فوائد تنظيم الوقت واستثماره في حياة الشباب

ومهارة تنظيم الوقت هي مفتاح النجاح والإنجاز في مختلف المجالات، وهي ضرورية في حياة الأفراد جميعهم، وخاصة الشباب؛ لأنّهم في مرحلةٍ عمرية تتميّز بالطاقة والحيوية والرغبة في تحقيق الأهداف والإنجاز في الحياة، ولأنّهم يُشكلون الثروة الحقيقية لأيّ مجتمع والقوة العاملة والمُنتجة فيه، إلا أنهم قد يواجهون بعض التحديات في تنظيم وقتهم بشكل فعّال، ممّا يؤثر في قدرتهم على تحقيق أقصى استفادة من إمكاناتهم، وبلوغ أهدافهم.  

وبناء على ما سبق، فإنَّ تنظيم الوقتِ يساعد الشبابَ في استغلال طاقاتهم وإمكاناتهم بشكلٍ أفضل، وبلوغ أهدافهم وبالتالي تحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة؛ بما في ذلك الدراسة، والعمل، والعلاقات الاجتماعية، وتطوير الذات، والحياة الشخصية، ممّا يمنحهم شعوراً أفضل بالرضا عن الذات، ويُعزِّز من ثقتهم بأنفسهم، وللتعرُّف أكثر إلى فوائد تنظيم الوقت لهذه الفئة تحديداً، يمكن الاطِّلاع على ما يأتي:

تحسين الإنتاجية والكفاءة

عند تحديد الأهداف بوضوح، وترتيب الأولويات من الأكثر إلى الأقلّ أهمية، مع تجنُّب إضاعة الوقت قدر الإمكان، يُمكن استثمار الوقت بشكلٍ فعّال، وإنجاز عددٍ أكبر من المهامّ في وقتٍ أقلّ، وبالتالي إنهاء المهامّ أو المشاريع بسرعةٍ، وتحسين الإنتاجية في مختلف جوانب الحياة. 

ومن أفضل التقنيات الحديثة التي تُساعد على تنظيم الوقت، وتحسين الإنتاجية، بالإضافة إلى المحافظة على التركيز دون الشعور بالتعب أو الإرهاق، تقنية بومودورو (Pomodoro)، وتُعرَف أيضاً ب"تقنية الطماطم"؛ وهي تقنية تعتمد على تقسيم وقت العمل على المهمة الواحدة إلى فتراتٍ زمنية مُحدَّدة، مُدَّة كلٍّ منها 25 دقيقة للتركيز على العمل فقط، تفصل بينها فترات راحة قصيرة تتراوح بين دقيقتين إلى خمس دقائق، ويُمكن القيام بذلك باستخدام مُؤقِّت ساعة الهاتف مثلاً، أو أحد التطبيقات المُخصَّصة لهذه التقنية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه التقنية يمكن استخدامها لتنظيم مختلف أنواع المهامّ التي تتطلَّب بعض الوقت لإنجازها، أمّا بالنسبة لتسميتها ب"تقنية الطماطم" أو "تقنية البندورة"؛ فتعود إلى شكل المُنبِّه الذي كان يشبه حبَّة الطماطم المُستَديرة والحمراء، والذي استخدمه مُبتكِر هذه التقنية، الإيطاليّ "فرانشيسكو سيريلو".

تحقيق الأهداف والنجاح في الحياة

يُمكن تحقيق الأهداف والطموحات المَرجُوَّة، وبلوغها بأسرع طريقة وأكثرها كفاءة عند وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس والتحقيق في فترةٍ زمنية مُحدَّدة، وإدارة الوقت بفاعلية لإنجازها، ويتطلَّب ذلك ترتيب المهامّ بحسب أهمِّيَّتها، ومدى تأثيرها على تحقيق الأهداف، وتخصيص وقت للتركيز العميق والعمل على هدفٍ واحد في كلِّ مرَّة بعيداً عن أيّة مُشتِّتات، مع الالتزام بالمواعيد النهائية المُحدَّدة للإنجاز. 

فعلى سبيل المثال، إن كان الهدف المُراد إنجازه هو الحصول على درجاتٍ عالية في الجامعة، حينها يمكن الاستفادة من تنظيم الوقت لتحقيق هذا الهدف؛ بوضع جدول زمنيّ للدراسة، يُخصَّص فيه وقت مُحدَّد لكلّ مادَّة، مع التركيز على الموادّ الأكثر صعوبة أوّلاً، والابتعاد عن أيَّة مُشتِّتات أثناء الدراسة؛ كاستخدام الهاتف المحمول، ووسائل التواصل الاجتماعيّ.

العيش بهدوء بعيداً عن التوتر والقلق

لا شكّ في أنَّ سوء إدارة الوقت أحد أهمّ العوامل المُسبِّبة للضغط والتوتر في حياة الشباب؛ فالتسويف، والمُماطَلة، وتفويت المواعيد النهائية، والاندفاع في إنجاز المهامّ في اللحظات الأخيرة، كُلّها سلوكات تُولِّد مشاعر القلق والضغط النفسيّ، وعلى العكس من ذلك، فإنَّ إدارة الوقت بفعالية تُتيح التخطيط المُسبَق للمهامّ، وتنظيمها بشكلٍ فعّال، والالتزام بالمواعيد النهائيَّة، ممّا يُساعد على إنجاز المهامّ بهدوءٍ وتنظيم، وبالتالي التقليل من التوتُّر والقلق، وتحسين الصحَّة النفسيَّة، وجودة الحياة بشكلٍ عامّ.  

فعلى سبيل المثال، إن كانت هناك مُعاناة من تراكُم الواجبات الدراسيَّة، وشعور بالضغط ناتج عن ذلك، فيُمكن من خلال تنظيم الوقت وضع خُطَّة دراسيَّة، وتخصيص وقت لإنجاز الواجبات بهدوءٍ على دفعات، أو إن كانت المُعاناة تتلخَّص في كثرة الأعمال والمسؤوليات المنزلية، والشعور الدائم بالتوتُّر والتعب، فحينها يُمكن وضع جدول زمنيّ مُحدَّد لإنجاز عدد من هذه المهامّ كلّ يوم بصورة مُنظَّمة ودون توتُّر.

تحقيق التوازن بين العمل والرّاحة 

لا شكَّ في أنَّ الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة والترفيه لا يقلّ أهمِّية عن الدراسة، والعمل، والإنجاز في حياة الشباب، ومن خلال تنظيم الوقت، وتحديد الأولويات، ووضع جدول زمنيّ فعّال، يُمكن تحقيق التوازن بين الجانبين، وتخصيص الوقت المناسب لإنجاز وإتمام المهامّ المطلوبة، دون إهمال وقت الراحة والترفيه؛ إذ يُحافظ هذا التوازن على الصِّحَّة الجسدية، والنفسية، ويُجدِّد الطاقة، ويزيد الإنتاجيَّة دون الشعور بالإجهاد. 

فعلى سبيل المثال، يُمكن تخصيص يوم واحد في الأسبوع لقضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء بعيداً عن أيّة التزاماتٍ أخرى، أو تخصيص وقت في نهاية كلّ يوم مُتعِب للراحة والاسترخاء بقراءة كتابٍ مُفضَّل، أو مشاهدة فيلم أو برنامج وثائقيّ ممتع، أو الالتزام بممارسة الرياضة خمس مرات في الأسبوع، حتى مع وجود مَشاغل والتزاماتٍ أخرى خلال اليوم.

اتِّخاذ القرارات بشكلٍ أفضل وأكثر صواباً

إدارة الشابّ وقته بشكلٍ جيّد، تُمكِّنه من اتِّخاذ قراراتٍ مدروسة، بعيداً عن الاندفاع والتهوُّر؛ فإدارة الوقت تمنح المساحة والوقت الكافيَين للتفكير في جميع الخيارات والاحتمالات المُتاحة قبل اتِّخاذ القرار، إلى جانب تقييم الإيجابيات والسلبيات بهدوءٍ ورَوِيّة، وبالتالي اتِّخاذ قراراتٍ فعّالة وصائبة، على الصعيدين: الشخصيّ، أو المهنيّ.

تعزيز الثقة بالنفس والانضباط الذاتي

في كل مرّة يستثمر فيها الشابّ وقته، ويُديره بشكلٍ فعّال؛ لتحقيق الأهداف، وتحمُّل مسؤولية إتمام المهامّ في الموعد المُحدَّد، يتولَّد في داخله شعور عميق بالإنجاز والرضا، ممّا يُعزِّز لديه الانضباط الذاتيّ، واحترام الذات، والثِّقة بالنفس، وبقدرتها على مُواجَهة التحدِّيات، والسيطرة على الأمور.

المراجع

[1] leadershipexcellencenow.com, Nine Major Time Management Benefits
[2] indeed.com, 12 Benefits of Effective Time Management
[3] online.lincoln.ac.uk, The power of effective time management
[4] theknowledgeacademy.com, Importance of Time Management - The Ultimate Guide
[5] deel.com, 9 Most Powerful Benefits of Effective Time Management