جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
صوت النقد الداخلي

أكثر أسباب جلد الذات

26 أكتوبر 2024 / 2:41 PM
أكثر أسباب جلد الذات
download-img
يتمثّل جلد الذات في أن يُلقيَ الفرد اللوم على نفسه، وينتقدها باستمرار عند المرور بتجربة مؤلمة، وغالباً ما يتجاوز هذا اللوم الحدود المعقولة والمنطقية، وتنتج عن جلد الذات مشاعر سيئة، أبرزها الشعور بالوحدة، والعجز، وقلّة الثقة بالنفس، وتدنّي احترام الذات.
وتعود أسباب جلد الذات إلى ما يلي:

الاعتقاد بإمكانية فعل ما هو أفضل

يفترض العديد من الأشخاص أنّهم كانوا قادرين على التصرّف بشكلٍ أفضل عند وقوع حادث ما، مما يتسبب في لوم الذات على الخطأ المرتكب، والصحيح أنّه وفي كثير من الأحيان يقوم الإنسان بفعل كلّ ما يستطيع فعله في حينها، وأنّ هذا الاعتقاد ناتج فقط عن التفكير المتأنّي الذي يلي الحوادث الطارئة، مع الإشارة إلى أنّ الفرد خلال تلك الحوادث لن يكون قادراً -غالباً- على التفكير بالطريقة الهادئة ذاتها، لعوامل نفسية طبيعية، لذا فإنّ المقارنة بين ردود الفعل المختلفة غير عادلة.


من جهةٍ أخرى يعتقد البعض أنّ بإمكانهم التحكّم في كلّ مجريات الأمور، مع تجاهل تام لدور الظروف الخارجية في إحداث تأثير، وينبع هذا الاعتقاد من رغبةٍ في الشعور بالسيطرة، والأمان بالاعتماد على الذات فقط، إذ لا يُمكن التعويل على طريقة سير الظروف الأخرى الخارجة عن الإرادة، وبالتالي سيُوجّه هذا النوع من الأشخاص اللوم لأنفسهم فقط عند وقوع المشكلة، مع عدم الاعتراف بمسؤولية أطراف أو أشياء أخرى.


والبعض يفترض بأنفسهم التصرّف على نحوٍ مثاليّ وصحيح دائماً، رغم أنّ المثالية ليست أمراً يُمكن بلوغه واقعياً.

العلاقات غير الصحّية

إنّ التعايش مع علاقةٍ مؤذية يسعى فيها أحد الأطراف دائماً إلى إلقاء الخطأ أو اللوم أو الانتقاد على الطرف الآخر، وتأجيج الصراعات، وتجنّب تحمل المسؤولية عن المشاعر أو التصرّفات، مع قبول الشخص الآخر لهذا الأمر باعتباره الجهة الأضعف غير القادرة على التحدّي أو المواجهة لسببٍ أو لآخر، من شأن تلك الأسباب أن تعزّز داخله مشاعر اللوم الشديد وتأنيب الضمير، ولاحقاً قد يستخدم هذه المشاعر ضدّ نفسه لتتحول إلى جلدٍ للذات.


كما قد يسعى الشخص لتحمّل مسؤولية الأخطاء، ولوم نفسه، تجنّباً لخسارة الطرف الآخر، وحفاظاً على استقرار العلاقة.

التنشئة الخاطئة

يُمكن أن ينتج عن أخطاء التربية في الطفولة العديد من المشكلات النفسية، التي قد تظهر وتستمر إلى ما بعد البلوغ كمشكلة جلد الذات، ومنها: عدم قدرة الوالدين على تلبية احتياجات أطفالهم العاطفية، وفي هذه الحالة لن يقوم الطفل بلوم عائلته منعاً لإيذاء صورتها في ذهنه، كمصدرٍ للرعاية والحماية، وفي بعض الأحيان لن يكون الأبناء في عمرٍ يُمكّنهم أصلاً من فهم أنّ هذا القصور ناتج عن خطأ الأهل، وبالتالي سيُلقون اللوم على أنفسهم.


وفي بعض الحالات يوصل الوالدان فكرةً للأبناء مفادها أنّهم جيّدون؛ لأنّهم يُوفّرون أساسيات الحياة من مأكل، ومشرب، ومأوى، وهو ما يمنع مطالبتهم كأبناء في مزيدٍ من القرب العاطفي، باعتباره أمراً غير ضروري، وليس من الأساسيات، وبالتالي فإنّ شعورهم بالانزعاج حيال الإساءة، هو مسؤوليتهم وحدهم للتعامل معه، وليس مسؤولية الأبوين.

 

إنّ إلقاء الطفل اللوم على نفسه، سيجعله يكبر -غالباً- وهو لا يزال يشعر بالطريقة ذاتها تجاه نفسه، فيتحمّل مسؤولية كافّة الأخطاء، وينتقد نفسه باستمرار في علاقته مع نفسه ومع الآخرين، إلّا إذا اختار بوعي وإدراك مساراً آخر مختلفاً بعيداً عن طفولته.

عدم التعاطف مع الذات

إنّ الإنسان الذي يمتلك تقديراً واحتراماً ضعيفاً لذاته، ولا يتعاطف معها، ويشعر بتدنّي قيمته واستحقاقه، قد يستخدم جلد الذات كوسيلة لتأكيد صحّة ما يعرفه عن نفسه، باعتباره شخصاً سيئاً بالفعل، كثير الخطأ، ولا يُجيد التصرّف، مع الإشارة إلى أنّ جلد الذات هي واحدة من الاستجابات المحتملة، وليست واقعة بالضرورة لتدنّي احترام الذات.

الهروب من مشاكل الحياة

يُمكن أن يكون جلد الذات شكلاً من أشكال الهروب من الفشل في حل قضايا حياتية معقّدة؛ فبدلاً من مواجهتها والبحث عن طرق لعلاجها؛ لأن حلّها صعب جداً، تُصرف الطاقة في إلقاء اللوم على النفس، وكراهيتها، وزيادة شعورها بالألم، وصولاً إلى تدمير الذات.

التفسير الخاطئ للأحداث

إنّ الجهل بوقائع الحادثة أو التفسير الخاطئ لها يُمكن أن يقود إلى جلد الذات، ومثالٌ بسيط على هذا الأمر، إلقاء شخص اللوم على نفسه للخروج في نزهة أفسدتها عاصفة رعدية لم تكن متوقّعة، ففي هذه الحالة سيكون قد لام نفسه على شيء خارج سيطرته أصلاً، كما قد يقع التفسير الخاطئ للأحداث نتيجة التهويل أو المبالغة في رؤية الأشياء، بلوم الذات لوماً في غير محلّه.


من جهةٍ أخرى يُمكن لوقوع الصدمات أن يكون سبباً في تفسير الأحداث تفسيراً خاطئاً؛ إذ ينتج عن مواجهة الشخص للمواقف الصعبة أو حتّى الضغوط النفسية بأنواعها ارتفاع كبير في مشاعر الخوف أو الغضب، بشكلٍ يصعب معه فهم مجريات الأمور على وجهها الحقيقيّ.



ختاماً، يُمكن أن ينتج جلد الذات عن مجرّد عادة اكتسبها الشخص من محيطه، سواء كان يعيش في مجتمع يُلقي أفراده اللوم على أنفسهم، أو في عائلة تُمارس الفعل نفسه، ومع ذلك يُمكن اتخاذ قرار بالتوقّف عنه بطرق كثيرة، أبرزها تعزيز احترام الذات، وتقديرها، والتعامل بلطف مع النفس، والنظر إلى المواقف من وجهات نظر أخرى، والتحلّي بالهدوء قبل اتخاذ القرارات، أو إطلاق الأحكام، وطلب الدعم من الأشخاص المقرّبين والمختصين عند الحاجة. 

 

 المراجع


[1] rosscenter.com, What is Self-Blame and Why Do I Feel it Around My Family
[2] everbetherapy.com, Is it really all your fault?
[3] psychologytoday.com, Self-Blame and Internalized Anger
[4] rrtampa.com, Why Do We Self-Blame?
[5] therapyinanutshell.com, Why You Blame Yourself for Everything

October 26, 2024 / 2:41 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.