جار التحميل...
عندما يتجاوز المراهق القواعد المنزلية، يجب تطبيق عقوبات قصيرة الأمد؛ لتجنّب العواقب السلبية التي قد تترتّب على القيود الطويلة، والتي قد تؤثّر في نموّه وتطوّره النفسي والعاطفي، وفيما يأتي أهم الطرق الفعالة والتي يُمكن اتّباعها لعقاب المراهقين:
هناك العديد من الأمور التي يُمكن فعلها لتوجيه المراهق وتصحيح أخطائه قبل فرض العقاب، أبرزها الحوار والتواصل المفتوح؛ إذ ينبغي محاولة الحديث معه أولاً، وتنبيهه حول أخطائه، وتوجيهه نحو السلوكيات الصحيحة، ويتطلب اتّباع هذه الاستراتيجية من الأهل التواصل مع أبنائهم فيما يتعلق بحياتهم والاطّلاع على سلوكياتهم؛ مثل أماكن ذهابهم، وأصدقائهم، وأوقات عودتهم.
كما يُتيح الحوار والتواصل للمراهق فرصة مشاركة مشاعره مع والديه بأمان، مما يجعله وسيلة فعالة لحلّ المشكلات، وفي حال لم ينجح ذلك، يُمكن اللجوء إلى العقوبات.
العواقب الطبيعية هي النتائج السلبية التي تحدث تلقائياً نتيجة ارتكاب سلوك معيّن؛ فمثلاً، إذا قرّر المراهق عدم إكمال واجباته المدرسية، فإنّ العقوبة الطبيعية هي حصوله على درجات متدنية، وإذا أنفق مصروفه الشهري خلال أسبوع واحد فقط، سيتحمّل تبعات ذلك بعدم وجود ما يُنفقه خلال الثلاثة أسابيع المتبقية.
إنّ السماح للمراهق بتجربة هذا النوع من العواقب دون تدخل الأهل يُمكن يعزز وعيه عند اتخاذ قراراته الخاصّة مستقبلاً، ويجعله أكثر استقلالية باعتباره مسؤولاً عن تصرّفاته، لكن يجب عليهم التدخل مُسبقاً إذا ترتّب على السلوك المرتكب أو المُراد ارتكابه خطراً أو ضرراً يمسّ صحّة أو أمن المراهق وسلامته.
يعد سحب الامتيازات وسيلة فعالة إذا كانت تتعلّق بالسلوك الخاطئ، إذ يُمكن اعتباره في هذه الحالة عقوبة منطقية لعدم الالتزام بالقواعد، فمثلاً؛ إذا عاد المراهق متأخراً من الخارج، يُمكن منعه من الخروج في اليوم التالي كعقوبة مرتبطة بفعله.
ويُمكن أن تتضمن الامتيازات الأخرى التي يُمكن تقييدها عند اللزوم؛ زيارة منزل صديق، أو ممارسة نشاط معيّن كركوب الدرّاجة في حال عدم التزامه بالتعليمات الصحّية المرتبطة بها مثلاً، مع التأكيد على استخدام هذا النوع من العقاب باعتدال.
يُمكن للأهل معاقبة المراهق بإنجاز مهام معيّنة كنتيجة للتقصير في مهام أخرى أو إلحاق الضرر فيها؛ فمثلاً، إذا كسر المراهق شيئاً في المنزل أثناء غضبه، فيجب عليه إصلاحه، أو استبداله بآخر على نفقته، أو المشاركة في تكاليف استبداله إذا كان ثميناً.
وكذلك يترتّب على التقصير في حلّ الواجبات المدرسية، قضاء ساعة إضافية لم تكن مخصّصة للدراسة كتعويض، مما يُذكّر المراهق دائماً بأنّه مسؤول عن تصرفاته، وعليه تعويض ما يُمكن منها.
تؤدي العقوبات القاسية إلى العديد من الأضرار النفسية، مثلاً؛ يُمكن للعقاب البدني أن يتسبب في انخفاض احترام الذات عند المراهق، وزيادة مشاعر القلق، واحتمالية التعرّض للاضطرابات السلوكية، وقد تصل في حالات متطورة إلى التصرّف بعدوانية، والخوف من الوالدين، والاعتقاد بأنّ الضرب أمر مقبول، فضلاً عن الأضرار الجسدية التي قد تلحق به، مع التنويه إلى أنّ العقاب البدني مرفوض بكافّة مستوياته وأشكاله.
علاوةً على ذلك، أشارت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أنّ العقاب البدني ليس فعّالاً عادةً في تعليم الانضباط ومعالجة المشكلات السلوكية، وأنّ هناك عقوبات أخرى أكثر فعالية في هذا المجال.
كما أنّ العقوبات الأخرى التي تنطوي على القسوة، أو الصرامة، أو الإفراط في السيطرة والتحكّم مثل؛ منع المراهق من مغادرة المنزل بتاتاً، أو حرمانه من المصروف لمدّة طويلة، من شأنها أن تدفع المراهق إلى التمرّد أو الشعور بالإحباط أو العزلة، مما يُضرّ بالعلاقة بين المراهق والأهل، وقد يؤثر سلباً على صحّته العاطفية والنفسية.
ختاماً، على الوالدين إدراك أنّ الهدف من تأديب المراهقين أو فرض العقوبات عليهم، هو الحفاظ على أمنهم، وسلامتهم، وتعليمهم، وضمان اختيارهم للسلوكيات الصحيحة، لذا يجب أن تُراعي الاستراتيجية المُستخدمة جميع هذه العوامل، إذ لا يُمكن حماية الطفل بإيذائه، كما لا ينبغي استخدام العقاب كوسيلة للانتقام أو للتنفيس عن الغضب.
المراجع
[1] newportacademy.com, How to Discipline Teens: 10 Tips for Parents
[2] raisingchildren.net.au, A positive approach to discipline: pre-teens and teenagers
[3] focusonthefamily.com, Teen Discipline Strategies
[4] betterhelp.com, Effective Vs. Counterproductive Methods Of Discipline For Teenagers
[5] sedonasky.org, How to Discipline Teens