جار التحميل...
وأولى الفوائد التي يُمكن أن تُوفّرها السباحة للأطفال هي السلامة من خطر الغرق؛ فالطفل بشكل عام مُعرَّض لهذا النوع من المخاطر نتيجة عدم إدراكه ما يُحيط به، وفي حال تعرّض لموقف ما؛ كأن يسقط في الماء بشكل مفاجئ، فإنّ تعلُّمه السباحة في هذه الحالة سيُقلِّل شُعوره بالذعر والخوف، وبالتالي يزيد فرص إنقاذه من الغرق.
وإضافةً إلى ذلك، هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تجعل الآباء يرغبون في تعليم أطفالهم السباحة؛ لما لهذه الرياضة من فوائد تعود على صحة الطفل العقلية والبدنية، وفيما يأتي توضيحها:
تُوفّر السباحة تمريناً شاملاً للجسم، ممّا يساعد الأطفال على تحسين لياقتهم البدنية بشكل عامّ؛ إذ تسهم حركات السباحة المختلفة؛ كالركل بالأرجل، والسحب بالأذرع، في زيادة قدرة القلب على ضخّ الدم والأكسجين إلى الجسم، وبالتالي تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، كما تعزّز السباحة قوة العضلات المسؤولة عن دعم قوة الجسم وتوازنه.
وتُعَدّ السباحة أيضاً من التمارين التي لا تتطلّب ضغطاً كبيراً على المفاصل والعضلات مقارنةً بالتمارين الرياضية الأخرى، ممّا يجعلها من الرياضات الآمِنة على مفاصل الأطفال وعظامهم.
تساعد السباحة بشكل رائع في تعزيز نُمُوّ الطفل البدني والعقلي؛ فالحركة في الماء تُعزّز استطالة العضلات ومرونة المفاصل، وهذا يعود إلى مقاومة الماء لكلّ حركة تصدر عن الجسم أثناء السباحة، ممّا يزيد قوة العضلات بشكل فَعّال وآمِن على الجسم.
كما تساعد السباحة في تطوير المهارات الحركية للأطفال، وتحسين التحكُّم في أعضاء الجسم؛ من خلال ممارسة الأنشطة الكبيرة، مثل: صعود السلالم، أو الوقوف على قدم واحدة، إلى جانب المهامّ الأصغر، مثل الإمساك بالأشياء الصغيرة.
تُحفّز البيئة المائية عدداً كبيراً من حواسّ الطفل في وقت واحد، وهذا من شأنه أن يُعزّز قدرة الطفل على إدراك مواقع الأشياء من حوله وكيفية تفاعله مع البيئة المحيطة به.
ويُواجه الأطفال أثناء السباحة بعض التحدّيات الأخرى، مثل: التوازن في الماء، وتطوير تقنيات السباحة، ممّا يُحفّزهم على استخدام مهاراتهم العقلية لحلّ المشكلات والتكيُّف مع الظروف المُتغيِّرة، كما أنّ تَلقّيهم تعليمات السباحة التي تُعطى لهم من قِبَل المُدرِّبين أو المُتخصِّصين تُعزّز قدرتهم على فهم التعليمات عموماً، وكيفية اتِّباعها بدِقَّة.
تتطلَّب السباحة من الأطفال مستوى عالياً من التركيز؛ فأثناء السباحة يحتاج الأطفال إلى التحكُّم في التنفُّس، ويتطلّب هذا الدقَّة في التوقيت، واتِّباع تقنيات خاصة، مما يزيد قدرتهم على التركيز والتحكُّم في وظائف الجسم.
وتتضمَّن السباحة كذلك التكيُّف مع الظروف المُتغيِّرة، مثل درجة حرارة الماء وتدفُّقه؛ إذ يحتاج الأطفال إلى التكيُّف والتعديلات السريعة في السباحة، ممّا يزيد قدرتهم على التركيز والانتباه، وهذا ما ينعكس إيجاباً في قدرته في التركيز على مجالات أخرى من حياته.
لا تُعَدّ السباحة مُجرَّد نشاط بدني، بل هي تجربة تعليمية شاملة تسهم في تطوير شخصية الطفل؛ فعندما يتعلَّم الطفل السباحة، يكتسب القدرة على تحديد المخاطر واتّخاذ القرارات باستقلالية أكبر في الماء، كما يتعلَّم كيفية التعامل مع الوضعيات المختلفة، واستخدام مهاراته للتغلُّب على التحديات، ممّا يُعزّز ثقته في قدراته الشخصية.
وبالاستمرار في التمارين والتدريب، يُحسِّن الطفل مهاراته في السباحة، ويتقدَّم نحو تحقيق أهدافه، وإن شارك في مسابقات تنافُسية وحقَّق نتائج جيِّدة، فإنَّه يُنمّي إحساسه بالإنجاز ويزيد ثقته بنفسه.
السباحة رياضة مُشوِّقة وممتعة للأطفال، وفرصة لمنحهم الشعور بالرضا والإنجاز بتعلُّمهم كيف يتحدَّون أنفسهم، ويتنافسون مع غيرهم، ويعملون على تحقيق أهدافهم، كما أنّ تعلُّم السباحة باتِّباع دروس مُنتظَمة مع مُدرِّبين مُتخصِّصين أو بالانضمام إلى فريق سباحة، يُعزّز مُتعة التعلُّم والشعور بالانتماء إلى الجماعة.
المراجع
[1] lifehack.org, What are the Benefits of Swimming For Your Mind and Body?
[2] webmd.com, What Is Cardiovascular Endurance?
[3] bayswaterrecreation.com.au, 5 Physical And Mental Benefits Of Swimming For Kids
[4] healthline.com, What Are the Top 12 Benefits of Swimming?
[5] swimrightacademy.com, Swimming improves concentration