جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حلول عملية لبناء حسّ المسؤولية

طرق التعامل مع المراهق المهمل واللامبالي

11 ديسمبر 2024 / 4:35 AM
طرق التعامل مع المراهق المهمل واللامبالي
download-img
تُعَدّ مرحلة المراهقة فترة انتقالية في حياة الإنسان، وفيها يمرّ الفرد بتغيُّرات جسدية ونفسية واجتماعية كبيرة تُؤثِّر في هويته، وشخصيته، وطريقة تفكيره؛ ممّا يتطلَّب الدعم والتوجيه المُستمِرَّين؛ لتجنُّب الانحراف عن الطريق الصحيح.

وتُمثِّل مرحلة المراهقة فترة حاسمة في تكوين شخصية الفرد؛ إذ يكتسب فيها القِيَم والمعايير التي ستُوجِّه سلوكه المستقبلي، مُتأثِّراً بآراء أقرانه كثيراً، وبوسائل الإعلام أيضاً، فضلاً عن تأثُّره بقِيَم الأسرة والمجتمع.


والسلوكات السلبية التي يتَّصِف بها المراهق، مثل الإهمال واللامبالاة، لا تنمّ عن الخطر، إلّا أنّها تحتاج إلى مزيد من الصبر والتوجيه السليم لاجتيازها، وتتعدَّد الطرق الملائمة للتعامل مع المراهق اللامبالي، ومنها ما يأتي:

بناء علاقة قوية ومتينة: الأساس في مرحلة المراهقة

قد يكون سبب إهمال المراهق أو لامبالاته؛ شعوره بعدم الارتباط أو التقدير من عائلته أو المُحيطين به، أو معاناته صعوبات في التعبير عن مشاعره أو مشكلات أخرى تتعلَّق بالتغيُّرات المُرتبِطة بهذه المرحلة العمرية؛ لذا، يُعَدّ بناء علاقة قوية ومتينة معه أمراً بالغ الأهمِّية.


ويتطلَّب ذلك توفير بيئة آمِنة ومُشجِّعة للتواصل، والتأكيد على الاحترام المتبادل، والدعم العاطفي؛ بالاستماع الفعّال، والحوارات والنقاشات المفتوحة، وعدم النقد المُتكرِّر، وإظهار الثقة بقدراته؛ ممّا يُعزِّز شُعوره بالمسؤولية والانتماء، ومن ثَمَّ تقليل مشاعر الإهمال واللامبالاة لديه.


ويجدر بالذكر أنّ المراهق اللامبالي قد يرفض الحديث إلى الأهل، وقضاء الوقت معهم؛ لذا، ينبغي استيعابه حتى في أوقات الخلاف، وبناء الثقة المتبادلة معه، وإشعاره بأنّ الأهل مُتاحون في أيّ وقت للحديث.

إيجاد روابط مشتركة: البوّابة لدخول عالم المراهق

يُمثِّل إيجاد روابط مشتركة بين المراهق اللامبالي وأهله جسراً يعبر بهما إلى عالَم من التفاهم المُتبادَل، والتقارُب العاطفي؛ فعندما يكتشف الأهل اهتمامات مشتركة مع أبنائهم المُراهِقين، ويقضون أوقاتاً مُمتِعة معاً في ممارسة هذه الأنشطة، فإنّ ذلك يخلق جوّاً من المَودَّة والثقة؛ ممّا يُشجِّع المراهق للانفتاح أكثر على أهله، ومشاركة أفكاره ومشاعره، والتخلُّص من مشاعره السلبية المُتمثِّلة باللامبالاة، وبالتالي الشُّعور بأهمِّيته في أسرته وبأنَّه مُقدَّر.


ويمكن للأب -مثلاً- مشاركة ابنه المراهق في ممارسة أنشطة رياضية مُعيَّنة في الهواء الطلق؛ لإتاحة المجال للنقاشات الهادئة، وتبادل أطراف الحديث؛ ممّا يُمكِّنه من إيصال الرسالة التي يُريدها، ومن جهة أخرى، يمكن للأمّ التحدُّث إلى ابنتها خلال مشاهدة أحد الأفلام، أو الجلوس معاً والتحدُّث عن مصاعب الحياة، والموضوعات ذات الأهمية، بأسلوب مُميَّز وغير مباشر؛ باستحضار ذكرياتها مثلاً في مرحلة المراهقة، وكيف كانت سلوكاتها.

التوجيه والإرشاد: فنّ وضع القواعد والعواقب

لتربية مراهق مسؤول ومُتفهِّم يتَّسِم بالمسؤوليَّة وعدم الإهمال، لا بُدّ من وضع قواعد واضحة، وعواقب منطقية، لمختلف التصرُّفات والسلوكات، ومن الأفضل إشراك المراهق في وضع هذه القواعد؛ ليشعر أنَّه جزء من العملية، فيحترمها أكثر، ويبدي اهتمامه تجاه الأهل والمُحيطين به.

التعاطف معه: تعزيز الصحَّة النفسية 

يُمثِّل السلوك غير المبالي لدى المراهق -غالباً- انعكاساً لحالته العاطفية الداخلية؛ فهو عندما يشعر بالإحباط، أو الملل، أو الغضب، قد يتجاهل المَهامَّ والمسؤوليات المَنوطَة به؛ تعبيراً عن هذه المشاعر، أو قد يُظهر عدم الاهتمام بمَن حوله.


لذا، يُعَدّ فهم العواطف الكامنة وراء هذا السُّلوك الخطوة الأولى نحو تغييره؛ فبمساعدة المراهق على التعرُّف إلى مشاعره، وإدارتها إدارة صِحِّية، يمكن للآباء مساعدته في تطوير سلوكات أكثر إيجابية.

المساعدة في إدارة التحدِّيات: زرع بذور الهدوء

لا يمكن ترك التوتُّر يُسَيطر على حياة المراهق المُهمِل واللامبالي؛ لذا، يجدر بالأبوَين تعليمه كيف يُحوِّل التحدِّيات إلى فرص للنُّمُوّ؛ عبر مجموعة مُتنوِّعة من الاستراتيجيات الصحِّية، مثل: ممارسة الرياضة التي يُحبّها؛ للتخلُّص من الطاقة السلبية، وتدوين أفكاره في يوميات؛ لإدارة مشاعره إدارة أفضل، وهنا، يشعر المراهق بأنّ الأهل حريصون عليه، ويمكنه الاعتماد عليهم في تخطّي المصاعب.

التدريب على تحمُّل المسؤولية: التدريب على الاهتمام بشكل غير مباشر

يُنصَح الآباء بتحميل أبناءهم مسؤولية إنجاز المَهامّ المختلفة؛ بهدف تحويل اللامبالاة إلى اهتمام وطموح، ويتطلَّب الأمر خُطَّة عمل واضحة، ومن الممكن تحقيق ذلك بتحديد أهداف مشتركة مع المراهق، وتقسيمها إلى أهداف أصغر، وتحديد خطوات واضحة لتحقيقها، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الاستراتيجية البسيطة تساعد المراهق في الشعور بالسيطرة على حياته، ومن ثَمَّ تحقيق نتائج ملموسة، واستحقاقه الثناء عليها.

طلب المساعدة المهنية: انتهاء الحلول الأبَوية

قد يعتقد الأبوان أنَّهما وصلا إلى طريق مُغلَق في ما يخصّ التعامل مع ابنهما المراهق اللامُبالي؛ لذا، لا بأس في الاستعانة بأحد المُتخصِّصين في مجال الرِّعاية الأُسَرية؛ إذ قد ينمّ الإهمال وعدم المبالاة عن وجود مشكلات أساسية لدى الابن، مثل: القلق، أو الاكتئاب، أو غير ذلك، والمُختَصّ يكون على دراية أكبر بتقييم الحالة النفسية للابن، وبإمكانه اتِّخاذ تدابير وأساليب أكثر انفتاحاً؛ للتغلُّب على تحدِّيات مرحلة المراهقة، وتوجيه الأهل نحو الطريقة الصحيحة للتعامل معه.

 

 

المراجع

[1] who.int, Adolescent health
[2] nhs.uk, Coping with your teenager
[3] axis.org, How to Deal with a Teenager That Doesn't Care
[4] helpguide.org, Help for Parents of Troubled Teens
[5] newportacademy.com, How to Deal with a Teenager That Doesn’t Care

December 11, 2024 / 4:35 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.