جار التحميل...
وفي سنّ المراهقة، لا تتطوّر أجسام المراهقين فحسب، بل تتطوّر أيضاً أفكارهم ورغباتهم، فيصبحون أكثر رغبة في الاستقلالية، ويواجهون ضغوطات اجتماعية وتجارب نفسية متعددة، بالإضافة إلى التحديات الدراسية، وهذه العوامل كلّها تُسهِم في تشكيل أسلوب تعبيرهم، وقد تجعلهم أكثر عرضة للانفعال والغضب السريع.
وفي ما يأتي أهم النصائح والخطوات؛ لمساعدة الآباء والأمهات على تعزيز التواصل الإيجابي مع أبنائهم في سنّ المراهقة، والتعامل مع غضبهم وسرعة انفعالهم، بالإضافة إلى تهدئة عصبيتهم في بعض المواقف:
لا بُدّ أن يسعى الأهل إلى فهم أسباب غضب المراهق وانفعاله، واكتشاف ما إذا كان يواجه مشكلة معينة، أو يتعرّض لإساءة من قِبَل شخص ما، أو يشعر بضغوط نفسية تدفعه إلى التصرف بعدوانية، فقد يتصرّف المراهق أحياناً بعصبية أو انفعالية؛ لشعوره بالحزن، أو الخجل، أو الذنب، أو الاستياء، وبمعنى آخر، قد يكون الغضب وسيلة يستخدمها المراهق؛ لإخفاء مشاعر أخرى.
لذا، ينبغي على الآباء والأمهات أن يتفهّموا ذلك، ويسعَوا إلى اكتشاف المشاعر الكامنة وراء هذا الغضب؛ بالحوار، والتفهُّم، وإتاحة الفرصة للمراهق للتعبير عن مشاعره بحُرّية، وينبغي أيضاً إظهار التعاطف؛ ليشعر المراهق بأنّ مَن حوله يتفهّمون مشاعره، ويُقدّرونها، وأنّهم لو كانوا في موقف مشابه، كانوا سيشعرون بمشاعر مماثلة.
لتجنُّب شعور المراهق بالتقييد أو التعرُّض لعقوبات مفاجئة تؤدّي إلى غضبه، لا بُدّ أن يكون لديه فهم واضح للقواعد المنزلية والحدود الموضوعة له؛ أي ينبغي أن يعرف المَهامّ المُوكَلة إليه، والمواعيد المسموح له بالعودة فيها إلى المنزل، والأماكن التي يُمنَع من الذهاب إليها؛ فعندما يكون المراهق مُدرِكاً لهذه الحدود، يصبح أكثر استعداداً لتقبُّل العقوبات إذا قام بتجاوزها؛ ممّا يُسهِّل عليه الاستجابة بصورة إيجابية.
بدلاً من الدخول في نقاشات حادّة باستمرار، ينبغي على أولياء الأمور أن يختاروا القضايا التي تستحقّ النقاش، أو التوبيخ، أو العقاب، بينما يمكن تجاوز المشكلات البسيطة أو التصرّفات العابرة؛ إذ يمكن حلّ هذه الأمور بالتغاضي، أو لفت الانتباه بإشارة أو تلميح بسيط؛ ممّا يسهم في تخفيف المواقف التي قد تؤدّي إلى غضب المراهق ونُفوره.
لا بُدّ أن يختار أولياء الأمور الوقت المناسب لطرح المواضيع الحسّاسة لابنهم المراهق ومناقشتها، والتي غالباً ما تؤدّي إلى خلافات أو توتّر؛ إذ يُفضّل عدم مناقشة هذه المواضيع في لحظات الغضب، أو عند حدوثها، بل في أوقات هادئة، وقد يكون من الجيّد تحديد موعد مسبق للجلسة الحوارية، وتهيئة المراهق لها؛ ممّا يساعد على خلق بيئة مناسبة للتواصل الفعّال.
من الطبيعي أن يشعر المراهق بالغضب المستمر إن كان يتعرّض للانتقاد المتواصل دون أن يسمع أيّ مديح أو إطراء لدى إنجازه واجباته، أو ممارسته سلوكات إيجابية.
لذا، ينبغي على الآباء والأمهات الحرص على تشجيع المراهق ومدحه كلّما مارس سلوكاً جيّداً، وتجنّب توبيخه وانتقاده باستمرار، وعند الحاجة إلى الانتقاد، ينبغي أن تكون هناك طريقة مدروسة، فلا يبدو الانتقاد شخصياً.
لا بُدّ أن يتذكّر الآباء والأمهات أنّ مواجهة الغضب بالغضب لن تُجديَ نفعاً، بل قد تؤدّي إلى تفاقم المشاحنات مع أبنائهم.
لذا، يُفضَّل إيقاف المحادثة عند ظهور علامات الغضب أو التوتّر لدى المراهق أو الوالِدَين؛ ليأخذ الأطراف استراحة قصيرة عند الشعور بالغضب؛ بهدف منحهم فرصة لتهدئة أنفسهم والتفكير بوضوح، بينما يمكن للمراهق أن يستعيد هدوءه وينظر إلى موقفه بعقلانية، إلى جانب تجنّب التصرفات أو الكلمات التي قد يندم عليها كلّ منهم لاحقاً؛ ممّا يُتيح الفرصة لإدارة حوار بنّاء يُعزّز الفهم المتبادل.
ينبغي للمراهق أن يتعلّم كيفية التعامل مع غضبه وتهدئة نفسه بمساعدة الأهل؛ إذ يمكن أن يبحث الطرفان الطرق المناسبة التي تساعد المراهق على تخفيف الشعور بالعصبية والغضب عند الحاجة؛ إمّا بتمارين التنفّس، وإمّا بكتابة المُذكّرات، وإمّا بممارسة تمارين المشي أو الركض.
يتمتّع المراهق الذي يكون يومه مليئاً بالأنشطة الصحّية والمفيدة بحالة مزاجية جيّدة؛ إذ يكون أكثر هدوءاً وأقلّ ميلاً للغضب أو الانفعال.
لذا، لا بُدّ من تشجيع المراهق على اتّباع نمط حياة صحّي يتضمّن ممارسة التمارين الرياضية، والنوم ساعات كافية، والمشاركة في الأنشطة الممتعة التي تُنمّي هواياته، وتساعده على اكتشاف مواهبه.
يمكن الاستعانة بمستشار مُختَصّ؛ لمساعدة المراهق في إدارة غضبه والتحكُّم في انفعالاته؛ إذ يقدّم المُختَصّ للمراهق جلسات عِدَّة غالباً ما تتضمّن تعليمه تقنيات التهدئة، مثل: العَدّ إلى 10، أو ممارسة نشاط بدني بسيط؛ كالمشي؛ لمساعدته في تهدئة الجهاز العصبي، وتجنّب رُدود الأفعال الاندفاعية.
ويمكن تشجيع المراهق في هذه الجلسات على التعبير عن مشاعره تعبيراً صِحّياً، وتجنُّب السلوكات السلبية، إضافة إلى مساعدته في تحديد أسباب مشاعر الغضب؛ ليستطيع التحكُّم فيها بفاعلية أكبر.
المراجع
[1] healthcare.utah.edu, 8 Tips for Dealing with Your Angry Teenager
[2] newportacademy.com, Why Is My Teen So Angry and What Can I Do to Help?
[3] psy-ed.com, 12 Proven Strategies in Dealing with Anger in Teens