بيئة هادئة لكبار السنّ.. كيفية إعداد المنزل لراحتهم

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ إعداد المنزل بشكل يتناسب مع احتياجات كبار السِّنّ يُمكِّنهم من الاستقلالية والراحة، ويساعدهم على التكيُّف مع التحدِّيات اليومِيَّة بفاعليَّة أكبر، وهو ليس أمراً صعباً؛ فمن خلال اتِّباع بعض الإرشادات والتدابير البسيطة، يمكن توفير بيئة تُسهِم في راحتهم وسلامتهم، وفيما يأتي بعض التوجيهات التي تتعلَّق بكيفيَّة تجهيز المنزل بما يتناسب واحتياجات كبار السِّنّ.

الحدّ من الضوضاء في المنزل: الهدوء رفيقٌ لهم

الحَدّ من الضوضاء في المنزل أمر بالغ الأهمِّيَّة؛ لضمان توفير بيئة هادئة لكبار السِّنّ، وعلى الرغم من أنَّ التحكُّم بشكل كامل في مصدر الضوضاء يمكن أن يكون صعباً إن كان ناتجاً عن عوامل خارجيَّة؛ كالأصوات الناتجة عن حركة السيّارات، أو الإزعاج بسبب الجيران، إلّا أنّ بالإمكان اتِّخاذ بعض التدابير للتخفيف من هذا الإزعاج؛ كاستخدام الأبواب والنوافذ العازلة للصوت، وتركيب الستائر السميكة التي تساعد على امتصاص الصوت، وبالتالي عزله.

أمَّا إن كان مصدر الضوضاء من داخل المنزل، يمكن اتِّخاذ عِدَّة إجراءات للتحكُّم فيها وتقليلها بفعاليَّة؛ فإن كانت الضوضاء ناتجة عن الأجهزة المنزليَّة، مثل ماكينة القهوة، أو المُكيِّفات، أو مكانس الكهرباء، فإنّ الأجهزة البديلة التي تتوفَّر الآن تعمل بتقنيات لا تُصدر أصواتاً ولا تُسبِّب الإزعاج، أمّا إن كان من الصعب استبدال الأجهزة القديمة، فيمكن اللجوء إلى استخدام هذه الأجهزة في أوقات غير أوقات راحة كبار السِّنّ.

وبالإضافة إلى ذلك، يُفضَّل تخصيص غرفة نوم هادئة ومساحة أو زاوية في المنزل يمكن لكبير السِّنّ الاستمتاع بجوّ هادئ ومُريح فيها، بحيث يمكِنهم الاسترخاء والاستمتاع بالراحة بعيداً عن أيّ مصدر للضَّوضاء، وإن كان هناك أطفال في المنزل، فإنَّ تخصيص أماكن مُحدَّدة للَّعِب بعيداً عن مكان وجود كِبار السِّنّ يُعَدّ أمراً ضروريّاً للحفاظ على جوّ هادئ ومُريح للجميع داخل المنزل.

التخلص من الفوضى في المنزل: لا للعشوائية

التخلُّص من الفوضى وتنظيف البيت باستمرار جزء أساسيّ من توفير بيئة آمِنة ومُريحة لكِبار السِّنّ في المنزل؛ فعندما يجري تنظيم المنزل بشكل مناسب ومُنسَّق بعيداً عن العشوائيّة، يصبح من الأسهل على كِبار السِّنّ التنقُّل داخله دون أيَّة عوائق، وبالتالي يزداد شعورهم بالراحة والأمان، ويتمكَّنون من الاستمتاع بالحياة اليومِيَّة بشكل أفضل؛ ففي هذه المرحلة العُمرِيَّة تصبح الحركة صعبة؛ لذا تبرز الحاجة إلى ترتيب المنزل بما يتناسب مع احتياجاتهم الخاصَّة، ولا يكفي تنظيم غرف النوم الخاصَّة بهم وترتيبها فقط، وإنَّما ينبغي ترتيب الأثاث بطريقة تُسهِّل التنقُّل في أنحاء المنزل كُلِّها، بحيث لا يكون مُتَراصّاً بما يُعيق الحركة، أو يُعرِّض كبير السِّنّ للاصطدام أثناء الحركة.

وبالإضافة إلى ما سبق، ينبغي التخلُّص من الأشياء غير المُستَخدَمة أو غير المُفيدة في المنزل؛ لتحرير المساحات، وتجنُّب الفوضى، كما يمكن استخدام حلول التخزين الذكية، مثل الصناديق، والرفوف؛ لتنظيم الأشياء بفَعاليَّة ممّا يمنع تراكمها على الأرض، وبالتالي تقليل خطر التعثُّر والسقوط الذي يمكن أن يتعرَّض له كِبار السِّنّ، ويجب اتِّباع الإرشادات الآمِنة في تمرير الأسلاك والوصلات الكهربائية داخل المنزل، إذ يُفضَّل إخفاء الأسلاك داخل الجدران، أو استخدام أغطية خاصَّة للحِماية من الوصول المُباشِر، كما يُفضَّل تثبيت الأسلاك بصورة آمِنة على الجدران بدلاً من وضعها على الأرض أو تحت السجّاد. 

وتجدر الإشارة هنا أيضاً إلى ضرورة الانتباه للسجّاد المُستَخدَم في البيت؛ بحيث يكون ثابتاً على الأرض ولا يُسبِّب الانزلاق، وقد تُسبِّب حَوافّ السجّاد أيضاً سقوط كبار السِّنّ إن كانت مقلوبة؛ لذا يجب الانتباه لهذه التفاصيل التي قد تبدو صغيرة أو غير مُهِمَّة على الرغم من أنَّها تُسهِم بالفعل في توفير بيئة آمِنة لكِبار السِّنّ.

ضبط ارتفاع السرير وتثبيت حواجز جانبيّة: لنومٍ هانئ ومريح

توفير بيئة نوم مُريحة وآمِنة لكِبار السِّنّ أمر مهم للحفاظ على الصحة النفسية والجسديَّة، ومن الخطوات الأساسية لتحقيق ذلك ضبط ارتفاع السرير بشكل مناسب، وتثبيت حواجز جانِبيَّة له؛ لضمان ليلة هادئة ومريحة لهم؛ إذ يُسهِم تعديل ارتفاع السرير؛ سواء برفعه، أو خفضه، في تسهيل عملية الصعود إليه والنزول منه، وبالتالي تخفيف الضغط على الجسم. 

كما يجب الحرص على تثبيت الحواجز الجانبيَّة للسرير بما يتناسب مع وزنهم؛ لضمان سلامتهم ومنع سقوطهم أثناء النوم، ويُنصَح أيضاً بتركيب حواجز قابِلة للتعديل ومُزوَّدة بأضواء ليليَّة "LED"؛ لتوفير إضاءة مناسبة للرؤية في الظلام، وتسهيل التنقُّل بسهولة داخل الغرفة، وهذه التدابير على بساطتها إلّا أنَّها تمنح كبار السِّنّ الشعور بالراحة.

اتّخاذ التدابير الوقائيّة في الحمام: السلامة أولوية

لضمان سلامة كِبار السِّنّ أثناء استخدامهم الحَمّام، لا بُدَّ من اتِّخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائيَّة الفَعّالة التي تُقلِّل خطر الحوادث والإصابات، ومن هذه الإجراءات وضع سجّاد غير قابِل للانزلاق على أرضيَّة الحَمّام؛ لتوفير قاعِدة ثابتة وآمِنة لكِبار السِّنّ أثناء حركتهم، بالإضافة إلى ضرورة توفير مقعد مُرتَفِع للمرحاض؛ للجلوس عليه بسهولة، وبالتالي تخفيف الضغط على الظهر والرُّكبَتَين.

كما ينبغي تصميم حوض استحمام أرضيّ يتضمَّن باباً سهل الفتح، وأرضيَّة غير زَلِقة، بالإضافة إلى تركيب مَقابِض مُتعدِّدة في مختلف مناطق الحَمّام، لا سِيَّما بجانب المرحاض وحوض الاستحمام، ممّا يُتيح لكِبار السِّنّ التمسُّك بها والاستناد عليها؛ للحفاظ على التوازن أثناء الحركة.

ولا يمكن تجاهل أهمِّية ضبط درجة حرارة الماء بعناية؛ لتفادي حروق البشرة من الماء الساخن، أو حتى التضرُّر من الماء البارد؛ إذ يُفضَّل تركيب مُنظِّم الحرارة؛ لتحديد درجة الحرارة تلقائيّاً، ومن المُهِمّ أيضاً تنظيم مُستَلزَمات الحَمّام جميعها ونترتيبها بشكل مناسب، ووضعها في أماكن يَسهُل وصول كبير السِّنّ إليها دون عناء، وذلك كلُّه يُسهِّل عملية استخدام الحَمّام، ويَحُدّ من المَخاطر المُحتَمَلة التي قد تواجه كِبار السِّنّ، ويزيد شعورهم بالراحة والأمان.

توفير إضاءة مناسبة: لرؤية أفضل

بالحديث عن توفير الإضاءة المناسبة في المنزل لكِبار السِّنّ، تجدر الإشارة أوَّلاً إلى أهمِّية استغلال الضوء الطبيعيّ في فترات النهار؛ أي أشعَّة الشمس؛ إذ يجب فتح ستائر المنزل في النهار والنوافذ أيضاً إن كانت حالة الطقس تسمح بذلك؛ بهدف السَّماح لأشعَّة الشمس بالدخول إلى المنزل؛ لما للضوء الطبيعيّ من تأثيرات إيجابيَّة على صِحَّة كِبار السِّنّ؛ سواء الجسديَّة، أو النفسيَّة؛ إذ يساعد ذلك على زيادة إنتاج هرمون السيروتونين "Serotonin"، والذي يُسهِم بدوره في تحسين الحالة المزاجية.

ومع التقدُّم في السِّنّ، يمكن أن يُواجِه العديد من الأشخاص مشكلات في النَّظر، وضَعفاً في الرؤية، ممّا يعني وجوب توفير الإضاءة الجيِّدة والمُلائِمة في أنحاء المنزل كُلِّها، ولا سِيَّما المَمرّات والأماكن الضَّيِّقة، وزيادة سُطوع الإضاءة؛ لجعل الأشياء أكثر وضوحاً، والحَدّ من خطر الاصطدام بالأشياء، ومن التقنيات المُتطوِّرة في هذا المجال الأضواء الذَّكِيَّة التي تعمل بحَسّاسات الحركة لتشغيل الإضاءة تلقائيّاً عند دخول الشخص إلى الغرفة دون الحاجة إلى ضغط زِرّ التشغيل. 

وفي الختام، يُنصَح باتِّباع الإرشادات والتدابير المُوصى بها؛ لضمان توفير البيئة المُلائِمة أثناء رعاية كبار السن، بالإضافة إلى الحفاظ على صحتهم العامة، وراحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وتعزيز جودة حياتهم اليوميَّة.

المراجع
[1] aznha.org, Ideas for a More Peaceful Home Atmosphere for the Eldery 
[2] medicalalert.org, HOME PREPARATION TO AID SENIOR INDEPENDENCE
[3] familyresourcehomecare.com, The Importance of Lighting for Elderly Mental Health: Tips for Brightening Up Their Days
[4] adarahomehealth.com, How to Create a Relaxing Environment for Seniors
[5] sunnydaysihc-greatlakes.com, How To Prepare Your Parents’ Home For Aging In Place