جار التحميل...
تُشكّل الفروقات الرئيسية بين الماجستير والدبلوم العالي أساساً مهماً لعملية تحديد المسار المهني، وفيما يلي أبرز هذه الفروقات:
إنّ برامج الماجستير أكثر شمولية مقارنةً ببرامج الدبلوم العالي، حيث تهدف إلى تزويد الدارسين بفهمٍ عميق ومتكامل في مجالٍ معين، مما يُمكّن الطلاب من اكتساب معرفة متقدمة ومهارات متطورة تؤهلهم ليكونوا أكثر معرفة، وأشمل خبرة في مجالهم، أمّا برامج الدبلوم العالي فتُركّز على تقديم المعرفة والمهارات الأساسية في تخصصٍ معين، ضمن مستوى أقل تركيزاً مقارنةً ببرامج الماجستير.
على سبيل المثال يُمكن الحصول على درجة ماجستير في تخصص إدارة الأعمال، والذي قد يشمل دراسة مجموعة واسعة من الموضوعات مثل التمويل، والتسويق، وإدارة الموارد البشرية، لكن اختيار برنامج الدبلوم العالي يعني دراسة واحد من هذه الجوانب، مثل دراسة الدبلوم العالي في إدارة الموارد البشرية.
إضافة إلى ذلك يُركز الدبلوم العالي على التطبيق العملي والدورات المهنية، إلى جانب المقررات الدراسية، مما يُكسِب خبرة عملية وسريعة في التخصص، أمّا برامج الماجستير فتركز أكثر على البحث، والتحليل، والدراسة المستقلة، كما أنّها تتطلب عادة تقديم رسالة أو مشروع بحثي لتطبيق الدراسة على أرض الواقع.
تختلف مدة الدراسة بين برامج الماجستير وبرامج الدبلوم العالي، حيث تتطلب دراسة برامج الماجستير عادة حوالي عامين، إذ يعتمد اختلاف المدة الزمنية على المجال الدراسي، وعدد الساعات المعتمدة، التي يتم التسجيل فيها كل فصل دراسي.
في المقابل يتميز الدبلوم العالي بمدة دراسة أقصر، حيث يُمكن إكماله في عامٍ واحد أو أقل، ويعتمد ذلك أيضاً على عدد الساعات المعتمدة من جامعةٍ إلى أخرى.
تختلف متطلبات القبول بين برامج الماجستير وبرامج الدبلوم العالي، على الرغم من أنّ كلا البرنامجين يتطلبان الحصول على شهادة بكالوريوس، إلّا أنّ متطلبات القبول في الدبلوم العالي غالباً ما تقتصر على الحصول على البكالوريوس، وتكون أقل صرامة من برامج الماجستير.
حيث إنّ برامج الالتحاق بدراسة الماجستير قد تشترط متطلبات إضافية، مثل خطابات توصية، واجتياز اختبار إتقان اللغة الإنجليزية مثل (IELTS)، والذي يختلف الحد الأدنى لدرجات القبول فيه من بلدٍ إلى آخر، ولأنّ درجة الماجستير تتمتع بعملية قبول أكثر تنافسية مقارنة بالدبلوم العالي، يُمكن أن تشمل شروطاً أخرى، مثل الحد الأدنى من المعدل التراكمي، وسنوات من الخبرة العملية.
عادةً ما تكون برامج الماجستير أكثر تكلفة مقارنةً ببرامج الدبلوم العالي؛ ويرجع ذلك إلى طول مدة الدراسة، ومتطلبات المستوى الأكاديمي الأكثر تعقيداً، في المقابل تتميز برامج الدبلوم العالي بتكاليف أقل؛ نظراً لحاجتها إلى عددٍ أقل من الساعات، مما يجعلها خياراً أكثر ملاءمة من الناحية المالية للعديد من الطلاب.
تُعدّ فرص العمل المتاحة بعد إكمال برامج الماجستير أكثر تنوعاً مقارنةً ببرامج الدبلوم العالي، حيث يفتح الحصول على درجة الماجستير أبواباً لمناصب أعلى وذات مسؤوليات أكبر، مثل التوظيف في المناصب الإدارية، والبحثية، والتدريسية، في الجامعات، والمؤسسات المختلفة، كما أنّها تفتح الطريق أمام الحصول على درجاتٍ أكاديمية متقدمة، مثل درجة الدكتوراه.
في المقابل يُعزز الدبلوم العالي المهارات والمعرفة العملية في تخصصٍ معين، ويُضيف خبرة عميقة في مجالٍ معين، تزيد من فرص الحصول على وظيفةٍ في سوق العمل في فترةٍ زمنية قصيرة.
بالنسبة لاختيار المسار الأنسب للدراسة، فإنّه لا يوجد هناك خيار صحيح وآخر خاطئ بشكلٍ قاطع، وإنّما يعتمد الأمر على مزيجٍ من العوامل، أوّلها الأهداف المهنية، حيث يُمكن أن تُسهم برامج الماجستير في توفير فرص أكبر للتقدّم في مجالاتٍ متعددة، مع زيادة الفرصة للوصول إلى مناصب عليا في الإدارة والقيادة، بينما تركز شهادات الدبلوم العالي على تعزيز مهارات محددة ضمن مجالاتٍ معينة، كما أنّها ليست مرموقة من الناحية الأكاديمية مثل درجة الماجستير.
ثانياً من المهم النظر في نوعية المهارات المرغوب اكتسابها، إذا كان الهدف هو تعزيز مهارة معينة، واكتساب خبرة عملية، وسد فجوة معرفية في موضوعٍ معين ضمن فترةٍ قصيرة، فقد تكون برامج الدبلوم العالي خياراً مناسباً، أمّا إذا كانت هناك رغبة في اكتساب رؤية استراتيجية، والحصول على مهارات أكثر تطوراً يُمكن تطبيقها في عِدة مجالات، فستكون برامج الماجستير أكثر ملاءمة.
وأخيراً ينبغي أن يُؤخذ بعين الاعتبار الوقت والموارد المالية المُتاحة للطالب، فالدبلوم العالي أقل تكلفة مالية والتزاماً بالوقت مقارنة ببرامج الماجستير، لكن إن كان الطالب يملك الوقت والمال الكافيين إلى جانب الرغبة في التعمّق في مجالٍ معين، يُمكن أن تكون برامج الماجستير الخيار الأنسب له.