جار التحميل...
سواء كان الضحك نتيجة مزحة، أو نكتة، أو أثناء مشاهدة برنامج كوميدي، أو تذكّر مواقف مُضحكة منذ الطفولة، فإن كل ذلك يعزز الشعور بالراحة النفسية، إذ إن الضحك أحد أهم أساليب تخفيف الضغوطات النفسية والأعباء اليومية، فبعد يوم صعب مليء بالصعوبات والمشاغل، تعد جلسة لطيفة مليئة بالضحك والمزاح فعالة لتخفيف الضغط النفسي والشعور بالاسترخاء.
يساهم الضحك وحسّ الفكاهة في تحسين جودة الحياة بصورة عامة، فالأشخاص الذين يقضون أوقاتاً مريحة مليئة بالضحك والتسلية يتمتّعون بقدر أكبر من احترام الذات، ويسيطرون على مشاعر القلق والارتباك، ولديهم مهارات اجتماعية مميزة، إضافة إلى حياة أكثر استقراراً.
في الوقت الذي قد تؤثر فيه الأفكار السلبية ومشاعر الحزن سلباً على المناعة، قد تساعد الأفكار الإيجابية على إنتاج الببتيدات العصبية التي تكافح الضغط والأمراض، مما يعني أنّ الشخص الذي يفكر بإيجابية ويميل للفكاهة والضحك قد يتمتع بجهاز مناعة أقوى وأكثر قدرة على مقاومة الأمراض والحفاظ على صحة الجسم، وفقاً لما نشره الموقع الرسمي لمنظمة مايو كلينك (Mayo Clinic) الطبية.
قد يؤدي المرور بظروف صعبة، أو الإصابة بمرض مزمن، أو التعرض لمشكلات يومية إلى القلق والاكتئاب والشعور بمزاج سيئ، وفي هذه الحالة يمكن لمشاهدة فيلم كوميدي، أو الجلوس مع أصدقاء مرحين أن يخفف من هذه المشاعر السلبية، ويحسن المزاج والشعور بالسعادة، وذلك بفضل الضحك.
فوفقاً لما نشره موقع HelpGuide، أحد المواقع الرائدة في مجال الصحة العقلية على مستوى العالم، فإن للفكاهة تأثير كبير على هرمونات الجسم، إذ تحفّز إفراز مجموعة من المواد الكيميائية الطبيعية تسمى "الاندورفينات"، والتي تمنح شعوراً بالسعادة، وتحسّن المزاج.
يعمل الضحك في كثير من الأحيان كمسكّن طبيعي، فبحسب موقع منظمة مايو كلينك (Mayo Clinic)، يساهم الضحك مساهمة كبيرة في تخفيف الإحساس بالألم، من خلال قدرة الجسم على إنتاج مسكنات طبيعية عند الضحك؛ مثل هرمون الأندروفين.
قد تكون فائدة غير متوقعة للضحك والفكاهة، لكنها حقيقية! فالفكاهة قد تساهم في تعزيز القدرة على تذكّر المواقف والمعلومات، فغالباً ما يتم الاحتفاظ بالمعلومات والأحداث في الذاكرة عندما ترتبط بمواقف مضحكة.
وهذا ما أثبتته دراسة لعام 2021، تم نشرها في منصة البحث الأكاديمي في جامعة أكسفورد (OUP)، والتي تناولت العلاقة بين الفكاهة والسياسة والأخبار، إذ توصل الباحثون إلى أنّ المعلومات التي تحتوي على عناصر مضحكة كانت أكثر قابلية للتذكر من المعلومات الخالية من تلك العناصر.
يساعد الضحك وقضاء أوقات لطيفة مليئة بالفكاهة والمرح في تحسين جودة النوم، والحصول على نوم مريح لساعات كافية، إضافة إلى الخلود للنوم بصورة أسرع.
وفقاً لموقع helpguide تساهم الفكاهة في تحسين وظائف الأوعية الدموية، من خلال زيادة تدفق الدم عند الضحك، وبالتالي الوقاية من النوبات القلبية وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية.
يعد الضحك سلوكاً مُعدياً، إذ إن سماع ضحكات الآخرين يحفز العقل على الابتسام والانضمام إلى الموقف المضحك، وهذا يفسّر أن قابلية الشخص للضحك تكون أعلى في حال تواجده بين مجموعة من الأشخاص، وتكمن المتعة الحقيقية للفكاهة في المشاركة مع الأصدقاء والعائلة، إذ يلعب الجانب الاجتماعي دوراً مهماً في الفوائد الصحية للضحك، فهو يحفز التفاعل الاجتماعي ويقوّي العلاقات.
المراجع
[1] weforum.org, Why a sense of humor is an essential life skill
[2] mayoclinic.org, Stress relief from laughter? It's no joke
[3] helpguide.org, Laughter is the Best Medicine
[4] verywellmind.com, The Health Benefits of Humor and Laughter