جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
مرحلة مليئة بالتحديات

صفات المراهقين وأهم التغيرات في هذه المرحلة

09 أكتوبر 2024 / 10:46 PM
صفات المراهقين وأهم التغيرات في هذه المرحلة
download-img
المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والبلوغ، وتُحدِّدها منظمة الصحة العالمية (WHO) من 10-19 عاماً، وتشتمل على تغيُّرات جسدية ونفسية تحدث للمراهق خلال هذه الفترة.

وهي فترة حَرِجة؛ لأنّها تثير تساؤلات كبيرة لدى المراهقين عن أهمية الاستقلالية، وكيفية إقامة علاقات جديدة، وتطوير المهارات الاجتماعية، كما أنّهم يدخلون في صراع مع الأسرة حول المبادئ والاهتمامات، ويشعرون بعدم الأمان بسبب الحُكم على كلّ ما يقومون به، علماً بأنّ هناك الكثير من التغيّرات الأخرى التي يمرّ بها المراهقون.

صفات المراهقين

تنطوي سنوات المراهقة غالباً على تحدّيات فريدة من نوعها، وقد يصبح المراهق مُتقلِّب المزاج كثيراً، أو مُستاءً، أو فضوليّاً، أو مُرتبِكاً، أو هذه الصفات كلّها معاً، لذا ينبغي على الأهل معرفة الصفات التي يتميَّز بها المراهقون، سواء أكانوا مراهقات بنات أو ذكور، ومعرفة الطبيعي من غيره؛ ليتمكّنوا من مساعدته في الوقت المناسب، ومع أنّ المراهقين يختلفون عن بعضهم، إلّا أنّهم يشتركون في كثير من الصفات، وأبرزها:

الرغبة في إثبات الذات والاستقلالية

خلال سنوات الطفل الأولى، يكون معظم تفاعله الاجتماعي مع العائلة، إلّا أنّه كُلّما تقدّم في العمر، وخاصَّة عند الدخول في مرحلة المراهقة، تتغيّر هذه القاعدة كثيراً، ويبدأ المراهقون تدريجيّاً بالانسحاب من الأسرة، وقضاء وقت أكثر مع الأصدقاء المُماثلين لهم في العُمر، ويُعَدّ من الصعب على الوالِدَين والأشقّاء التأقلم مع هذا التغيير، ممّا يزيد صِراع الوالِدَين معهم بهدف حمايتهم؛ لأنَّهم ما زالوا يعتقدون أنّ ابنهم المراهق أصغر من أن يحظى بالاستقلالية أو الحُرّية، ويبلغ هذا الصِّراع ذروته في منتصف مرحلة المراهقة.

مواجهة التحديات النفسية

يُعاني المراهقون من بعض التغييرات والتحدّيات النفسية في هذه المرحلة ولكن بمستويات مختلفة؛ فعلى سبيل المثال، قد يُعاني المراهق من اضطرابات في النوم؛ إذ ينام لأكثر من 12 ساعة كلّ ليلة، أو قد تَقِلُّ هذه الساعات فجأة، وتبدأ مستويات الطاقة لديه بالانخفاض، ويفقد الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً، وقد يشعر بالعُزلة أو الاكتئاب، كما قد يُعاني من قلق مُتزايد تجاه مظهره؛ فيُصبح انتِقائيّاً لملابسه، ويُجرّب أنماطاً مختلفة من الأزياء، وبسبب التغيُّرات الجسدية السريعة في هذه الفترة، قد يتَّبِع حِميات غذائية غير صِحِّية. 

 

بالإضافة إلى القلق من مواجهة مشاكله، أو القلق خلال الفترة التي تسبق الاختبارات، أو عند التفكير في قرار مهمّ، وقد لا يختفي هذا الشعور بمرور الوقت، بل يتداخل مع الأنشطة اليومية، ممّا يؤثّر في أدائه المدرسيّ، وعلاقاته الاجتماعية، ويؤدّي إلى صعوبة في التركيز، وقد يكون من الأفضل طلب الدعم من طبيب أو أخصّائي نفسي في مثل هذه الحالات، وخاصَّة إن استمرَّت طويلاً.

الغضب والشعور بالإحباط

الغضب شعور طبيعي عند الإنسان، إلّا أنّه إن أصبح مُتكرِّراً وشديداً عند المراهق وصار من الصَّعب السيطرة عليه، قد يؤدّي إلى مشكلات كبيرة، مثل تعطيل الحياة اليومية؛ بسبب المشكلات الدائمة مع المُحيطين بالمُراهِق، واستمرار السلوك العُدواني والغاضب طيلة الوقت، ورُدود الفعل غير المُتناسبة مع الموقف، والتعبير عن الغضب بطرق غير صِحّية؛ كالصُّراخ، والشَّتم، والتصرُّف بانفعال وعدوانية مع الآخرين، وهناك العديد من العوامل التي تزيد هذه المشاعر، مثل: المشاكل الأُسَرية، والإحباط الدائم من محاولة التأقلُم مع التغييرات الجديدة في هذه المرحلة.


وقد يميل بعض المراهقين إلى أن يكونوا أكثر عدوانية مقارنة بالطفولة؛ بسبب البلوغ والرغبة الطبيعية في اكتساب المزيد من الاستقلالية مقارنة بما كان مُتاحاً سابقاً، وهذا قد يُسبِّب تصادماً مع الأهل، وقد يلجأ المراهق إلى الصُّراخ والجِدال، أو استخدامه كلمات مؤذية حتى تجاه أحِبّائه، وقد تتمثّل هذه العدوانية أيضاً بالعِناد والتمسُّك بالرأي، أو بإلقاء اللوم على الآخرين دون مُبرِّر، وقد تتطوّر بعض الحالات إلى التسبُّب في الأذى للآخرين؛ من خلال التنمّر، أو المُشاجَرة بالأيدي، أو الكذب، أو السرقة، أو إتلاف ممتلكات الآخرين عمداً.

أهم التغيرات في مرحلة المراهقة

تُعرَف سنوات المراهقة بالتغيُّر الكثير والتطوُّر السريع، إلّا أنّ هذه التغيّرات تختلف لدى المراهقين بحسب الجنس، والوِراثة، والعوامل البيئية، والصحّة، ومن أهمّ هذه التغيُّرات:

التغيرات الجسدية 

التغيُّر الجسدي هو السِّمة الأساسية للمراهقين؛ إذ تحدث طفرات النمو لدى الأطفال في سنّ ما قبل المراهقة، إلى جانب تغيرات في البنية الهيكلية، وتطوُّر للعضلات والدماغ، إضافة إلى التغيرات الهرمونية، وفي سنّ 12 عاماً تقريباً، تبدأ التغيّرات الجذرية عند الإناث، مثل: نُمُوّ عظم الحوض، والحَيض، وغيرها، بينما تبدأ التغيّرات الجسدية عند الذكور في عمر 14 عاماً تقريباً، مثل: تغيُّر الصوت، ونُمُوّ شعر الوجه والجسم، وقد تُسبِّب هذه التغيّرات مشكلات اجتماعية عند المراهقين، مثل الانسحاب من التجمُّعات؛ بسبب الإحراج من شكلهم الجديد، وخاصّة عندما لا يجدون الدعم النفسي اللازم.

التطور المعرفي والفكري

لا تقتصر المراهقة على النُّضج البدني وحسب، بل يرافقها تطوُّر معرفيّ يتميّز بالتعرّف إلى البيئة المحيطة، وتطوير القدرة على التفكير في المستقبل والمواقف الافتراضية، وإمكانية رَبط الأحداث بمنطقية، وبالرغم من ذلك، تكون قراراته مُتسرِّعة على الأرجح تميل عادةً إلى التهوّر والتصرّف قبل التفكير في العواقب بعيدة المدى، إلّا أنّ بإمكانه تحمُّل مسؤوليات أكثر ممّا كان عليه في الطفولة.

الوعي الوظيفي  

يبدأ المراهق بالتفكير في حياته المهنية مع تطوّر وَعيه بهويّته الفرديّة ونُموّه المعرفيّ؛ من خلال تحليل واقع والِدَيه المادِّي ومقارنته مع الآخرين، ممّا يُمكِّنه من إدراك أهمية الحصول على وظيفة جيّدة لبناء حياة محترمة ومُريحة، كما يعلم أنّ اختيار الطريق الذي يسلكه للحصول على الوظيفة يحتاج إلى الدراسة بجِدّ، إضافة إلى بناء المهارات اللازمة لذلك، وعليه فإنّ من الضروري أن يكتشف المراهق اهتماماته ومهاراته في هذا السنّ؛ من خلال المشاركة في الأنشطة اللامنهجية، أو فرص التطوّع.

العيش بالخيال أكثر من الواقع

غالباً ما يكون خيال المراهق جامِحاً فوق حدود الواقع؛ لأنّ دماغه يُعالج المعلومات بطريقة مختلفة عن البالِغين، وعند انبهاره بالمشاهد الخيالية على الإنترنت أو في الأفلام تُسيطر عليه عواطفه، ممّا يدفعه غالباً إلى التفكير والتصرُّف بطريقة غير عقلانية، وتزداد هذه الخيالات عند الشعور برغبات كثيرة دون وجود فرصة لتحقيقها بطريقة أخرى؛ كالثَّراء الفاحش، أو العيش في زمن كلاسيكي، أو قد يلجأ إلى الخيال؛ لمساعدته في تصوُّر العواقب المُحتمَلة لكثير من أفكاره أو مشكلاته، إلّا أنّه قد ينغمس في خياله أكثر من اللازم.


وختاماً، غالباً ما يُعاني أولياء الأمور مع أبنائهم  في مرحلة المراهقة ممّا يزيد الأمر صعوبة، ومع ذلك يبقى للأهل دور كبير في مساعدتهم على تخطّي هذه المرحلة بنجاح، مثل: مساعدتهم على معرفة التغيُّرات التي ستطرأ على أجسامهم، وطمأنتهم بأنّها جزء من نُمُوّهم الطبيعي، وتوضيح السلوكات التي عليهم الابتعاد عنها، وتوضيح أهمية التفكير قبل اتِّخاذ القرارات، ودعم استقلاليتهم وحُرِّيتهم الخاصّة ضمن حدود المعقول، إضافة إلى التركيز على نقاط القوة في شخصياتهم، والاحتفال بنجاحاتهم، ومدح تصرُّفاتهم الإيجابية، وتشجيعهم على مواجهة التحدّيات الجديدة، وبناء علاقات جديدة مُثمِرة.

 

المراجع
[1] betterhelp.com, What Is Typical Adolescent Behavior?
[2] courses.lumenlearning.com, Behavioral and Psychological Adjustment
[3] psychologydiscussion.net, 11 Major Characteristics of Adolescence | Child Development
[4] howtoadult.com, 5 Characteristics of Adolescence
[5] psychologytoday.com, Adolescence
October 09, 2024 / 10:46 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.