جار التحميل...
وبالرغم من أنّ التنافس في البيئة المدرسية يُشكِّل تحدِّياً إيجابيّاً لتحقيق النجاح، فإنَّه أحياناً يُؤثِّر سلباً في شخصية الطالب، وقدرته على التقدُّم؛ فالفهم الخاطئ للتنافس، والدخول في تحدِّي تحصيل العلامات، بدلاً من الاستفادة والتعلُّم، يجعل البيئة التعليمية غير صِحِّية.
تتعدَّد أشكال التنافس بين الطلّاب في البيئة التعليمية، ويمكن توضيحها على النحو الآتي:
يُعَدّ هذا النوع من التنافس الأكثر شيوعاً؛ إذ يسعى كلّ طالب إلى تحقيق أعلى الدرجات، ومن ثَمَّ التفوُّق الأكاديمي، والتفوُّق على زملائه في الامتحانات، أو في الواجبات المدرسية والمشاريع التعليمية المختلفة.
وتندرج تحت هذا النوع من التنافس المِنحُ الدراسية، أو الجوائز؛ فغالبية المؤسسات التعليمية تُقدِّم مِنَحاً دراسية أو جوائز للطلّاب الذين يُحقِّقون أداءً مُتميِّزاً؛ ممّا يزيد التنافس بين الطلّاب؛ للحصول على هذه الامتيازات.
يُركِّز هذا النوع من التنافس على الإبداع والابتكار في المجالات؛ الفنّية، والأدبية، والعِلمية؛ إذ يتنافس الطلّاب فيما بينهم على تقديم أفكار جديدة، أو حلول مُبتكَرة، أو إنتاج أعمال فنّية مُتميِّزة، وتتجلّى صُوَر هذه المنافسة في المسابقات المختلفة التي تطرحها المؤسسة التعليمية، مثل: مسابقات الرسم، أو التصوير، أو المسابقات الأدبية، وكتابة القصص القصيرة، والشِّعر.
التنافس الاجتماعي نوع من التنافس بين الطلّاب، يتمحور حول العلاقات الاجتماعية والمكانة داخل المؤسسة التعليمية؛ ففي هذا النوع من التنافس، يسعى الطلّاب إلى التميُّز، والحصول على القبول، أو التأثير في الوسط الاجتماعي المحيط بهم؛ بتحقيق الشعبية، أو بتولّي أدوار قيادية في المجتمع التعليمي، وهذا يعني أنّ التنافس الاجتماعي لا يتعلَّق بالتحصيل الأكاديمي بقدر ما يُركِّز على الوضع الاجتماعي، والعلاقات بين الزملاء.
ممّا لا شكّ فيه أنّ التنافس الصحِّي والسليم يعود بالنفع على الطلّاب؛ شخصيّاً، وأكاديميّاً، وفي ما يأتي أبرز الآثار الإيجابية للتنافس في البيئات التعليمية المختلفة:
التنافس الصحِّي بين الطلاب مُحفِّز قوي للارتقاء بأدائهم الأكاديمي؛ فحين يشعرون برغبة في التفوُّق ومنافسة الزملاء، فإنّ الدافع يزداد لبذل المزيد من الجُهد والوقت في الدراسة، والمنافسة الصحِّية تُحفِّزهم لتطوير مهارات شخصية جديدة، مثل: حلّ المشكلات، والإبداع، وتُصبح البيئة التعليمية أكثر إثارة ومتعة؛ فالجميع يسعى ويحاول من أجل تحقيق الأفضل.
يُعَدّ التنافس بين الطلّاب أداة فعّالة للتغلُّب على الفشل؛ إذ يُشجِّعهم على التعلُّم من أخطائهم، وتحسين أدائهم؛ من خلال مقارنة أنفسهم بزملائهم؛ ممّا يُسهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم، وتخطّي العقبات الصعبة، والتغلُّب على الفشل؛ لتحقيق النجاح في النهاية.
التنافس بين الطلاب في البيئة التعليمية يُشكِّل تدريباً عملياً للحياة؛ فبالرغم من اختلاف المرحلة الدراسية عن الحياة العملية، إلا أنَّ هذه المنافسات تُزوِّد الطلبة بمهارات حيوية تتجاوز حدود المنهج الدراسي؛ إذ يتعلَّمون كيفية اتِّخاذ القرارات الصائبة، والتعامل مع الضغوط، والعمل ضمن روح الفريق الواحد، وهذه المهارات أساسية للنجاح في الحياة العملية والوظيفة المستقبلية.
تُعَدّ المنافسة الصحِّية أكثر من مُجرَّد سباق لتحقيق المركز الأوّل؛ فهي بيئة غنيّة تساعد الطلّاب على تنمية المهارات الأساسية في الحياة، وتمنحهم فُرَصاً لتطويرها، بما فيها القدرة على تقبُّل وجهات نَظَر الآخرين، والحِوار الفعّال، والتعاون، والقدرة على التعبير عن الذات بثقة؛ فمثل هذه المهارات تُصقَل بالعمل التنافُسي في البيئة التعليمية.
تُعَدّ المنافسات بين الطلّاب أداة فعالة لربط الجُهد بالنتيجة؛ فالنجاح الحاصل نتيجة المنافسة يستحِقّ التقدير والاعتراف العامّ بجُهود الطلّاب المبذولة من قِبَل المُعلِّمين والإداريين، مثل: شهادات التقدير، أو الجوائز المُشجِّعة، وهذا حتماً يُعزِّز روح التنافس الإيجابي في البيئة التعليمية.
تُمثِّل المنافسة الصحِّية في التعليم حافزاً للطلّاب؛ لتقييم أنفسهم نقديّاً؛ ممّا يساعدهم على اكتشاف نقاط القوَّة، ونقاط الضعف، وتحسينها، وهذه العملية الذاتية تساعد الطلاب في فهم قدراتهم الفردية، وأنماط تعلُّمهم، وتطويرها باستمرار نحو الأفضل، ومن ثَمَّ تحقيق نُمُوِّهم الشامل.
المراجع
[1] sudhirmemorialinstituteliluah.com, Advantages and Disadvantages of competition among students
[2] mindsagewriting.medium.com, Competition Culture in Schools
[3] ahschool.com, The Pros and Cons of Academic Competitions
[4] buildempire.co.uk, The Importance of Competition in Learning
[5] tist.school, Competitiveness in Education: Good or Bad?