جار التحميل...
وبفضل الطموح، يُمكن تعلُّم مهارات جديدة دائماً، وتحسين النفس باستمرار، وعدم الاستسلام لدى كلّ مشكلةٍ أو خَيبة أملٍ؛ فلا مَفرَّ من الشعور بالفشل في كثيرٍ من المساعي، إلّا أنّ المُهِمّ رَدّ الفعل تجاهها، فأصحاب الشخصية الطموحة ينظرون إلى ما بعد المشاكل دائماً؛ بالتفكير في خُطَطٍ بديلةٍ ومَرِنةٍ أكثر، وفيما يأتي أهمّ النصائح لتكوين شخصيةٍ طموحةٍ:
يبدأ الطموح من الداخل؛ أي بعد التعرُّف إلى النفس، وتحديد الأهداف الصحيحة المناسبة لها، وبعد فهم الدوافع والقِيَم، والمشاعر الشخصية، حينها سيكون اتِّخاذ القرارات أسهل، والاستمرار عليها مضموناً حتى بعد حدوث أيّ مشكلة.
ويُمكن تحديد الدوافع؛ بالتأمُّل الذاتي، والإجابة عن الأسئلة العميقة، مثل: ما الذي يجعلني سعيداً حقاً؟، أو ما نوعية الحياة التي أرغب في الوصول إليها مستقبلاً؟، أو ما هي قِيَمي، ومهاراتي، وقدراتي؟، أو كيف يُمكنني توجيهها والاستفادة منها على نحوٍ صحيح؟، وما إلى ذلك من أسئلة تُعمِّق معرفة الفرد بنفسه، ولا مانع من طلب المساعدة من شخصٍ موثوق أيضاً.
لا شكَّ في أنَّ السَّعي المُبالَغ فيه نحو الكمال قد يُفضي إلى نتائج عكسيَّة، ممّا يُؤدّي إلى الشعور بالاكتئاب، وفقدان الدافعية في كثيرٍ من الأحيان، وهذا يعني أنّ الأهداف المنطقية والواقعية ذات أثر كبير في استمرارية السَّعي إليها.
ولذلك، لا بُدّ من مراعاة عِدَّة أمور عند تحديد الأهداف، بما في ذلك إمكانيَّة تكوين رؤية عامَّة حول النتيجة النهائية لها قبل البدء بتنفيذها، وتقسيم الهدف الواحد إلى سلسلةٍ من المهمّات الصغيرة التي تُؤدّي حَتماً إلى الهدف الكبير، وأن تكون قابلةً للقياس والمُتابَعة؛ بحيث يُمكن تقسيمها ضمن فترة زمنية مُحدَّدة، ولها موعد نهائيّ، بالإضافة إلى مراعاتها المهارات، والقدرات، والموارد الحالية، وكيفية استغلالها على أكمل وجه، وبطريقة تخدم الطموحات الحياتية فيما بعد.
وإلى جانب ما سبق، لا بُدّ من تقبُّل النقد الذاتي والابتعاد قدر المُستطاع عن القسوة تجاه النفس، وعدم الاعتقاد بأنَّ الخطأ في تنفيذ أمرٍ ما معناه الفشل في التخطيط والتنفيذ برمَّته؛ لأنَّ الشعور بالذنب يمنع الاحتفال بالإنجازات، ويُركِّز على الأخطاء فقط.
السَّعي نحو الطموحات والأهداف يعني إنجاز العمل المطلوب على أكمل وجه، وبذل الجهد، والمثابرة دون هدر الطاقة على المُشتِّتات، مثل: الخوف من الفشل، أو الاستماع لآراء الأشخاص السلبِيِّين؛ لأنَّ الأفكار السلبيَّة تُثقِل الكاهل جسديّاً وعقليّاً، وتُعيق التقدُّم والإنجاز، لذا من المهمّ معرفة كيفية التعامل مع هذه الأفكار؛ من خلال تدوين قائمة بالمُميِّزات الشخصية الإيجابية، والإنجازات السابقة، وتذكير النفس بها بين الحين والآخر، وتجنُّب الجدال مع الأشخاص السلبِيِّين، وعدم السماح لسلبيَّتهم بالتشكيك في فاعلية الأهداف، أو جدِّيّة الطموحات، والإيمان، وتعزيز الثقة بالنفس بالقرارات اليومية.
كما أنَّ المُضِيّ قُدُماً يعني الاستمرار في السَّعي الدؤوب، وتجاوز مشاعر القلق، والاكتئاب، والإرهاق، والبؤس، والخوف، وكذلك التقدُّم دون تردُّد، والحرص على اتّخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، وتجنُّب إضاعة الفرص.
النموّ وتطوير المهارات رغبة فطرية لدى الجميع، وهي التي تُغذّي الطموح، وتدفع صاحبها إلى النجاح في الحياة الشخصية والمهنية؛ من خلال الشعور بعدم الرضا عن الوضع الحالي، والتمسُّك بعقلية التطوُّر، والبحث عن فُرَصٍ للنُّمُوّ، واعتبار تحقيق الأهداف الحالية دافعاً لمزيد من التقدُّم، كما أنّ التواجد في بيئةٍ داعمةٍ تقدّم النقد البنّاء، بعيداً عن المُتَمَلِّقِين، أو أصحاب الآراء الهَدّامة، أمر مهمّ جِدّاً؛ للتشجيع على التفكير في أشياء جديدة، ممّا يعني التطوُّر الدائم.
بالإضافة إلى أهمية تقدير الإنجازات والشعور بالفخر بها مهما كانت صغيرة؛ لأنَّها كانت قد احتاجت بالتأكيد عملاً مُضنِياً، مع الحرص على التعامل بيقظة تجاه مشاعر الافتخار في الوقت نفسه؛ لأنَّها يمكن أن تُؤثِّر في طريقة التفكير فتنقلب إلى مشاعر تكبُّر وغرور تُعيق النمو مُستَقبَلاً، وبدلاً من ذلك، يجب الحرص على التواضع، وتقييم عوامل النجاح بموضوعية، ومعرفة أنَّ هناك دائماً ما يُمكِن تعلُّمه وإنجازه.
وفي الختام، يُعَدّ الطموح كمثل الكثير من الصفات الإيجابية؛ يُمكن اكتسابه وتطويره باتِّباع عادات وأنماط تفكير مختلفة، ومع ذلك يُمكن أن يختفي أحياناً؛ نتيجةً لتراكم الخسارات والضغوطات المُتَتالِية، أو الشكّ في النفس وقدرتها على النجاح، أو حتى عدم الشعور باليقين تجاه المستقبل، ممّا يُؤثّر سلباً في الحالة النفسية، ويُعيق التقدُّم في الحياة، ويعرقل بلوغ الطموحات والأحلام المَرجُوَّة.
وهنا، لا بُدَّ من التذكُّر دائماً أنَّ مع السَّعي والمُثابَرة يُمكن تحقيق أيّ شيء، وأنَّ فقدان الشغف والطموح أمرٌ وارد، ويُمكن مواجهته بالاستراتيجيات المُوضَّحة أعلاه، كما يجب عدم التردُّد في استشارة أحد المُختَصِّين النفسِيِّين عند الحاجة.
المراجع
[1] betterup.com, Learn how to be ambitious: 5 tips to focus on the goals that matter
[2] fastercapital.com, Ambition: Fueling Ambition: The Role of Self Interest in Achieving Success
[3] candyarrington.com, 7 Obstacles to Moving Forward
[4] betterhelp.com, 27 Ways To Overcome Lack Of Ambition
[5] wondermind.com, 8 Ways to Get Psyched About Life Again