قوة الكلمة: أهمية الكتابة في حياتنا

واستناداً إلى قول صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة،

عن أهمّية اللغة وكتابة علوم الشعوب: "(اللغة العربية) منذ فجر الإسلام، دُوِّنت بها العلوم، واستخدمتها شعوبٌ، واتَّخذتها لغة العلوم، والثقافة، والفنون، والآداب".

 

وفي هذه المقولة، يُؤكِّد سُمُوُّه على أنّ الكتابة عمود التواصل، وبوّابة التعرُّف إلى الحضارات واللُّغات، وأساس يدعم نُمُوّ المجتمعات، وعُنصر جوهري بارز يُعزِّز التطوُّر الثقافي والاجتماعي، في عالَم يُسيطر عليه التواصل الرقمي باستخدام التكنولوجيا؛ كالمنشورات، والرسائل، والمقالات المكتوبة، وغيرها، وفي ما يأتي توضيح أهمية الكتابة في حياتنا:

أساس النجاح العلمي والأكاديمي

تُعَدّ الكتابة حجر الأساس في العملية التعليمية؛ فالمعرفة تُكتسَب من المناهج الدراسية بمختلف طرق نَقلها وتقديمها، وهي وسيلة لترجمة الأفكار ونقلها ايضاً، وعرض الأبحاث والنظريات، والنُّمُوّ الفكري؛ عبر تبادل المعارف بين التلاميذ والأساتذة في مختلف أنحاء العالَم.

وتُعَدّ الكتابة وسيلة للالتزام بالشفافية، والحفاظ على النزاهة الفكرية، وحقوق المُؤلِّفين؛ عبر تدوينها ونقلها بأمانة، ولا بُدّ للطلّاب منذ الصِّغر تعلُّم الكتابة؛ لاستكمال مراحل التعليم التالية، والنجاح في صفوفهم، والتأهُّل إلى المرحلة الجامعية، ثمّ الانطلاق إلى الحياة الوظيفية وسوق العمل.

سبب الارتقاء الوظيفي

تُؤدّي الكتابة دوراً بارزاً في عكس الصورة الأوّلية عن المُوظِّف الذي يودّ الانخراط في سوق العمل؛ بدءاً من التقديم للعمل، وإرسال السيرة الذاتيَّة، وخِطابات التوظيف، وغيرها، ولا يُشترَط امتلاك مهارة الكتابة فحسب لمَن يعمل في المجالات الأكاديمية، أو النشر والصحافة والإعلام، وغيرها، وإنَّما امتلاك المهارات الكتابيّة والقدرة على التعبير أيضاً؛ إذ باتت مُعظم الشركات تستقطب المُوظَّفين المُبدِعين ممَّن يُجيدون الكتابة والتعبير، وتُوظِّف مهاراتهم بما يخدم المصلحة العامَّة، ويرتقي بالعمل.

دعم البحث والتفكير والنقد

تُغذّي مهارة الكتابة الروح، وتروي عطش الذاكرة، وتُعزِّز التركيز والتفكير النقدي والقدرة على التحليل والاستنتاج؛ عبر التدقيق في المعلومة المكتوبة، وتلخيصها، ونقدها، وتقويمها، واستخراج الأفكار، وتلخيصها، ودعمها بالأدِلَّة المناسبة، وجميعها مهارات أكاديمية تعتمد على البحث الدقيق في المصادر العلميّة، وفهمها، واستنباط الحقائق المُدعَّمة بالأدِلَّة، ونقد الفرضيات الأخرى الواهية أثناء تدوينها.

حفظ المعلومة ونقلها إلى الأجيال الأخرى

تُمكِّن الكلمات المكتوبة القارئ والمُهتَمَّ من الوصول إلى المعلومات القديمة والعودة في الزمن إلى الوراء، واكتساب المعارف من الحضارات والأمم السابقة، ومن ثَمَّ الحفاظ على الاكتشافات والإنجازات المُختلفة، وضمان تناقلها وتطوُّرها على مَرّ الأجيال.

بالإضافة إلى أنّها تسهم في تخليد إرث الشخصيات التاريخية البارزة؛ كالفلاسفة، والقادة المُؤثِّرين، والعلماء البارزين ممَّن رحلوا وخلَّفوا وراءهم الكثير من العلوم المُهِمَّة، والمعارف القَيِّمة، والكلمات المُميَّزة والنادرة التي تُؤثِّر إيجاباً في الآخرين.

مفتاح التواصل مع الآخرين

يُمكن للمنشورات والرسائل والمقالات المكتوبة أن تُحفَظ وتُخلَّد لسنوات، وأن تكون أداة سريعة للتواصل، بغضّ النظر عن موقع انطلاقها؛ فتربط بين الناس من شتَى الأماكن، ومُختلف الأزمان، وهي اليوم من أهمّ أساليب التواصل الاجتماعي، وخاصَّة في ظِلّ انتشار الأجهزة التكنولوجية التي سهَّلت على المُستخدِمِين الأمر.

وبحسب دراسة استقصائية أجرَتها مِنصَّة ستاتيستا (Statista) الخاصَّة بالإحصاءات والتقارير العالمية في عام 2023، على المُستهلِكِين في أنحاء العالَم أجمع، وُجِد أنّ الرسائل النصِّية القصيرة المكتوبة من الهواتف المحمولة هي أكثر الطرق الشائعة للتواصُل بين المُستَخدِمِين؛ إذ شَكَّلت ما نسبته 40% مقارنةً بطرق التواصل الأخرى؛ كالمكالمات الهاتفية، أو التسجيلات الصوتية.

وسيلة لتفريغ المشاعر والحدّ من التوتر والقلق

تُعبِّر الكتابة عن المُيول، والمُعتقَدات الشخصية، والتجارب التي مَرّ بها الكاتب، ويُمكن أن تكون من الطرق المُستخدمة؛ لمعالجة المشاعر الداخلية والأفكار السلبية، والحَدّ من التوتُّر والقلق، ومساعدة النفس في التخلُّص من الندوب العميقة وآثارها التي قد لا تظهر للآخرين لكنَّها ما تزال موجودة؛ إذ تمنح الكلمات المواساةَ وتُسهِم في بناء الثِّقة بالنفس، إضافة إلى وضع الخُطَط المستقبلية، واقتراح الحُلول المُمكِنة؛ لتخطّي الصُّعوبات والمشكلات الشخصية.

ختاماً: معلومات حول جائزة إمارة الشارقة للإبداع العربي

تُعَدّ دولة الإمارات من أوائل الدُّوَل العربيَّة الداعمة للمواهب الإبداعيَّة المُتعلِّقة بمهارات الكتابة؛ فتبعاً لتوجيهات صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وجهوده العظيمة في تحفيز الكُتّاب والكاتبات في الدولة وفي مُختلف الدُّوَل العربية المُجاورة، ودعمهم، وبإشراف إدارة الشؤون الثقافية في حكومة الشارقة (دائرة الثقافة)، وتنسيق منهم، أُطلِقَت "جائزة الشارقة للإبداع العربي".

وتكون المشاركة في "جائزة الشارقة للإبداع العربي" بمُوجب شروط خاصَّة، من أبرزها الكتابة باللُّغة العربية الفُصحى ضمن مجالات مُحدَّدة؛ كالقِصَّة القصيرة، والشِّعر الفصيح، والنَّقد، والرِّواية، والنُّصوص المسرحية، وأدب الطفل، ويُعقَد حفل يتضمَّن ورشة إبداعيَّة؛ لتوزيع مجموعة من الجوائز النقدية المختلفة على الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى، وتُطبَع أيضاً الأعمال الفائزة، وتُحفَظ نُسخة منها لدى دائرة الثقافة في الشارقة.

 

المراجع   

 

[1] www.uagc.edu, The Importance of Writing Well & How to Grow as a Writer
[2] www.schooldekho.org, The Power of the Written Word: How Words Shape Our World
[3] www.gcu.edu, Why Is Writing Important?
[4] demmelearning.com,Why Is Writing Important?
[5] sdc.gov.ae, جائزة الشارقة للإبداع العربي