جار التحميل...
واستناداً لتقرير صادر عام 2023 عن مُنظَّمة (College Board) المَعنية بزيادة فرص الوصول إلى درجة التعليم العالي، فإنّ الأفراد الحاصلين على شهادة جامعية ومستوى عالٍ من التعليم هم الأقلّ احتياجاً إلى المساعدات الاجتماعية، والأكثر وَعياً واندماجاً في المجتمع، أمّا على الصعيد الشخصيّ، فهم يحظَون بدَخل أعلى، ومزايا وظيفية أفضل من غيرهم؛ كالتأمين الصحّي، وغيره.
يُقدِّم التعليم الكثير من الفوائد والمنافع التي تصُبّ في مصلحة الفرد، ومنها على سبيل الذكر لا الحَصر ما يأتي:
يدعم التعليم الشخصيَّة ويصقلها منذ البدء بالدراسة في مرحلة الطفولة إلى حين التخرُّج، ويمنح المُتعلِّم الفرصة للتطوُّر وبناء الذات؛ عبر إكسابه المعلومات والثقافات الجديدة التي تُنير العقل، وتُعزِّز الإدراك، وتُثير الفضول والشَّغف، وتدفعه إلى المناقشة، والتفكير، والبحث، والاستنتاج.
وفي مراحل الحياة العلمية المختلفة، تتطوَّر المهارات وتنمو كُلّما زادت التجارب والمعارف، وتزداد المرونة، والقدرة على التكيُّف، واتِّخاذ القرار، وحلّ المشكلات؛ عبر مُعايَشة سلسلة من المواقف والتجارب، والتعلُّم منها.
يُنمّي التعليم قدرات الفرد في التواصل، ويُطوِّرها؛ بتفاعله مع المُعلّمين والزملاء، وتعلُّمه أساليب الحوار، وكيفية إدارة نقاشات هادفة تُعبِّر عن الأفكار، والرغبات، والطموحات، ويُعزِّز العِلم أيضاً قدرته على التواصل مع الآخرين؛ ففي الحياة الأكاديمية، يحظى الطالب بدائرة علاقات تتَّسِع باستمرار، وبأقران مُتعلِّمين يُمكنه البقاء على اتِّصال معهم وخلق علاقات طيِّبة قد تفيده في حياته العملية والمهنية لاحقاً.
يمنح التعليم الفرد الفرصةَ لإيجاد وظيفة مناسبة حسب مستواه التعليميّ؛ فكُلّما زادت الدرجات العلمية والإمكانات التي يتمتَّع بها، اتَّسَعت دائرة الفرص التي يُمكن أن يحظى بها، وعموماً، يُمكن اعتبار التعليم استثماراً يُحقِّق إيرادات تزداد بمرور الوقت، ويدعم استقرار الفرد المالي؛ بحصوله على دَخل ثابت بقيمة أعلى كُلّما زادت خبراته، وكفاءاته، وشهاداته العلمية.
يُدرك الشخص المُتعلِّم الذي يتحلّى بالمنطقية والوعي أهمّية اتِّباع أنماط حياة صِحِّية، ومدى تأثيرها فيه؛ فيتجنَّب السلوكات الضارَّة والضغوطات قدر الإمكان، ويلجأ إلى ممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية المختلفة التي تحُدّ من التوتُّر، وتُخفِّف ضغوطات العمل والحياة، ومن ثَمَّ تُعزِّز الصحَّة العامَّة، ويُدرك أيضاً أهمّية إجراء الفحوصات الطبّية الدوريّة اللازمة، وعدم إهمالها متى ما دعت الحاجة إليها.
تأكيداً على قول صاحب السُّمُوّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة، في ما يتعلَّق بتطوُّر العلم وطريق التنمية: "العالم يتغيَّر بوتيرة سريعة، والعلم يتطوَّر بشكل أسرع، والدول تتسابق نحو التنمية، وفي هذا السِّباق سيكون التعليم هو رهاننا للتقدُّم؛ فمكاننا في المستقبل سيُحدِّده التعليم، ومكانتنا بين الدول سيبنيها التعليم، والظفر بثمار التنمية والتطوُّر لن يُقرِّره سوى التعليم…"، فإنّ للتعليم فوائد مُهِمَّة للمجتمع، ومنها ما يأتي:
يُشجِّع التعليم على المساواة بين مُختلف فئات المجتمع، ويدعم استقلالية الفرد وحُرّيته الشخصية، ويُحقِّق العدالة الاجتماعية؛ فكُلّما كان المُجتمع مُثقَّفاً وناضجاً أكثر، تغيَّرَت نظرة أفراده إلى المعايير السطحية؛ كالجنس، واللَّون، والعِرق، وزادت قدرة كلٍّ منهم على تقبُّل واحترام الآخرين حتى وإن كانوا غير مُتوافِقين مع منظوره الشخصي.
يُعزِّز التعليم القِيَم الأخلاقية لأفراد المجتمع، ويُساعد على حمايتهم ومنع التجاوزات التي قد تحدث؛ بسبب الجهل، والانحطاط الأخلاقي، أو انعدام القِيَم المجتمعية؛ فالمُتعلِّم الذي يتمتَّع بالوعي والأخلاق الحَسَنة يعكسها على سلوكاته وتعامُلاته مع الآخرين؛ إذ يطمح إلى عَيش حياة كريمة ومستقيمة وآمِنة تستند إلى التعاون والتكافل مع بقيَّة أفراد المجتمع.
تعيش أُسَرٌ كثيرة في العالَم أوضاعاً مادّية مُتدنِّية؛ لافتقار أفرادها إلى الوظائف التي تُؤمِّن لهم مصدر دخل يُغطّي احتياجاتهم الأساسيّة؛ ممّا يُؤثِّر مباشرة في المستوى الاقتصادي للمجتمع.
ويرجع السبب في ما سبق إلى افتقار مُعيلي هذه الأُسَر، وخاصَّة فئات الشباب القادرين على العمل، إلى التعليم الذي يفتح لهم آفاقاً جديدة، ويُوفِّر فرصاً أفضل للعمل بما يُحقِّق دُخولاً أعلى، ومن ثَمَّ يُحسِّن المستوى المادّي، والأفراد المُتعلِّمون يمتلكون مهارات أفضل، وقدرة أكبر على الابتكار والإبداع، وهذا كُلّه يسهم في زيادة الإنتاجية، ودعم الأوضاع الاقتصادية للمجتمع، والدولة كُلِّها.
يُسهم التعليم في مَحو الأُمِّية، وخلق الوعي، وانفتاح الأفراد على الثقافات المختلفة، وعلوم الشعوب الأخرى، وإنجازاتهم، وحضاراتهم، ومن ثَمَّ يخلق التغيير، ويُعزِّز قبول الفرد للأفكار الجديدة، وتبنّي وجهات النظر المختلفة؛ ممّا يسمح بالتبادل الثقافي بين المجتمعات، ويُحقِّق الاحترام والتوافق بين الناس، ويُسهم في بناء المجتمعات، والارتقاء بها.
يُشكِّل التعليم أولوية مهمَّة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ إذ كفل الدستور "حقّ التعليم" للمواطنين الإماراتيين جميعهم، وجعله مجّانياً وإلزامياً لكلا الجنسَين في المرحلة الإبتدائية والأساسية، وصولاً إلى المرحلة الثانوية؛ بهدف القضاء على الأُمِّية، وخلق مجتمع مُتعلِّم وواعٍ؛ الأمر الذي أكَّدت عليه وزارة التربية والتعليم من خلال تطويرها مقاييس واستراتيجيات مُتعدِّدة تضمن بها تعليماً عالي الجودة ورفيع المستوى لأبنائها التلاميذ.
وكانت الوزارة قد واصلت مَهامَّها في تحسين التعليم ودعمه، وزيادة فرص التعلُّم للجميع؛ بالتنسيق مع بقيّة المُؤسَّسات التعليمية؛ الخاصَّة، والحُكومية، وباستخدام المناهج الحديثة، والخُطَط التربوية الناجحة، والاستفادة من التكنولوجيا، وتوظيفها في العملية التعليمية؛ لبناء جيل يَعتزّ بهويّته الوطنية، ويُواكب في الوقت ذاته مهارات العصر الحديث ومُتطلَّباته.
المراجع
[1] potomac.edu, 15 Benefits of Education That Can Impact Your Future
[2] uopeople.edu, 10 Benefits of Education That Will Surprise You
[3] research.com, Why is Education Important to Individuals and Societies in 2024?
[4] allisonacademy.com, Importance of education in society
[5] u.ae, تعزيز الدولة لقطاع التعليم