جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تقوية شخصية الطفل منذ الصغر

كيفية تعزيز ثقة طفلي بنفسه: لتربية ابن واثق

11 ديسمبر 2024 / 2:28 AM
كيفية تعزيز ثقة طفلي بنفسه؛ لتربية ابن واثق
download-img
يؤمن الطفل الواثق من نفسه بقدراته وإمكاناته أكثر ممّا قد يفعل غيره من الأطفال، وهو ما يجعله أكثر قدرة على تحقيق النجاح؛ فالثقة بالنفس تجعل الطفل أكثر سعادة ومرونة في التعامل مع تحدِّيات الحياة التي قد تُواجِهه، وأكثر قدرة على إنشاء علاقات صِحِّية، وللعائلة دور رئيس في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، على النحو الآتي:

التربية بالقدوة

غالباً ما يقتبس الأطفال مشاعر والِدِيهم وسلوكاتهم اليومية؛ لذا، من شأن تعامل الوالِدين مع المَهامّ أو الأحداث بتفاؤل وثقة بالنفس، أن يدفع الطفل إلى التصرُّف بالثقة ذاتها عند مواجهة المواقف المختلفة، ولا يُشترَط هنا عدم إظهار الوالِدَين قلقهما أبداً؛ إذ ينبغي أن تكون تصرُّفاتهما معقولة وواقعية، وإنَّما المطلوب هو التركيز على المشاعر الإيجابية أكثر.

التواصل وإظهار الحبّ

تواصل العائلة مع الطفل، وتعبيرها عن الحبّ تجاهه، من شأنه أن يُعزِّز قيمته الذاتية، واحترامه لذاته، ويزيد شعوره بالرضا عن نفسه لكونه مقبولاً ومحبوباً، وينبغي ألّا يرتبط الحُبّ بقَيد أو شرط، وإنَّما يكون دائماً بصَرف النظر عن أفعال الطفل، حتى وإن ترتَّب عليها التوجيه والتصويب، ويشمل الحبّ التعبيرَ بالكلام، والأفعال، والمَودَّة الجسدية؛ باحتضان الطفل، أو تقبيله.


أمّا التواصل، فيكون بقضاء وقت خاصّ وممتع مع الطفل يوميّاً؛ للتحدُّث معه، والاستماع إليه، وممارسة بعض الأنشطة التفاعُلية البسيطة، مثل: قراءة قصص ما قبل النوم، وتناول العشاء معاً، أو غيرها.

تشجيع استكشاف المزيد من الاهتمامات

رغم أهمِّية حفاظ الطفل على مهاراته واهتماماته الحالية في بناء شخصية واثقة من نفسها، فإنّ استكشاف المزيد منها يُعزِّز أيضاً الهدف ذاته بصورة أكبر؛ إذ يُسهِم اكتساب الطفل مهارات جديدة ومختلفة في تعزيز شعوره بالقوَّة، والقدرة على مواجهة التحدّيات، واكتشاف الهويّة، والتميُّز، وتقدير الذات، وغيرها من الأمور التي تبني ثقته بنفسه، ومن المهارات التي يُمكنه تعلُّمها: ركوب الدرّاجة، وتعلُّم لغة جديدة، وغيرها.

منح جزء من الاستقلالية

منح الطفل الفرصة للتحكُّم في حياته من شأنه إشباع رغبته في الاستقلالية؛ ممّا يُعزِّز لديه مشاعر احترام الذات، والثقة بآرائه واختياراته، ورغم أنّ سيطرته الكاملة على حياته غير معقولة بسبب سِنِّه، فإنّ بالإمكان تطبيقها ضمن نطاق بسيط؛ كمنحه خيارات مُتعدِّدة للغداء، أو لارتداء الملابس، وتركه ليختار منها، أو ليختار شيئاً خارج الخيارات إن كان ملائماً، وما لم يُشكِّل خطراً أو تهديداً على صِحَّته.


ويُمكن أيضاً مساعدة الطفل في تعلُّم طرق إنجاز بعض المَهمّات؛ ليتولّى مسؤوليتها لاحقاً، ويُحقِّق مزيداً من الاستقلالية في التصرُّف، مثل: تعلُّم ارتداء الملابس، أو حمل الأكواب، أو ترتيب غرفة الألعاب، أو غسل أطباقه.

التوجيه نحو التعامل مع النجاح والفشل

يُمكن أن تُسبِّب الأخطاء المُرتكَبة تراجُعاً في ثقة الطفل بنفسه وبقدراته؛ لذا، لا بُدّ من تربيته تربية تُمكِّنه من التعامل مع الأخطاء؛ فيعرف أنّ الفشل أو الخسارة ليست أموراً سلبية، أو عيوباً في شخصيّته، أو سوءاً ينبغي التوقُّف عنده أو الاستسلام، وإنَّما هو أمر طبيعيّ، وفرصة للتعلُّم من الأخطاء، والاستمرار في المحاولة.


وفي هذا السِّياق، ينبغي تجنُّب التوبيخ، أو الانتقاد، أو التحدُّث بكلمات قاسية، أو عبارات سلبية، أو الوصف بأوصاف غير لائقة، وإنَّما ينبغي الثناء على مجهوده المبذول، وتشجيعه للتركيز على نقاط القوَّة لديه، وتوجيهه إلى الطريقة الصحيحة لفعل الأشياء في المرَّة القادمة، والتحقُّق من فهمه لها؛ عبر توجيه أسئلة، مثل "ماذا ستفعل إذا تكرَّر مثل هذا الأمر مرَّة أخرى؟".


أمّا عند النجاح، فيُوصى بالثَّناء على الجُهد والالتزام، بدلاً من الإشادة فقط بالنتائج النهائية؛ كالحصول على تقدير ممتاز، أو بالصفات؛ كالذكاء، أو اللياقة البدنية؛ إذ يُمكن القول: "أنا فخور بعزفك على البيانو بهذا الشكل الرائع، لقد التزمت جيِّداً بالتدريب"، أو "أحسنت، أنت تعمل بجدّ لإنجاز هذا الواجب المنزلي"، وغيرها من الأمور التي تدفع الأطفال إلى بذل المزيد من الجهد نحو تحقيق الأهداف؛ ممّا يُعزِّز فُرَصهم بالنَّجاح.


ويُشار إلى أنّ الأطفال يُدركون غالباً متى يكون الثناء مُستحَقّاً، ومتى يكون مُبالَغاً فيه أو غير معقول؛ لذا، ينبغي على الوالِدَين الالتزام بالصِّدق عند تقييم أداء الطفل، وتجنُّب المديح في غير مَحَلِّه، أو المديح المُفرِط؛ كقول: "كانت المباراة رائعة" -مثلاً- بينما كان واضحاً له وللجميع أنّها ليست كذلك؛ إذ يُمكن لمثل هذه التصرُّفات أن تُؤثِّر في ثقة الطفل بنفسه، ورغم ذلك، ما يزال بالإمكان الإشادة بالجُهد الذي بُذِل خلالها.

تشجيع تطوير لغة جسد واثقة

تُعَدّ لغة الجسد الواثقة جزءاً مُهِمّاً من بناء ثقة الطفل بنفسه؛ إذ تنعكس صورة الجسد القويّ على مشاعر الثقة الداخلية وتُعزِّزها، والعكس صحيح أيضاً.


ويُمكن تعزيز هذه النقطة عبر تشجيع الطفل على ممارسة الألعاب التي تستكشف لغة الجسد، والتي يُمكن أن تشترك فيها العائلة، مثل: الألعاب التي تعتمد على التواصل البصريّ، أو تمثيل شخصية بطل يمشي بفخر ورأسه مرفوع. 

 

  المراجع


[1] childmind.org, 12 Tips for Raising Confident Kids
[2] kidshealth.org, 9 Ways to Boost Your Child’s Self-Esteem
[3] childdevelopmentinfo.com, how to build your child's confidence and self-esteem
[4] mayoclinichealthsystem.org, Practical ways to raise confident kids
[5] actionforchildren.org.uk, How to build your child’s confidence and independence

 
December 11, 2024 / 2:28 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.