جار التحميل...
وهنا، لا بُدّ من اتِّخاذ التدابير المناسبة لاستعادة الهِمّة والنشاط والبدء من جديد، وبعد الاستعانة بالله والتقرُّب إليه، وطلب التوفيق منه -سبحانه وتعالى-، يمكن اتِّباع العديد من النصائح التي من شأنها أن تساعد على التركيز أثناء فترة الدراسة، وفيما يأتي بعضٌ منها:
يختلف الأشخاص في اختيارهم البيئة المثالية للدراسة؛ إذ يُفضّل البعض الدراسة في مكان هادئ تماماً بعيداً عن الضوضاء والأصوات المرتفعة، بينما يُفضّل آخرون الدراسة في أماكن مليئة بالحركة والأصوات؛ كالمقاهي، وبصورة عامَّة، يُنصَح بتجنُّب الأماكن العامّة، وأماكن الضوضاء، واختيار مكان مُعيّن في المنزل بحيث يكون للدراسة فقط، ومُجهَّزاً بما يحتاج إليه الطالب من مُعدّات: كمكتب وكرسيّ مريحَين، وتتوفّر فيه مُقوِّمات التركيز والظروف الأساسية.
كما ينبغي التأكُّد من نظافة الغرفة، وخُلوّها من عوامل التشتيت المختلفة؛ كالتلفاز، والأجهزة الإلكترونية الأخرى، وأن تكون الإضاءة والتهوية فيها جيّدة؛ فمثل هذه الأمور من شأنها أن ترفع مستوى التركيز لدى الشخص، ويُنصَح أيضاً بتجهيز كافّة المُستلزَمات المُستخدَمة أثناء الدراسة قبل البدء، مثل: الورق، والكتب الدراسية، وأقلام الحبر والرصاص، وغيرها.
من أهمّ الأمور التي تساعد الفرد على الدراسة والتركيز فيها صياغة مجموعة من الأهداف والسعي إلى تحقيقها؛ إذ يُشكِّل ذلك حافزاً قوياً لبذل الجهد في الدراسة؛ سواء كانت أهدافاً قصيرة المدى؛ كالحصول على درجة عالية في اختبار مُعيّن، أو تنمية مهارات مُعيَّنة، والتدرُّب على عادات دراسية جديدة وفَعّالة، أو بعيدة المدى؛ كالحصول على وظيفة مميّزة في مجال معيّن بعد إنهاء الدراسة، وأيّاً كانت تلك الأهداف، يُنصَح بكتابتها وتدوينها على ورقة بيضاء، والاحتفاظ بها في مكان مرئيّ، وقراءتها يوميّاً؛ لتعزيز الحافز الداخلي.
وفي هذا الصَّدد، ينبغي للشخص أن يكون فخوراً بنفسه، ويحاول مكافأتها بعد تحقيق الأهداف المكتوبة، الأمر الذي يحفّزه على المُضِيّ قُدُماً نحو الأمام، والاستمرار بجدٍّ نحو تحقيق الأحلام والطموحات.
لا بُدّ من تصميم خُطّة دراسية واضحة المَعالِم تُعيَّن بها أوقات الدراسة التي يكون الطالب فيها أكثر إنتاجيّة، وتُحدَّد أوقات الراحة، مع تجنُّب التشتُّت خلال الأوقات المُحدَّدة للدراسة؛ فمن خلال الخُطّة الدراسية، يمكن رسم المسار الصحيح لإنجاز المهامّ المطلوبة، وتحديد الطريقة الصحيحة لذلك، إضافةً إلى الحرص على مراجعة الخُطّة دوريّاً، وتعديلها بين الحين والآخر بما يتناسب مع الاعتبارات الشخصية، والظروف العامة، ويمكن أيضاً مشاركة الخُطّة الدراسية مع الأهل والأصدقاء، ممّا قد يساعد على الالتزام بها بشكل أكبر.
قد تكون الطريقة المُتَّبعة في الدراسة السبب في غياب التركيز، ممّا يستدعي البحث عن طرق أخرى قد تكون أكثر فاعلية، لذا يمكن مشاهدة فيديوهات قصيرة على اليوتيوب فيما يتعلّق بموضوع الدراسة الحالي؛ فالتنوُّع في تقنيات الدراسة يساعد العقل على التفكير بطريقة مختلفة، وزيادة القدرة على التركيز والحفظ.
وهناك أيضاً العديد من الطرق الفَعّالة لتحفيز العقل على التركيز، مثل: القراءة بصوت مسموع، وتدوين الملاحظات المختلفة، أو يمكن شرح المادّة المطلوبة لزميل في الدراسة، ممّا يسهم في تثبيت المعلومات وترسيخها، ويمكن أيضاً اتّباع قاعدة "5 More"؛ وهي استراتيجية لتحسين الإنتاجية، وتحقيق الأهداف؛ من خلال بذل جهد إضافي بسيط، وتتمثّل الفكرة الأساسية فيها بأنّه عند الشعور بالتعب أو الإحباط والرغبة في التوقُّف عن الدراسة، ينبغي إقناع النفس بفِعل خمسة أمور إضافية، مثل قراءة خمس صفحات إضافية، أو الكتابة لمُدّة خمس دقائق إضافية؛ فهذه القاعدة تساعد على تعزيز الانضباط الذاتي.
تُعَدّ هذه الطريقة من الطرق الفعّالة التي تساعد على الحفظ والتركيز على المعلومات المهمة؛ فعملية تذكّر الإجابة من شأنها أن تُحفّز الذاكرة، وتُنشّط الدماغ، ويمكن استخدام بطاقات مكتوب على أحد جانبَيها السؤال، وعلى الجانب الآخر تُكتَب الإجابة، ويمكن الاستعانة بأحد أفراد العائلة لوضع اختبار تجريبيّ، وبذلك يمكن مراجعة المعلومات المهمة، ومعرفة مواطن الضعف؛ للتركيز عليها أكثر.
لا بُدّ من الحصول على فترات راحة قصيرة بين الحين والآخر؛ فالدراسة لمُدّة طويلة متواصلة من شأنها أن ترهق الجسم والعقل، ممّا قد يؤدّي إلى انخفاض الإنتاجية، وقلّة التركيز، وقد تختلف فترات الراحة من شخصٍ إلى آخر؛ باختلاف الظروف العامة، والطاقة المبذولة، ومن الطرق التي يمكن اتِّباعها بما يسهم بفعاليَّة في المحافظة على التركيز أثناء فترة الدراسة طريقة برومودو (The Pomodoro Technique)؛ وتعني الدراسة لفترة زمنية مُحدَّدة، ثمّ الحصول على استراحة قصيرة؛ كالدراسة لمُدّة 25 دقيقة، والاستراحة لمدَّة لا تزيد عن خمس دقائق، وبهذه الطريقة يستعيد الدماغ نشاطه بين الحين والآخر.
وعند الشعور بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على الاستمرار في الدراسة، يُنصَح بالحصول على استراحة أطول، وإنجاز أيّ عمل مفيد من شأنه أن يرفع مستويات التركيز، مثل: المشي لمُدَّة 20 دقيقة، أو شرب فنجان من القهوة مع أفراد العائلة والتحدُّث بأمور مختلفة، أو ممارسة التأمُّل لفترة قصيرة بهدف تصفية الذهن.
وتجدر الإشارة هنا إلى إمكانيّة ممارسة أيّ رياضة يُفضِّلها الشخص ويشعر بتحسِّن بعدها؛ كالمشي، أو الجري، أو ركوب الدرّاجة، مع الحرص على التأكُّد من ملاءمتها للصحّة العامّة.
[1] studyaustralia.gov.au, tips and advice for students
[2] herzing.edu, study better little focus and planning
[3] wikihow.com, Focus on Studying
[4] oxfordsummercourses.com, how to stay focused while studying
[5] vu.edu.au, 10 tips on how to study effectively