جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
نحو عالم متسامح

العنصرية: أسبابها وأشكالها وكيفية القضاء عليها

16 أكتوبر 2024 / 12:43 PM
العنصرية_ أسبابها وأشكالها وكيفية القضاء عليها
download-img
تُمثِّل العنصرية (Racism) الاعتقاد بإمكانيَّة تقسيم البشر إلى مجموعات مختلفة؛ تبعاً للصفات الشكلية المُتوارَثة، مثل: لون البشرة، أو السِّمات الفكرية، والثقافية، والأخلاقية، والاعتقاد بأنّ بعض الأعراق مُتفوِّقة على غيرها بطبيعتها؛ ممّا يُؤدّي إلى تقسيم المجتمع إلى طبقات، واتِّباع الإجراءات التي تقمع بعض الأفراد والجماعات؛ بعَدِّهم أقلّ قيمة من غيرهم.

ويمكن أن تُؤدّي العنصرية إلى عدم المساواة العِرقية في توزيع الحقوق المدنية، ومصادر الدخل، والتعليم، والرعاية الصحّية؛ ممّا يُؤدّي بدوره إلى تفريق غير عادل بين الأفراد؛ تبعاً للعِرق الذي ينتمون إليه، ومن ثَمَّ اتِّساع الفجوة في الفرص والخدمات المُتاحة لهم.

أسباب العنصرية

تشمل مُعتقَدات العنصرية معاملة الأفراد معاملة ذات مستوى مُتدنٍّ مقارنة بغيرهم، أو حرمانهم من حقوقهم الأساسية؛ نتيجة التحيُّزات تجاههم؛ تبعاً للون البشرة، أو الدين، أو العِرق، أو اللُّغة، أو التوجُّه السياسي، أو الحالة الصحّية؛ كما هو الحال بالنسبة إلى ذوي الإعاقة.


ومن أبرز أسباب العنصرية: المُعتقَدات والصورة النمطية عن مجموعة مُحدَّدة من الناس، والتي تنتج عن التنشئة الاجتماعية، أو تجارب العمل والدراسة، أو غيرها من البيئات، ومع تلك المُعتقَدات، يصبح من السهل تصنيف الأفراد في قوالب نمطية.


ثمَّ إنّ نقص المعرفة المتعلِّقة بالثقافات والأعراق الأخرى قد يُؤدّي إلى تكوين تصوُّرات سلبية عن الآخرين، وإصدار الأحكام عليهم؛ ممّا يُعزِّز السلوكات العنصرية، بالإضافة إلى أنّ التشويه الإعلامي قد يُعزِّز أيضاً الصور النمطية العنصرية عن فئات مُعيَّنة في المجتمع لدى الجمهور.

أشكال العنصرية

تتنوّع أشكال العنصرية؛ فمنها: العنصرية العِرقيَّة التي تُؤدّي إلى تمييز أفراد أو جماعات؛ تبعاً للعِرق، أو اللون، والعنصرية الدينية المَبنيّة على التمييز؛ بسبب الدين، أو المعتقدات الدينية، والعنصرية الثقافية التي تُؤدّي إلى التمييز؛ بسبب الثقافة، أو المٌعتقَدات؛ ممّا يُقلِّل شأنها، أو يُعرِّضها للرفض.


ومن أبرز أنواع العنصرية ما يلي: 

العنصرية الداخلية (Internalized Racism)

تتمثَّل العنصرية الداخلية بتبنّي الفرد الواحد أفكاراً ومُعتقَدات عنصرية ضدّ ثقافة أو عِرق ما؛ فيعتقد أنّ هذه المجموعات أقلّ قيمة من الآخرين، وقد تُعبِّر العنصرية الداخلية أيضاً عن اعتقاد الفرد وتصديقه بأنّ ثقافته أو عِرقه أقلّ شأناً من غيره؛ ممّا يُؤثِّر سلباً في احترامه لنفسه، ويُشعِره باليأس.

العنصرية بين الأشخاص (Interpersonal racism)

يحدث هذا النوع من العنصرية عندما تُؤثِّر المُعتقَدات العِرقية الشخصية سلباً في تفاعلات الفرد مع الآخرين؛ فتظهر التحيُّزات الشخصية على سلوكات الأفراد وتفاعلاتهم اليومية؛ سواء أكانت واضحة، مثل السخرية منهم، أو توجيه الإهانات لهم، أم خفيَّة، مثل التمييز في العمل أو التعليم، أو غيرها. 

العنصرية المؤسَّساتية (Institutional Racism)

تتمثَّل العنصرية المؤسَّساتية بالسياسات والقوانين والممارسات التي تفرضها بعض المؤسسات، وتُفرّق بها أفراداً أو مجموعات عن غيرهم؛ تبعاً للعرق، أو الأصل، أو اللون، أو الدين.


ويمكن أن تظهر العنصرية المؤسَّساتية في عمليات التوظيف؛ كرفض توظيف أفراد؛ بسبب أصولهم فقط، أو تقديم خدمات أقلّ جودة، أو تطبيق سياسات تعليمية ضِدّ الطلاب من خلفيات ثقافية مُعيَّنة؛ ممّا يُؤدّي إلى تبايُن الفرص والخدمات المُقدَّمة.

كيفية القضاء على العنصرية

رفع مستوى الوعي الثقافي

لا بُدّ من مكافحة التمييز العنصري؛ من خلال تعزيز الوعي الشخصي أوّلاً حول هذه الظاهرة وآثارها السلبية في الأفراد والمجتمعات؛ عبر الإنترنت، أو الكُتب؛ ممّا يُسهِم في تعزيز فكرة أنّ لكلّ فرد الحقّ في العيش بكرامة وأمان.


ومن المهم أيضاً مشاركة الموادّ الصوتية والمرئية التي تناقش العنصرية مع العائلة والأصدقاء، ودعم المجتمعات العِرقية المختلفة؛ من خلال مشاركتهم أنشطتهم وفعاليّاتهم، ودعم الأعمال التي يُديرها المهاجرون أو الأقلّيات؛ ممّا يُسهم في تقوية التفاهم الثقافي بين الأفراد، ويُعزِّز التكامل الاجتماعي والتعايُش السلمي في المجتمعات المُتنوِّعة.

تحدّي العنصرية في المواقف اليومية

قد يواجه الفرد بين الحين والآخر مواقف تعكس التمييز العنصري على شكل نكتة، أو موقف مضحك بين أفراد العائلة أو الأصدقاء، وعلى الفرد عندها أن يُوضِّح للآخرين أنّ هذا ليس أمراً مُسلِّياً، بل هو تصرُّف عنصري، ومراسلة الشخص المَعنيّ والتحدُّث معه على انفراد -إن كانت الظروف تسمح بذلك-.


وتجدر الإشارة إلى أنّ الخوف أو التردُّد من التحدُّث مع الأشخاص الذين يظهرون سلوكاً عنصرياً أمر غير مُستحَبّ؛ لأنّ الاعتداءات الكبيرة غالباً ما تبدأ من مثل هذه الأمور التي قد لا يَعُدُّها الكثيرون خطيرة على الرغم من أنّها في الحقيقة تُعزِّز الصور النمطية الخاطئة، وتزيد التحيُّز بين المجموعات المختلفة.

تعليم الأطفال قِيَم التسامح

لا يُعَدّ التمييز العنصري من السِّمات الفِطرية، بل هو سلوك مُكتسَب؛ لذا، يمكن التخلُّص منه، ومكافحة انتشاره في المجتمع، وخاصَّة عند الأطفال الذين يقتدون بتصرُّفات الكبار من حولهم؛ ممّا يُحتِّم على الوالِدَين والأقرباء الكبار أن يكونوا قدوة حَسَنة لهم في التعامل مع الآخرين دون تمييز.


ولا بُدّ من مراقبة ما يشاهده الطفل عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والبدء بتوجيه سلوكه في سِنّ مُبكِّرة، مثل  إبداء الاستياء من سلوك غير لائق، وتعزيز قِيَم دعم التعايش السلمي والمساواة؛ الأمر الذي من شأنه أن يُقلِّل احتمالية تطوير سلوكات عنصرية لدى الأطفال، ويُسهِم في إعدادهم للتعامل مع الأشخاص من خلفيات مختلفة باحترام.

 

المراجع


[1] britannica.com, racism
[2] aclrc.com, Racism
[3] humanrightscareers.com, 10 Root Causes of Racism
[4] voicesofyouth.org, Five actions you can take against racism and discrimination
[5] nnedv.org, 8 Everyday Ways to Fight Racism

October 16, 2024 / 12:43 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.