جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
هل أنت أسير للشاشة؟

النوموفوبيا أغرب أنواع رهاب العصر، فكيف نتعامل معه؟

25 أكتوبر 2024 / 6:08 PM
النوموفوبيا أغرب أنواع رهاب العصر، فكيف نتعامل معه؟
download-img
أصبحت الهواتف المحمولة جزءاً أساسياً من حياة البشر في الآونة الأخيرة لتنوّع استخداماتها واتصالها بالإنترنت، ما زاد تعلّق الأفراد بها، وأدى إلى ظهور عدد من التحديات النفسية المعاصرة، أبرزها ما يُعرف بالنوموفوبيا (NOMOPHOBIA)، وهي اختصار للعبارة (NO MObile PHone PhoBIA)؛ أيّ رهاب فقدان الهاتف المحمول.

النوموفوبيا: لمحةٌ عامّة عن مرض العصر الرقميّ

يُقصَد بالنوموفوبيا الرُهاب أو الحالة النفسية المتوترة  الناتجة عن الخوف الشديد من عدم القدرة على استخدام الهاتف المحمول أو فقدانه، وهذا يشمل القلق من انتهاء شحنه، أو تعرّضه إلى التلف، أو انقطاعه عن الإنترنت وشبكة الاتصال، ويرجع سبب الإصابة بها إمّا إلى إدمان استخدام الهاتف أو المعاناة من أحد الاضطرابات النفسية، كالقلق الاجتماعي واضطراب الهلع، وليست مشكلة نفسيةً بحد ذاتها.

تؤثر النوموفوبيا في كيفية تفكير المصاب، وتزيد الأفكار السلبية المُقلقة عن فقدان الهاتف دون وجود ظرف حقيقي يؤدي إلى خسارته، لتظهر عوارض جسدية ابتداءً من اضطراب التنفس، وتسارع ضربات القلب، والتعرّق، وارتعاش الأطراف، والشعور بالتشويش والارتباك.

وتزيد صفات شخصية معينة من نسبة الإصابة بالنوموفوبيا، مثل قِلة الثقة بالنفس، وصعوبة الحفاظ على العلاقات الاجتماعية طويلة المدى، والمرور بتجارب سيئة سابقة حدثت بسبب فقدان الهاتف، ووجود فرد بالعائلة يعاني من هذا الرهاب، وغيرها.

نصائح فعّالة للتعامل مع النوموفوبيا

يُمكن للنصائح والخطوات الآتية التعامل مع النوموفوبيا على نحو صحيح والتقليل من أعراضها والسيطرة عليها:
التعرّض التدريجي المُتعمّد للخوف من فقدان الهاتف
يَصعُب ترك الهاتف تماماً فجأةً لمن يُعاني النوموفوبيا، ويساعد التعرّض التدريجي المُتعمّد إلى الخوف من فقدان الهاتف على تقليل سيطرة النوموفوبيا على المصاب مع مراعاة عدم تحفيز ظهور أعراضها الجسدية التي ستنفّره من فكرة العلاج؛ لذلك تبدأ الخطوات العلاجية بأمرٍ بسيط كإبعاد الهاتف عن متناول اليد قدر الإمكان بوضعه في الجيب مثلاً بدلاً من إمساكه باليد أو إيقاف تشغيل الإشعارات أو وضع الهاتف على الوضع الصامت.

ثمّ يُمكن اتخاذ خطوات أكثر حزماً عند الاستمرار بالخطة العلاجية، مثل تحديد الزمن الذي يُمكن استخدام الهاتف فيه باليوم الواحد، حتى الوصول إلى مرحلة السيطرة على الذات وإغلاق الهاتف عند الانشغال بأولوياتٍ أخرى كالنشاطات الاجتماعية وأثناء تناول الطعام، للوصول إلى مرحلة الاعتدال في استخدام الهاتف، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الوسيلة تُعد أسلوب علاج يعتمده المختصون ويُسمى العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy). 

استخدام أدوات بديلة لمهام الهاتف اليومية

يُوفر الهاتف عدداً من الخصائص المفيدة في الحياة اليومية، مثل معرفة الوقت والتنبيه للاستيقاظ من النوم، ما يُعزز التعلّق بالهاتف بسبب التفقد المتكرر له وازدياد نسبة الإصابة بالنوموفوبيا؛ لذلك يُنصَح باستخدام ساعة منبه مكتبية وإغلاق الهاتف طوال الليل، وارتداء ساعة على المعصم، واستخدام الرزنامة الورقية، وكتابة الأمور المهمة كقوائم التسوق على دفتر مخصصٍ لها بدلاً من الاعتماد على الهاتف.

استبدال أنشطةٍ أخرى مفيدة بوقت الهاتف

يُستخدم الهاتف على نحو مفرط وسيلة تسلية؛ لتجنب الملل، لكن يُنصح باستبدال ممارسة نشاطات وهوايات أخرى ممتعة بذلك، مثل القراءة، والكتابة، والرسم، وتعلّم مهارات جديدة، والمشي في الطبيعة، وممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، والالتقاء بالآخرين وجهاً لوجه لتكوين علاقاتٍ صحيّة وداعمة على أرض الواقع.

ويجدر بالذكر أنّ أسلوب الحياة غير الصحي عموماً يُسهم في تفاقم أعراض النوموفوبيا؛ لذلك يُنصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتجنّب السكريات والمشروبات المنبهة كالكافيين، والحصول على قدرٍ كافٍ من النوم، والتقليل من التوتر، وممارسة الرياضة بانتظام.

طلب المساعدة من المختصين

ترتبط النوموفوبيا ببعض الاضطرابات النفسية التي يُسببها القلق والتوتر، وقد تزيد من صعوبة ممارسة النشاطات اليومية كالدراسة والنوم بسبب تأثيرها في الحالة الذهنية، والشعورية، والجسدية، وعندها يُنصَح بالاستعانة بأخصائي أو طبيبٍ نفسي.

ومن أبرز  الأساليب العلاجية المدروسة غير الدوائية التي يقدمها الأخصائي النفسي العلاج المعرفي السلوكي (CPT) الذي يُسهم في تغيير الأفكار والمشاعر السلبية المقلقة التي سببها البُعد عن الهاتف، وفهم مدى بُعدها عن الواقع وعدم منطقيتها، فقد يخطر ببال من يعاني النوموفوبيا فكرة عدم القدرة على الاتصال بالأحباب مجدداً في حال فقدان الهاتف، ويؤدي العلاج المعرفي السلوكي إلى تعديلها نحو فكرةٍ منطقية قابلة للتطبيق كإمكانية تخزين بيانات الهاتف على ذاكرةٍ احتياطية.

يَستخدم الأخصائي النفسي ما يُعرَف بالتنويم الإيحائي (Hypnotherapy) الذي يعتمد على إرشاد المصاب بالنوموفوبيا إلى التركيز والاسترخاء مع مناقشة المشاعر والأفكار المسببة لهذا الخوف وتعلّم تقنيات تهدئة النفس، ويُتاح العلاج الدوائي للحالات الأكثر صعوبة، وتستخدم أدوية مضادات الاكتئاب أو القلق للتخفيف من حِدة الأعراض تحت إشراف طبي.

ختاماً، تتفاوت حِدة النوموفوبيا بين الأشخاص وفق ظروفهم، فبعضهم تزيد فرص إصابتهم بها أثناء السفر، أو العمل، أو الدراسة، وكلما ازدادت ساعات استخدام الهاتف ارتفعت نسبة الإصابة بالنوموفوبيا.

وأشارت دراسة نُشرت في مجلة (Pysch) المختصة بعلوم النفس الصادرة عن معهد النشر الرقمي متعدد التخصصات (MDPI) عام 2021 إلى أنّ نحو 21% من البالغين يُصابون بالنوموفوبيا الشديدة، ويُعد طلاب الجامعات أكثر فئة عمرية معرضة لها، ما يزيد من رغبتهم بالانعزال عن المجتمع والبقاء على هواتفهم.

المراجع

[1] .medicalnewstoday.com, What is nomophobia?
[2] cpdonline.co.uk, What is Nomophobia?
[3] healthline.com,  Afraid of Losing Your Phone? There’s a Name for That: Nomophobia
[4] louislaves-webb.com, All About Nomophobia: The Fear Of Being Without a Cell Phone
[5] verywellmind.com, Nomophobia: The Fear of Being Without Your Phone
October 25, 2024 / 6:08 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.