جار التحميل...
كما تشمل أعراض فوبيا الحشرات القلق المُفرِط والفَزَع من مُجرَّد التفكير في الحشرات، وتجنُّب الأماكن التي يمكن أن تكون موجودة فيها، مثل الحدائق، بالإضافة إلى أعراض جسدية، مثل: الصراخ، وعدم القدرة على السيطرة على رُدود الأفعال، والحكّة الشديدة، والقشعريرة، والدُّوار، وفقدان الوعي، وفَرط التعرُّق، وخفقان القلب، وضيق التنفّس، والارتعاش، واضطراب المعدة أو الغثيان، وكذلك البكاء خاصَّةً عند الأطفال.
ويُمكن الإصابة بهذه الفوبيا نتيجة المرور بتجارب سلبية مع الحشرات؛ كالتعرُّض للدغات النحل أو الدبابير، كما تؤدّي الجينات الوراثية دوراً في ذلك، وقد يتعلَّم الأطفال الخوف والهَلَع من الحشرات من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، ويجدر بالذِّكر أنّ النساء أكثر عُرضة للإصابة باضطراب القلق العامّ، ومن أشكاله الفوبيا، بمقدار الضِّعف مُقارَنةً بالرجال؛ وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأميركية (ADAA)؛ وهي مُنظَّمة غير ربحية تُوفّر الموارد والدعم للأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية.
يُمكن علاج فوبيا الحشرات بعِدَّة طرق بعد تشخيص الإصابة بها من قِبَل مُختَصّ، مثل طبيب نفسي، أو أخصّائي رعاية نفسية، وفيما يأتي بعض طرق العلاج:
يسهم العلاج بالتعرُّض (Exposure Therapy) تدريجيّاً وبطريقةٍ مدروسة لمُسبِّب الخوف في تغيير سلوك التعامل مع الحشرات والسيطرة عليه، وتبدأ عادةً بالتحدُّث عن الحشرات، والتعرُّف إليها، وإلى سلوكاتها، ثمّ عَرض صور ومقاطع فيديو للحشرات، بالإضافة إلى مشاهدة الحشرات على أرض الواقع في أماكن آمِنة وخاضعة للمُراقَبة، وزيارة الأماكن التي قد تُوجَد فيها، مثل الحدائق والغابات، كما يُمكن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي لكسر حاجز الخوف من الحشرات دون الاضطرار إلى التعامل معها على أرض الواقع في بداية العلاج.
يعتمد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) على تغيير طريقة تفكير المريض واستجابته تجاه مصدر الخوف؛ ألا وهو الحشرات، بالإضافة إلى تعلُّم التحكُّم في النفس، والتنبُّؤ برُدود الأفعال، والتحكُّم فيها، ويُمكن الدمج بينه وبين العلاج بالتعرُّض والمواجهة، ويشمل بشكلٍ عامّ مناقشة الأعراض، واستكشاف المخاوف، وتطوير استراتيجيات لمواجهتها، بالإضافة إلى تعلُّم سلوكات تساعد على تقليل الخوف والرُّهاب، وقد أثبت العلاج السلوكي فاعليّته في التغلُّب على فوبيا الحشرات في كثيرٍ من الحالات.
يُعَدّ العلاج بالأدوية الطريقة الأسرع والأكثر فاعليّة من غيرها للتخلُّص من فوبيا الحشرات؛ إذ يُقيِّم الطبيب النفسي حالة المريض ويُشخِّص الأعراض لديه، وبناءً على ذلك يصف الأدوية المناسبة له، مثل أدوية القلق والمُهدِّئات، وحتى مُضادّات الاكتئاب، بالإضافة إلى الأدوية المُخصَّصة لتقليل ارتفاع هرمون الأدرينالين (Adrenaline) الذي يترافق مع بعض الأعراض، مثل: خفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم.
يُساعد استخدام التنويم المغناطيسي من قِبَل الطبيب النفسي على استرخاء المريض والتعرُّف إلى سبب فوبيا الحشرات لديه، ومعرفة أنماط التفكير التي تُصاحبها، ومحاولة تعديلها، وتحفيز الأفكار الإيجابيّة بدلاً منها، بالإضافة إلى تعديل سلوك التعامل مع الحشرات، وتقليل التوتُّر ونوبات
الهَلع أثناء ذلك، باستخدام بعض الاستراتيجيات للتحكُّم في العواطف ورُدود الأفعال التي ترتبط بالتعامل مع الحشرات.
تُخفِّف بعض العادات البسيطة التي يُمكن تطبيقها ضمن الروتين اليومي القلقَ ومشاعرَ الخوف المُفرِط من الحشرات مع مرور الوقت، مثل: ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمُّل المختلفة؛ كاليوغا، والتنفُّس العميق، وممارسة الرياضة بانتظام، والنوم ساعات كافية، وتقليل تناول الكافيين والمُنبِّهات، بالإضافة إلى مشاركة مشاعر الخوف مع الآخرين والتحدُّث عنها، والحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء، والأخذ بالنصائح التي يُقدِّمونها.
من شأن بعض الأفكار والسلوكات أن تُقلِّل حِدَّة أعراض فوبيا الحشرات وتُساعد على التعايش معها، مثل الاعتراف بالخوف من الحشرات، والتفكير بطريقةٍ منطقية في أسبابه، وكذلك التفكير بإيجابية وإقناع النفس بالقدرة على التحكُّم في الخوف من الحشرات والسيطرة على البيئة المُحيطة، وتخيُّل مواقف التعامل مع الحشرات والتغلُّب على الخوف منها، بالإضافة إلى مكافأة النفس لدى النجاح في مواجهتها.
ويُمكن أيضاً تذكير النفس دائماً بأنَّ الخوف مُجرَّد شُعور عابر، وأنّ الحشرات لا تُشكِّل تهديداً حقيقياً على الحياة، كما قد يسهم التعرُّف إلى معلوماتٍ حول الحشرات وعدم تسبُّب معظمها بالضَّرَر وانخفاض المخاطر التي تُشكِّلها على البشر في تقليل أيّ مخاوف غير منطقية من الحشرات.
وختاماً، لتقليل فرص التعامل مع الحشرات ومواجهتها، وخاصَّةً في بداية العلاج، يُنصَح بعِدَّة أمور، منها: تجنُّب ترك الطعام مكشوفاً، وتنظيف المطبخ بعد تناول الطعام، وغسل الصحون، وإزالة فُتات الطعام، مع حفظ الأطعمة المُتبقِّية في أوعية بلاستيكية أو زجاجية مُحكَمة الإغلاق، والتخلُّص من القمامة دَورِيّاً، وإغلاق صناديق القُمامة بإحكام، ويُنصَح أيضاً بإغلاق الثقوب والفتحات الموجودة في الجُدران أو الأبواب في المنزل، والتي يُمكن أن تدخل منها بعض الحشرات، مثل الصراصير والذُّباب، مع مسح الأسطح باللَّيمون والخلّ، واستخدام الزيوت العطرية لطَردها.
ويجدر التنويه إلى أنّ العلاج من فوبيا الحشرات قد يستغرق وقتاً أكثر من المُتوقَّع حسب الحالة والأعراض، لذا يجب التحلّي بالصبر وعدم فقدان الأمل في التحسُّن، بالإضافة إلى التحلّي بالطاقة الإيجابية، وتجنُّب العُزلة، والتفاعل مع المجتمع والبيئة المُحيطة؛ لتخفيف حِدَّة الأعراض.
[1] clevelandclinic.org, Entomophobia (Fear of Insects)
[2] verywellmind.com, Entomophobia, the Fear of Bugs or Insects
[3] healthline.com, Entomophobia: Fear of Insects
[4] medicalnewstoday.com, What to know about entomophobia
[5] cogbtherapy.com, CBT for Animal, Insect, and Other Bug Phobias