جار التحميل...
وتهدف الأنشطة اللامنهجية إلى تعزيز تجربة التعلّم لدى الأطفال، وتقوية ما يتعلّمونه في الصف، كما تُتيح لهم فرصة تطبيق مهاراتهم واستخدامها بطريقة عملية، ويجدر بالذكر أنّ المشاركة في الأنشطة اللامنهجية تُعَدّ ميزة إيجابية في مستقبل الطفل الجامعي والمهني.
تمنح الأنشطة اللامنهجية الأطفال فرصة لتطبيق المهارات الأكاديمية التي يتعلّمونها في الصفوف الدراسية؛ من خلال تجارب حياتية حقيقية؛ فعلى سبيل المثال، لا يتعلّم الأطفال كيفية إعداد وجبات غذائية فقط عندما يشاركون في نشاط الطهي، بل قد يكتسبون أيضاً معرفة عميقة بأهمية التغذية السليمة، والفوائد الصحّية للمُكوّنات المختلفة.
كما تُسهم الأنشطة اللامنهجية في توسيع دائرة أصدقائهم، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية والتواصلية، وتُعزّز اكتشافهم أنفسهم واهتماماتهم، وتطوير شغفهم واهتمامهم في مختلف المجالات.
بالإضافة إلى أنّ الأنشطة اللامنهجية تُعزِّز قدرات الأطفال في العمل الجماعيّ والقياديّ، وتُحفِّزهم على التفكير الإبداعي والابتكار، كما تعلّمهم كيفية الالتزام بواجباتهم وإدارة وقتهم بشكل فعّال، وتزيد تقديرهم لأنفسهم، وتُعزّز صحّتهم العقلية والعاطفية، وتساعد أيضاً على تعليمهم الرحمة والتعاطف مع الآخرين؛ نتيجة مشاركة غيرهم في الألعاب، وقد توفّر لهم فرصاً للتعامل مع أشخاص من خلفيات مختلفة ثقافياً واجتماعياً، ممّا يُعزّز فهمهم واحترامهم للتنوّع في المجتمع.
ويجدر بالذكر أنّ المدارس التي تُولي اهتماماً بالأنشطة اللامنهجية غالباً ما يتمتّع طُلّابها بتحصيل أكاديمي أفضل، كما يعكس فهمها لأهمية احترام وقت الطلاب وجهدهم خارج الصفوف الدراسية، وتعود هذه الفوائد أيضاً على المدرسة بشكل إيجابيّ؛ إذ تسهم في تعزيز مشاركة الطلاب، وزيادة رضا أولياء الأمور فيما يتعلَّق بجودة التعليم الذي يتلقّاه أبناؤهم، وهذا النوع من الاهتمام عادةً ما يكون من أبرز النقاط التي يأخذها الأهل في الاعتبار عند اختيار المدرسة التي تناسب أطفالهم.
عادةً ما تُنظَّم الأنشطة اللامنهجية بواسطة المدارس أو المُنظَّمات الخارجية بعد انتهاء وقت الدراسة، أو من خلال برامج صيفية، ويمكن للطفل ممارسة العديد منها بشكل مُستقِلّ، ومن أبرزها:
تشمل الأنشطة الرياضية ممارسة الرياضات المختلفة، مثل: كرة القدم، وكرة السلّة، والتنس، بالإضافة إلى ممارسة السباحة، وأيّ نوع آخر من الرياضات؛ إذ تُوفِّر هذه الأنشطة الفرصة لتحسين اللياقة البدنية، وتعلّم مهارات جديدة، وتعزيز صحّتهم العامة، كما تساعد الأطفال على تطوير مهارات التعاون والعمل الجماعي، وتعلُّم قواعد اللعبة والانضباط.
وهما نشاطان فنّيان يمكن للأطفال الموهوبين في الفنون التشكيلية الاستمتاع بهما، ومن خلالهما يُطوّر الطفل مهاراته الإبداعية؛ بتعزيز قدرته على التعبير الفنّي، وتعلّم الألوان، وتصميم الأشكال، وتعزيز التفكير الإبداعي لديه، وتنمية خياله عند محاولته إيجاد حلول للتحدِّيات التي قد يواجهها أثناء ممارسته العمل الفنّي.
كما تسهم أنشطة الرَّسم والتخطيط في تطوير تركيز الطفل ومهاراته الحركية الدقيقة، بالإضافة إلى أنّها تمنحه فرصة التعبير عن ذاته، وتُعزِّز ثقته بنفسه.
الحِرَف اليدوية والفخّار والنَّحت أنشطة إبداعية تساعد الأطفال في تطوير مهاراتهم الحِسِّية والحركية بطريقة ممتعة وتعليمية؛ فعندما يُشكِّل الطفل الطين ويصنع منه أشياء بيدَيه، فإنّه يتعلَّم المزيد عن الأشكال وكيفية تشكيلها في العالَم ثُلاثيّ الأبعاد، ويُطوّر مهارات الصبر والتركيز لديه؛ لتحقيق النتيجة التي يرغب فيها، وهي تسهم كذلك في تعزيز الإبداع والثقة بالنفس لديه.
يضمّ نادي القراءة مجموعة من الأطفال الذين يهتمّون بالكتب؛ لمناقشة القصص، والتعبير عن آرائهم حِيالها، ويُعَدّ هذا النوع من الأنشطة فرصة ممتازة؛ لتعزيز حُبّ القراءة لدى الأطفال، وتحفيزهم على استكشاف عَوالِم جديدة من خلال الكتب، بالإضافة إلى تعلُّمهم كيفية التعبير عن أفكارهم وآرائهم.
تُمثّل دورات الطبخ للأطفال فرصة رائعة لتعليمهم فنون الطهي بطريقة مُبتكَرة وممتعة؛ فمن خلال هذه الدورات، يمكن للأطفال تعلُّم كيفية التركيز والابتكار، وتطوير مهاراتهم العملية، مثل استخدام الأدوات، والتعامل مع مختلف المُكوّنات الغذائية، إضافة إلى كيفية إعداد وجبات صحِّيّة ومُتوازنة.
تُعَدّ المشاركة في العمل التطوّعي من الأنشطة اللامنهجية القَيِّمة لدى الأطفال؛ من خلال تفاعلهم مع أفراد المجتمع، وعملهم معهم جنباً إلى جنب لتحقيق أهداف اجتماعية مشتركة، ممّا يزيد وعيهم بالمسؤولية الاجتماعية والتأثير الإيجابي الذي يمكنهم تحقيقه في محيطهم.
لعب الشطرنج نشاط لامنهجي مفيد جدّاً للأطفال؛ فهو يُتيح لهم فرصة تعلُّم استراتيجيات اللعب، والصبر، والتوقيت الذي يُعَدّ أساسياً في اللعبة، كما يُنمّي مهاراتهم في التفكير التحليلي؛ من خلال محاولتهم تحليل خُطُط خُصومهم واستراتيجيّاتهم، والسعي إلى التفوق عليها.
وفي الختام، عند إشراك الطفل في الأنشطة اللامنهجية، يجب أوّلاً التأكُّد من توفّر الإشراف الكافي، وتطبيق إجراءات السلامة اللازمة في المكان الذي ستجري فيه هذه الأنشطة، ولتحقيق أقصى استفادة من الأنشطة اللامنهجية للطفل، يُنصَح باختيار النشاط الذي يتماشى مع اهتماماته ومواهبه، مع إتاحة الفرصة له لاكتشافها، وعدم إجباره على ممارسة أنشطة لا يرغب فيها، كما أنّ من المهمّ مراعاة جدول الطفل وقدراته قبل اختيار الأنشطة؛ إذ إنّ تحميل الطفل فوق طاقته قد يؤدّي إلى شعوره بالضغط والاكتئاب.
المراجع
[1] cpdonline.co.uk, All about the Benefits of Extracurricular Activities for Children
[2] parenting.firstcry.com, List of Extracurricular Activities for Kids
[3] brighterfuturesindiana.org, Extracurricular Activities for Elementary Students
[4] webmd.com, Benefits of Extracurricular Activities for Kids
[5] parents.com, The Best Extracurricular Activities for Your Kid, Tween, or Teen