جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لمُحِبِّي الأدبيّات

استراتيجيات لتحسين مهارات تأليف القصص: من الهواية إلى الاحتراف

08 أكتوبر 2024 / 1:46 AM
استراتيجيات لتحسين مهارات تأليف القصص_ من الهواية إلى الاحتراف
download-img
لا شكّ في أنّ تأليف القصص عالمٌ واسع يفتح المجال أمام الإبداع والتعبير، ويتطلَّب مهارات عالية لتحويل الأفكار إلى نصوص ذات سَرد جَذّاب، ومنها: القصص القصيرة، والرِّوايات الطويلة، والقصص الخيالية، والتاريخية، والرومانسية، والعلمية، وغيرها الكثير.

وعلى الرغم من أنّ كتابة القصص تُعَدّ موهبة، فإنّ هذه الموهبة لا بُدّ من تطويرها باستمرار؛ باكتساب المهارات اللازمة؛ لتجنُّب إنتاج قصص وكتب مُمِلَّة لا تجذب القارئ؛ لذا، ينبغي اتِّباع بعض الاستراتيجيات التي تضمن تحسين الأسلوب والقدرات الكتابية، وأبرزها ما يأتي:

اكتساب الخبرة من القراءة

من الأفضل للكاتب أن يحرص على قراءة أنواع مختلفة من القصص والكتابات؛ فيبدأ بالروايات والقصص القصيرة، ثمّ ينتقل إلى القصص الدرامية، والخيال العلمي، وغيرها؛ لتطوير مهارات الكتابة لديه؛ من خلال تحليل النصوص، ومحاولة فهم أساليب الكُتّاب الآخرين ومُحاكاتها من حيث بنية القصَّة، والشخصيات، والأحداث، واللغة المستخدمة فيها، ويستطيع الكاتب أيضاً من خلال قراءته التعرُّف إلى نقاط الضعف لديه؛ لتحسينها.

 

وكُلَّما قرأ الكاتب نصوصاً وأفكاراً جديدة، زادت المفاهيم والموضوعات التي سيتمكَّن من استخدامها في كتاباته، إلّا أنّ عليه في الوقت نفسه مراعاة حقوق الملكية الفكرية، والاستفادة من هذه النصوص في تطوير أساليبه وأنماطه الخاصَّة في الكتابة.

وضوح الفكرة الرئيسة

تساعد الفكرة الواضحة التي تدور حولها القصَّة في بقاء الكاتب ضمن المَسار الصحيح أثناء كتابته القصَّة بأجزائها جميعها (المُقدِّمة، والحبكة، والنهاية)؛ ممّا يُقلِّل احتمالية عدم إتمام القصَّة، أو كتابة قصَّة غير مُترابِطة تُشتِّت القارئ؛ فالفكرة الواضحة تُتيح توقُّع الأحداث، وتُسهِّل متابعة المقصود وفهمه بصورة أفضل.

  

ولضمان تأليف قصَّة متكاملة وذات فكرة واضحة، يُمكن إنشاء مُخطَّط تفصيليّ أو مُسوَّدة أوّلية مثلاً؛ لتوضيح ما يودُّ الكاتب إيصاله في كلّ جزء منها، بما في ذلك تحديد الأحداث الكبيرة والشخصيات الأساسية.

اختيار شخصيات مُقنِعة

تُعَدّ الشخصيات المُحرِّك الرئيس في القصَّة؛ لذا، لا بُدّ من إيلائها المزيد من الاهتمام والتركيز عند الكتابة؛ عبر إظهار نقاط القُوَّة والضعف فيها، وكيفية تأثير تحدِّيات القصَّة في تطوُّرها، وطرق تفاعلها معاً؛ فكُلّما كانت الشخصيات مُثيرة للاهتمام، زادت احتمالية إعجاب القُرّاء بها، أمّا إن اتَّصفَت بالسطحية، فلن تُثير فضول القارئ، وستُشعِره بالملل فلا ينجذب إليها.

استخدم لغة سَلِسة وجَذّابة

الوصف والتفاصيل الحِسِّية في القصَّة يُعطيها الحيوية، ويُدخِل القارئ في تجربة حَيَّة أثناء قراءته، فيستحضر خياله ومشاعره؛ عبر وصف المشاهد، والأصوات، والروائح الواردة في القصَّة بأسلوب جَذّاب وإبداعيّ يجعل القِصَّة أكثر واقعية، ويساعد القارئ على تخيُّل نفسه بين أحداثها. 


فمثلاً، قد يكون من الجيِّد، لنقل فكرة أنّ البيت مهجور ومخيف، وصف ظلمته، وصوت الهواء فيه، وكمّية الغُبار المُنتَشِرة في أنحائه، ومساحته الكبيرة؛ ممّا يُشعر القارئ بما يُثيره هذا المنزل من قلق وخوف، ويُمكن أيضاً بيان أنّ الشخصية غاضبة في القصَّة؛ عبر وصفها باحمرار الوجه، وارتعاش اليدَين، وارتفاع الصوت.

التركيز على أسلوب التحفيز والتشويق

إن لم يجد القارئ ما يشُدّه إلى القصَّة من عوامل التشويق والتحفيز، فلن يستمرّ في تقليب صفحاتها وإضاعة الوقت عليها؛ إذ إنّ ترقُّبه الأحداث وانتظاره لاكتشاف المزيد منها يُشجِّعه على الاستمرار في القراءة؛ لمعرفة الأحداث اللاحقة فيها؛ فعامل التشويق في القصَّة يضمن للكاتب التقدُّم في أحداثها، مع عدم شعور القارئ بأيّ ملل فيها.


ويمكن الاعتماد هنا على كشف المزيد حول الشخصيات ودوافعها؛ بتعريضها لمواقف صعبة تُظهِر هويتها الحقيقية غير المفهومة في البداية، أو التغيُّرات الحادّة غير المُتوقَّعة في الحبكة، وعلى الرغم من أنّ التحوُّلات الكبيرة في أحداث القصة قد تكون منطقية لدى الكاتب، فإنّه يُفضَّل أحياناً مراعاة توقُّعات القارئ؛ كي لا تبدو القصّة غريبة أو غير مفهومة بالنسبة له.

مراجعة القصة وتحريرها

لتحرير القصة ومراجعتها الكثير من الفوائد، وخاصَّةً إن كان الكاتب مُبتدِئاً؛ إذ يُحسِّن ذلك وضوح الكتابة، وتماسكها، وفعاليتها، ويصقل القصّة، ويُنصَح قبل البدء بالتحرير ترك القصّة لمُدَّة يوم أو اثنَين؛ ممّا يُتيح نظرة جديدة وموضوعية لها؛ فطالما كانت أحداث القصّة عالِقة بذهن الكاتب، لن يستطيع تحريرها تحريراً صحيحاً ودقيقاً.


ومن أهمّ الأمور التي يُنصَح بمراعاتها عند تحرير القصّة التركيز على النقاط المِحوَريّة، أو التناقُضات التي تحتاج إلى تغيير، وحذف الكلمات التي لا يحتاج إليها النصّ، مع الانتباه إلى أنّ القراءة بصوت مرتفع تساعد في العثور على العبارات غير المُلائمة، أو السُّطور التي لم يُعبَّر فيها عن الفكرة جيِّداً، وفي هذه الأثناء يُمكن أيضاً اكتشاف الأخطاء الإملائية والنحوية، وملاحظة أيّ استخدام غير صحيح لعلامات الترقيم. 

الحصول على التغذية الراجعة           

قد يكون من الجيِّد مشاركة القصَّة مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى مع إحدى مجموعات الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ للحصول على التغذية الراجعة، وتقييم القصَّة وأبرز نقاط القوة والضعف فيها، بالإضافة إلى أنّ رُدود أفعال الآخرين تُعَدّ مِقياساً لمدى نجاح القصّة بعد الانتهاء من كتابتها ومراجعتها، على ألّا تُؤخذ الانتقادات أو الملاحظات على مَحمَل شخصي، وإنّما الاستفادة منها قدر الإمكان؛ لتحسين مستوى الكتابة.


وختاماً، تحتاج الكتابة كسائر المهارات الأخرى إلى تدريب مُستمِرّ؛ لتحسين أسلوب الكتابة ونوعيتها؛ لذا، يُنصَح بتخصيص وقت مُحدَّد كلّ يوم للكتابة حتى لو كان لدقائق معدودة، وكتابة قصّة قصيرة جدّاً مثلاً، أو وصف مشهد مُعيَّن خلال اليوم، بالإضافة إلى قراءة كتب تتعلَّق بفنّ الكتابة وتأليف القصص، أو الاشتراك في وُرَش عمل أو دورات تدريبية؛ لمُواكَبة الاتِّجاهات جميعها، وتوسيع المهارات.

المراجع

[1] jotterpad.app, How to Improve Story Writing - Tips & Tricks to Writing Better Stories for Beginners
[2] coursera.org, 7 Ways to Improve Your Writing Skills
[3] writingforward.com, 10 Tips to Improve Your Fiction Writing Skills
[4] writersrepublic.com, 5 Essential Tips on How to Improve Your Story Writing Skills!
[5] indeed.com, How To Write Short Stories (With Tips)

October 08, 2024 / 1:46 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.