَّه ألغى الكثير من الجوانب المُفيدة لفهم الرسائل المنقولة؛ كتعابير الوجه، وغيرها؛ إذ يكون التواصل بهذه الطريقة عادةً عبر الكتابة.


وللتغلُّب على هذه المشكلة، أو تخفيفها على الأقلّ، يمكن الاستعانة ببعض الإشارات أو الرموز التعبيرية التي تُظهر المشاعر بصورة بسيطة؛ كالوجه الضاحك أو الباكي، ويمكن أيضاً استخدام الكاميرا كثيراً أثناء التواصُل؛ لإيصال تعابير الوجه الحقيقية.


المساحة الشخصية: تعكس مدى الأُلفة مع المحيط

تعكس المساحة الشخصية التي يفرضها الأشخاص رسالة مُعيَّنة حول مدى الراحة والتقارب النفسي مع البيئة المحيطة بهم؛ فجلوس صديقَين مُقرَّبَين معاً دون ترك مسافات كبيرة يختلف عن جلوس شخصَين تربطهما علاقة رسميَّة.


ورُبّما يُلاحَظ بالفعل أنّ الشخص يقترب مكانيّاً من الآخرين عند شُعوره بالأُلفة، بينما يبقى بعيداً عند تعامُله مع أشخاص لا يرتاح معهم؛ فالوَشوَشة مثلاً تتضمَّن اقتراب شخصَين اقتراباً واضحاً بعضهما من بعض، وهذا لا يكون إلّا نتيجة رابطة وثيقة تجمع بينهما، مع التأكيد على أنّ ذلك قد يختلف باختلاف الأعراف العامَّة في الثقافات المختلفة.

 

المراجع


[1] verywellmind.com, Types of Nonverbal Communication
[2] helpguide.org, Body Language and Nonverbal Communication
[3] zoetalentsolutions.com, THE IMPORTANCE OF NONVERBAL COMMUNICATION SKILLS [101 GUIDE]
[4] psychologytoday.com, 4 Secrets of Nonverbal Eye Contact
[5] indeed.com, 9 Types of Nonverbal Communication and How To Understand Them


October 21, 2024 / 12:23 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.