جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
دليل لفهم هذا السلوك

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال ونصائح تساعد في تعديله

01 أكتوبر 2024 / 10:53 AM
أسباب السلوك العدواني عند الأطفال ونصائح تساعد في تعديله
download-img
من المشاكل السلوكية التي قد يُعاني منها الآباء مع أطفالهم عادةً، وتثير قلقهم، وتُشكّل تحدِّياً حقيقياً يواجههم أثناء تربية أطفالهم "السلوك العدواني Aggressive behavior"؛ وفيه يميلُ الطفل إلى التفاعل مع الآخرين بطريقة عدائية وعنيفة؛ جسدياً، أو لفظياً، أو كليهما معاً، مع والِدَيه، وإخوته، وأصدقائه، وزملائه، وحتى الأشخاص البالِغين الذين يتعامل معهم في المواقف المختلفة؛ فيضرب إخوته، أو يرمي أغراضه، ويُخرِّبها مُتعمِّداً عند شعوره بالانزعاج، أو يصرخ في وجه مُعلِّمه مثلاً، ممّا يُؤثّر سلباً في الحياة الشخصية والعائلية للطفل، وفي علاقته بمُعلِّمِيه، وأقرانه كذلك.

وعلى الرغم من أنّ التصرُّفات العدوانية تُعَدّ سلوكاً طبيعياً نوعاً ما عند الأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة؛ لأنّهم لا يستطيعون التعبير لفظياً عن مشاعرهم ورغباتهم، إلّا أنّها يجب أن تقلّ تدريجياً مع نُمُوّهم وتعلُّمهم مهاراتٍ جديدة. تابع القراءة لتكتشف السبب الكامن وراء السلوك العدواني للأطفال، ولتتعرّف إلى مجموعة من النصائح، والأساليب الفَعّالة التي يمكن أن تسهم في تعديل هذا السلوك السلبيّ عند الأطفال. 

تحليل شامل: الأسباب الخفيّة للسلوك العدواني عند الأطفال

لتعديل ومعالجة أيّ مشكلة سلوكية تظهر عند الأطفال، يجب أوّلاً تحديد الأسباب التي أدَّت إلى ظهورها، وهذا ينطبق على مشكلة السلوك العدواني للأطفال، وفيما يأتي توضيح أبرز أسباب مشكلة السلوك العدواني لدى الأطفال: 

معاناة الطفل من أحد الاضطرابات النفسية والعصبية 

إن الأطفال الذين يُعانون بعض الاضطرابات، مثل: الاضطراب ثُنائيّ القُطب، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، أو التوحُّد، أو الاكتئاب، أو الذّهان، وغيرها، قد يُظهرون أيضاً سلوكاً عدوانياً تجاه الآخرين عندما يشعرون بالقلق، أو التحفيز الزائد، أو عدم القدرة على السيطرة على المواقف التي يمرّون فيها أحياناً.

مشاهدة الطفل للأفلام والبرامج العنيفة 

يمكن أن يكون سبب السلوك العدواني لدى الأطفال الأفلامُ والبرامجُ التي يشاهدونها على التلفاز، أو اليوتيوب، أو غيرها، والتي تتضمّن مُحتوىً عدوانياً وعنيفاً؛ كمَشاهِد الشِّجار، والضرب، والسَّبّ، والصُّراخ، والأسلوب البذيء، وهذا يشمل أيضاً ألعاب العُنف التي تعتمد على استخدام الأسلحة، والضرب، والقتل، وما إلى ذلك؛ إذ ينعكس هذا المحتوى سلباً على نفوس الصغار، ويظهر في سلوكهم العامّ.

تأثر الطفل بسلوك الوالدين 

من أسباب السلوك العدواني عند الأطفال أيضاً سلوك الوالِدَين أو مُقدِّمي الرعاية الذين يتعامل معهم الطفل باستمرار؛ فالاطفال يتعلَّمون بالقدوة ومراقبة أفعال الوالِدَين أكثر من تَعلُّمهم بالكلام والتوجيه اللفظي؛ سواء كان السلوك إيجابياً أو سلبياً؛ فمثلاً إن كان أحد الوالِدَين يكسِر الأشياء ويصرخ بصوتٍ عالٍ لدى شُعوره بالغضب، فقد يعتقد الطفل أنّ هذا السلوك طبيعيّ وصحيح للتعبير عن المشاعر، وبالتالي سيُقلِّده عند شعوره بالانزعاج من أمرٍ ما، وهذا يعني أنّ السلوك العدواني للطفل يمكن أن يُكتسَب من الوالِدَين دون قصد.

ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر عند الطفل

من الأسباب المُمكِنة للسلوك العدواني للطفل أيضاً عدم قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره، وعواطفه، ورغباته بشكل واضح، فيلجأ إلى العُنف كنوعٍ من التفريغ والتخفيف عن نفسه؛ فعدم فهم الطفل كيفية التعامل مع مشاعره يمكن أن يؤدّي إلى شعوره بالتوتُّر، والإحباط، وبالتالي تصرُّفه بعدوانيّة.

شعور الطفل بالتوتر والقلق وعدم الأمان 

قد يؤدّي شعور الطفل بالتوتُّر، والقلق، وعدم الأمان، أو الخوف في البيئة التي يُوجد فيها؛ نتيجة حدوث تغيُّرات، أو مواقف جديدة وغير مرغوبة في حياته اليومية، إلى تصرُّفه بشكل عدواني مع الآخرين؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدّي كثرة الامتحانات اليومية إلى شعور الطفل بالتوتُّر والقلق بشكل كبير، أمّا مشاعر الخوف وعدم الأمان فقد تظهر لدى الطفل الأكبر عند ولادة طفلٍ جديدٍ في العائلة، وشعوره بوجودِ مُنافسٍ جديدٍ له يمكن أن يأخذ اهتمام والِدَيه منه، فيُعبِّر عن هذه المشاعر بتصرُّفات عدوانية غير مرغوبة.

تعديل السلوك العدواني عند الأطفال: نصائح فعالة للآباء

لتعديل السلوك العدواني عند الطفل يُنصَح أوّلاً بمحاولة تحديد السبب الرئيس لتصرُّفاته العدوانية؛ لأنّ ذلك يُسهّل معالجة المشكلة، والتخلُّص منها بشكل أسرع؛ فعلى سبيل المثال، إن كان السبب تعرُّضه للمحتوى العنيف، فيمكن منعه من مشاهدة مثل هذه البرامج، وتحفيزه لمشاهدة برامج مفيدة ومُسلِّية ومناسبة له بدلاً منها.


كما ينبغي الهدوء، وتجنُّب رُدود الأفعال الخاطئة لدى ارتكاب الطفل أيَّ أفعال عدوانية، والحفاظ على نبرة الصوت الهادئة والمُتَّزِنة عند توجيه الكلام إليه، مع الحرص على عدم الاستسلام لسلوكاته العدوانية، ومحاولة لفت انتباهه إلى شيء آخر، وتغيير الموضوع للتخلُّص من السلوك غير المرغوب الذي ارتكبه.


ومن المهمّ أيضاً فهم مشاعر الطفل، والتعاطف معه، وتعليمه كيفية التعبير عن مشاعره المختلفة بأساليب سليمة؛ كالتعبير عنها بالكلام، أو بالكتابة، أو بالرَّسم، أو ما إلى ذلك، ويجب حَثّه أيضاً على التعويض عن الأخطاء التي تسبَّبت في الأذى للآخرين جَرّاء سُلوكه العدواني بأسلوب لطيف ومناسب لعُمره، ومُكافَأته عند نجاحه في التخلُّص من أحد السلوكات العدوانية التي اعتاد فِعلَها، وحرمانه من أحد الامتيازات التي يمتلكها أو فرض عقوبات على الطفل عند عدم التزامه بالحدود الثابتة المُتَّفق عليها.


وختاماً، إن لم يتحسّن السلوك العدواني مع مرور الوقت على الرغم من اتِّباع النصائح السابقة، فيجب عندها طلب المُساعَدة من أحد الخبراء والمُختَصّين.

 

المراجع 

[1] cypf.berkshirehealthcare.nhs.uk, Anger and aggressive behaviour
[2] verywellfamily.com, Common Child Behavior Problems and Their Solutions
[3] childmind.org, What Are Some of the Causes of Aggression in Children?
[4] waitt.in, What Causes Aggressive Behaviour In Child

October 01, 2024 / 10:53 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.