جار التحميل...
وعلى الرغم من أنّ ذلك يُعَدّ ظاهرة طبيعية في أغلب الأحيان، فإنّه ينبغي التعامل مع المراهق الكتوم بحكمة وذكاء، واتِّباع أساليب تُشجِّعه على الانفتاح والتعبير عن نفسه؛ الأمر الذي يُسهم في تعزيز علاقته بأسرته، وبناء أساس من الثقة والاحترام المُتبادَلَين.
وفي ما يأتي بعض النصائح التي يُمكن اتِّباعها عند التعامل مع المُراهق الكتوم:
تتمثَّل الخطوة الأولى في التعامل مع المراهق الكتوم بتقبُّل فكرة أنّ هناك مساحة خاصَّة به ينبغي احترامها ومراعاتها؛ فهو في حاجة دائمة إلى تجربة الأفكار والمشاعر المُختلفة بصورة خاصَّة دون اختراق مساحته الخاصَّة؛ لأنّ أسلوب التطفُّل والشعور بأنّه مُراقَب على الدوام وتحت المجهر سيزيد المشكلة سوءاً؛ لذا، ينبغي تجنُّب التعدّي على خصوصيته من خلال الاطِّلاع على أموره الخاصَّة، مثل مراقبة محادثاته وأنشطته على الهواتف المحمولة.
مُلاحظة: قد يضطرّ بعض الآباء إلى اقتحام خصوصية المراهق عند التحقُّق من وجود أمر ما يُخفيه عنهم، وهنا، قد يلجأون إلى الاطِّلاع على هاتفه المحمول، أو التعرُّف إلى طبيعة نشاطاته؛ للتمكُّن من التدخُّل وإصلاح المشكلة قبل فوات الأوان.
بينما يتعيَّن احترام حاجة المُراهق إلى الخصوصية، وأنّ هناك حدوداً دائمة ينبغي عدم اختراقها، فإنّ من المُهِمّ تعليمه كيفية التمييز بين الخصوصية والكتمان؛ فالخصوصية تُمثِّل الحفاظ على الأسرار والسلوكات المقبولة التي لا تعود بالضرر على الفرد أو على أيّ شخص آخر، بينما يكمن الكتمان في إخفاء السلوكات السلبية، أو التستُّر على أمر ما قد يُلحق الأذى بالمُراهق أو بمَن حوله.
من الضروري التنبُّه جيّداً عند مُلاحظة أيّ تغيُّرات طارئة تستدعي القلق قد تطرأ على المراهق أو على تصرُّفاته، ومراقبته بحدود معقولة وغير مُزعجة؛ فرُبَّما لا يقتصر كتمانه على مشكلات طبيعية؛ كالخلافات مع أحد أصدقائه، أو نحوه، وإنَّما قد يكون الأمر أكثر خطورة؛ كالإدمان، أو التنمُّر، أو الاكتئاب.
ينبغي تخصيص وقت دائم للجلوس مع المُراهق والاستماع إلى المُشكلات التي تواجهه بأسلوب مُنفتِح، بدلاً من المُداومة على فرض الأوامر والواجبات عليه فقط؛ عبر ممارسة مهارات الاستماع النَّشِط؛ كالحفاظ على التواصل البصري، والإيماء بالرأس، وتجنُّب مقاطعته أثناء تحدُّثه؛ ممّا سيُشجِّعه على التحدُّث أكثر عمّا في داخله.
وينبغي الحرص على إبقاء الاتِّصال مفتوحاً مع المُراهق، وسؤاله مباشرةً عمّا إذا كان يُخفي أمراً ما، علماً بأنّ هناك العديد من الأسئلة التي تُشجِّعه على التعبير، ومشاركة أفكاره ومشاعره الكامنة، وكشف تفاصيل أكثر حول مشكلاته، مثل: طلب التحدُّث أكثر عمّا يشعر به، والاستفسار عن تأثير ذلك الأمر فيه، وسؤاله عمّا إذا كانت لديه حلول مُمكِنة، وغيرها.
ينبغي تجنُّب الحُكم على المُراهق، والامتناع عن الانفعالات السلبية، أو إظهار العواطف الانفعالية عند إفصاحه عن أمر ما سيِّئ، وإنَّما لا بُدّ من الحرص على التماسك والهدوء، وتقديم الحلول المُناسبة التي تساعده في تخطّي مشكلاته؛ ممّا يساعده في التعبير عن مشاعره المكتومة جميعها بأمان ودون خوف من تغيُّر نظرة الآخرين له.
ينبغي الحرص على إشعار المُراهق بالدعم المُستمِرّ له، وأنّ هناك شخصاً موجوداً بجانبه دائماً يُمكنه الإفصاح له عمّا يشعر به، ولا بُدّ أيضاً من إظهار التعاطف والتفهُّم الدائم له؛ لتشجيعه على التحدُّث عمّا يشعر به دون أي تردُّد، ويُفضَّل دوماً أن يضع الأهل أنفسهم مكان المراهق؛ لرؤية الأشياء والمُشكلات من منظوره الشخصيّ، وتقبُّلها، ومعالجتها فيما بعد.
ومن ناحية أخرى، ينبغي التمييز بين مفهومَي الإرشاد والتحكُّم؛ فبينما يزيد التحكُّم في المراهق رغبته في الكتمان، وامتناعه عن الحديث عن مشكلاته، فإنّ الإرشاد يساعده في إيجاد حلول مناسبة، واتِّخاذ القرارات المُستنيرة، ويؤدّي هذا السلوك الصحِّي إلى سَعيه الدائم لطلب النصيحة، وتخلُّصه من مشكلة الكتمان في نهاية الأمر.
وختاماً، يلجأ المراهق إلى الكتمان وإخفاء بعض أسراره؛ لأنّ ذلك جزء من نُمُوّه وتكوين شخصيّته، إلّا أنّ المشكلة قد تكمن أحياناً في ارتباط سِرِّيته التامَّة ببعض المشكلات الصحِّية أو النفسية الخطيرة؛ الأمر الذي يُوجِب على مَن حوله الاستعانة بذوي الخبرة؛ لعلاج المشكلة قبل تفاقُمها، وقبل فوات الأوان.
المراجع
[1] parentcircle.com, How To Deal With A Secretive Teen, Unravel The Thruts Behind Your Teen Secrets
[2] sedonasky.org, What To Do When You Teen Is Keeping Secrets
[3] ph.theasianparent.com, How do you deal with a secretive teenager?
[4] todaysparent.com, How to talk with your tween about secrets
[5] newportacademy.com, Why Teens Keep Secrets from Parents